03 فبراير 2013

تجربة تدوين

لي دقائق وأنا أحاول كتابة تدوينة ما، ولم أنجح :)
يبدو أنّني بدأت أفقد "مهارات التدوين".. على أساس أنّني كنت أملكها سابقا!

الحاصل، جئت لأكسر حاجز "اللاتدوين" بكتابة "إخبار" عن وصول المدوّنة هاته لخطّ النهاية.
على أمل أن يتجدّد اللقاء، كانت تجربة تدوين ممتعة بحقّ!

محمد أعمروشا




11 يناير 2013

تهنئة متأخّرة


  • شاركت سناء الشريرة في برنامج/مسابقة "تستاهل"، وبغياب علاقة حبّ تجمعني والتلفاز كنت آخر من يعلم!
  • تابعت تسجيلا للحلقة، أنصح الجميع بالمشاهدة: تستاهل، MBC شاهد.
  • كانت أوّل حلقة (وغالبا آخر حلقة أيضا) أشاهدها من البرنامج الذي لم أسمع به سابقا. هممم، ثقافة تلفزيونية منعدمة ولله الحمد!
  • لم أفهم منطق المسابقة بسرعة في البداية (علامة الذكاء هههه). عموما، لا أميل للمسابقات التي تعتمد على الحظّ والتخمين.
  • ما قدّمته سناء كان رائعا، فخر للتدوين المغربي :)
  • ولأنّ سناء صارت شخصية مشهورة تنهال عليها المكالمات الهاتفية، فليس من الهيّن تهنئتها مباشرة. لذا، أكتب هاته التدوينة  من باب التهنئة الافتراضية :)
على الهامش:
  • راجت مؤخّرا إشاعة انقطاع سناء الشريرة رقم 2 عن التدوين. اعتمادا على مصادر مسؤولة، مجهولة وواسعة الاطلاع فالإشاعة لا أساس لها من الصحّة :P
  • المختصر المفيد: مدوّنة سناء، قصة امرأة غريبة هنا وهناك تدوينة جديدة في ثوب جديد (أو لتوّي أكتشف الثوب الجديد!)، تصميم جميل، مع  ثرثرات غير مفهومة كما العادة (نياهاهاها).




20 أكتوبر 2012

لنستنشق هواء أفضل!

هذه تدوينة طرية جدّا، أحداثها للتوّ تقع، وبما أنّه لا شيء يشغلني اللحظة سأشارك معكم ما حصل.

الحكاية أنّني وصلت لمطار الدار البيضاء قادما من طنجة، اليوم صباحا (قبل ساعتين بالضبط). أشعر برغبة في النوم فتوجّهت نحو أحد المقاهي المتواجدة داخل المطار، كوب قهوة ساخن.

وأنا جالس في المقهى أحتسي كوب القهوة (جميلة "أحتسي" هذه)، بدأ أحدهم يدخّن أمامي (بلا حياء ولا حشمة)، غير معقول! حدّثته طالبا منه أن يتوقّف عن التدخين، خصوصا وأنّ ملصق ممنوع التدخين موجود فوق رأسه تماما، إضافة لملصقات أخرى في كلّ زاوية من المقهى، ناهيك عن ملصقات "لنستنشق هواء أفضل" بالعشرات في جميع أنحاء المطار. ما كان جوابه؟ "يمكنك أن تغيّر مكانك فالتدخين مسموح هنا"، كأنّني تلقّيت صفعة لحظتها! أشرت للافتة ممنوع التدخين على الجدار، 20 سنتمتر عن رأسه، قال إنّها لافتة غير مهمّة، بعض من السخرية والضحك تبعتها دعوة منه لأن أدخّن أنا أيضا، كانت إهانة بالنسبة لي.


 (لست أدري لم تظهر الصورة مقلوبة؟ بالمناسبة تكتب "هواء أنقى" وليس "هواءا أنقى")


(صورة المقهى المعنيّ بالموضوع، سلسلة مقاهي Laag Cafe (أو Laag's Café، لست أدري التسمية الرسمية بالضبط).

