07 أغسطس 2008

أسبوعياتي 1

على وزن "يومياتي" :)
أن أسرد عليكم ما يحدث يوميا، سيكون متعبا و غير مريح، لذلك فكرت في أسبوعيات، أفضل على ما أعتقد.

مرتين في الأسبوع أذهب للكلية للقاء مسؤول فيها (..)، أجدها فارغة إلا من شبح متحرك واحد، إنه أنا !
كم أكره الانتظار، لكن هذه المرة أنا مجبر على الأمر، سأعود غدا إن شاء الله.

البارحة كنت أنتظر الحافلة، كان المكان خاليا تماما إلا مني و سيدة، جذبتني في حديث مسترسل بسبب تأخر الحافلة التي كنا ننتظرها سوية، سألتني عن سني فأخبرتها، أجابت : "لا، غير معقول، لا لا"، و أردفت "يبدو أنهم أخطؤوا في تاريخ مولدك ! أو زوروا شهادة ميلادك".
كنت سأنفجر من الضحك، لكن جاريتها في قولها.
سألتها عن عمري المفترض حسب نظرها فأجابت : "عمرك نحو 10 سنوات، لن تتجاوز 11 كأقصى حد" (كانت تتحدث بجدية)،،
هنا، ضحكت فعلا، ولاحظت هي الأمر فقالت لي : "لا تصدم يا حفيدي (و ليس يا ولدي)، أنا أيضا ابني زورت له تاريخ مولده !"
يا حلاوة :)
فضولي دفعني لأستفسر عن سر الوصفة العجيبة، فلم تتردد في توضيحها لي : "عندما ولد، صرحت أنه ولد قبل 4 سنوات، و أنها نسيت تسجيله، و أخذت أخاه عوضا منه، مع تزوير وثائق طبية و شواهد إلخ..."، يا له من تفكير عجيب عند هذه السيدة !
سألتها باستغراب، "لكن لماذا يزور الاباء تاريخ ازدياد أبنائهم ؟" فردت : "حتى يربحوا تلك السنين في المستقبل :)".
فجأة سألتني : "ماذا تفعل هنا" (كنت أنتظر الحافلة للعودة من الكلية للبيت، و هي تقصد ماذا أفعل في الكلية)، فأجبتها "أنا أدرس هنا من زمان !".
مسكينة صدمت السيدة، كيف يعقل واحد عنده 10 سنوات يدرس في الكلية ؟ قامت بعملية حسابية طويلة و استنتجت أن عمري هو 12 سنة 4 أشهر !!
لحظة و أنا أسمع صوت حافلة فوقفت لأستطلع الأمر، هنا قالت لي السيدة : "أنت طويل جدا، كيف فعلتها في هذا السن ؟ يبدو أنك كنت تشرب الحليب كثيرا"، ربط هذا الكلام لساني و لم أجد ما أقول إلا "الله ياودي" :)
خطرت في بالي فكرة، لم لا أسألها عن سنها هي ؟
كان جوابا غير متوقع "أنا كبيرة جدا، مازلت أتذكر عام الجوع، عام "لبيض"، مقاومة عبد الكريم الخطابي (عشرينيات القرن الماضي)، محمد الخامس.."، و أضافت "أيام زمان كانت الأرض تباع بدرهم ولا يوجد من يشتريها، البركة كانت موجودة، حتى الجنون كانوا موجودين بكثرة".
أها، وجدت رأس الخيط :)
"إذن عمرك نحو 60 سنة؟ (حسب قولها فقد تجاوزت الثمانين بكثير !)" فأجابت بغضب "بزاف عليك (أي كثير عليك)، لم تقل 20 سنة، لم تقل 21، قلت 60 سنة ؟ ألا تخجل من نفسك ؟"، هنا جائت الحافلة فركبت و أنا أحمد الله على نعمة العقل، أحمدك يا رب.

على أي، لقد أطلت عليكم في أسبوعياتي، سأجعلها مختصرة في المرة المقبلة، هكذا أفضل :)






تعليقات فيسبوك:


هناك 3 تعليقات:

  1. ههههههههههه
    أضحكتني ..!

    أنا اتوقع أنها لو كانت غاضبة للغاية لقالت أنها أصغر منك لكنها كانت تمزح :D

    ردحذف
  2. اولا ما شاء الله ارتفاعك يفوق المترين

    تلك المراة كانت تمزح معك
    لان اي شخص سيراك سيعرف ان سنك تفوق 20 سنة

    اول مرة تعرفت عليك اعتقدت انك من مواليد 1981

    ردحذف
  3. أخي الأهلاوي،
    معك حق، يبدو أنها نسيت ذكر أنها اصغر مني هههه، سأخبرها في المرة المقبلة :)
    صديقي cssbit،
    ياك، ارتفاعي يفوق المترين ؟ حتى أنت تحتاج لنظارات ربما !
    مواليد 1981، ههههه أضحكتني أخي cssbit، تبارك الله عليك.

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)