توجّهت للموظّفة/النادلة الوحيدة الموجودة بالمقهى، أخبرتها عن الموضوع، توقّعت إنصافا. غير أنّ ما حصل كان العكس تماما: أخبرتني أنّه من المسموح التدخين في المطار (وخلفها مباشرة كانت لافتة ممنوع التدخين، مجدّدا)، أشرتُ للافتة وقالت إنّها غير مهمّة. لا بدّ من البحث عن حلّ آخر، طلبت رقم هاتف الإدارة أو الشركة المسيّرة للمقهى فلم أجده، طلبت تسجيل شكوى ولم تبالي بأمري (شوية ابتسامة صفراء، شوية سخرية).

توجّهت بعدها لشرطيّ بالجوار، أخبرته عن الموضوع فذكر ما معناه: "لا يمكنني القيام بأيّ شيء، عليك التوجّه لمخفر (Commissariat) شرطة المطار"، وذلك ما فعلت. وجدت المخفر بعد 5 دقائق من البحث، أخبرتهم عن الموضوع وبدوا مستغربين (جدّا) من الأمر! هنا أشير لنقطة مهمّة: حاول رجال الأمن هناك التخفيف من الأمر وأنّه لا بأس من تجاوز ونسيان، ذكرت أنّني مستعدّ للبقاء هنا طوال اليوم حتّى يحلّ المشكل (وفعلا لحظتها كنت منزعجا، وكنت مستعدّا للبقاء هناك حتى أسجّل شكاية)، في النهاية ذكروا "عدم اختصاصهم"، المسؤولية تقع على المكتب الوطني للمطارات (وهي المؤسسة العمومية المسؤولة عن تسيير المطارات في المغرب).

ما العمل إذن، قصدت إدارة المكتب هذا، اليوم عطلة والوقت باكر، واضح أنّني لن أجد أحدا هناك :)
فعلا لم أجد ولا أحد!
انتظرت سويعة هناك إلى أن أتى مدير المداومة، أخبرته عن الموضوع و.. أخيرا: هناك من اهتمّ بالموضوع!
طلب منّي تحرير شكاية خطّية مع بياناتي الشخصية، وذلك ما فعلت. كتبت شكاية مطوّلة ومفصّلة عمّا حصل، صفحتين و27 سطرا :)

حصلت على نسخة من شكايتي تحمل طابع المؤسسة وتوقيعه. المهمّ هو التالي: اتّصل بأحد موظّفي المطار وطلب منه إيقاف الموظّفة/النادلة تلك عن العمل في الحال، وأنّه عليها التوجّه لمكتب المدير يوم الاثنين صباحا لتسوية وضعيتها الإدارية.
(توجّهت بعدها بدقائق للمقهى من أجل التأكّد، رصدت عن بعد مغادرتها للمقهى رفقة أحدهم، ووصول موظّف/نادل جديد. جيّد!)

وها أنا الآن أكتب التدوينة هاته من نفس المقهى. النادل الجديد لا يعرف بشأني بعد، وأنا مشغول بإخباركم ما حصل :)

ما الذي أزعجني وبشدّة:
  • كان في المقهى أحد ربابنة الطيران (أو مساعديه، أو موظّفي الطائرة، لديهم بذلة موحّدة ومميّزة)، سمع الحوار بيني وبين المدخّن كاملا. كنت أنتظر منه إنصافي (مستواه التعليمي على الأقلّ!) غير أنّه لم يفعل، بل كان لجانب المدخّن، وهو أيضا عرض عليّ التدخين بابتسامة صفراء! لست أدري كيف أصف شعوري الداخلي لحظتها، أخبرته أنّه خيّب أملي ولم أتوقع منه هذا التجاوب بتاتا، للأسف. (هذا عامل محفّز جعلني أصرّ على تسجيل الشكاية)
  • استهزاء الناس: النادلة تلك، أكثر من رجل أمن، الحاضرون في المقهى، الجميع أخذ الأمر بتساهل، الجميع يا إمّا صامت أو ساخر، لا أحد يتحدّث! المفترض حينما تخبر أحدهم "سأسجّل ضدّك شكاية" أن يجد حلّا ما، فقط لو حصلتُ على اعتذار بسيط لما تابعتُ الموضوع ولاكتفيت ب"نعتذر" أو "آسفون، لن يتكرّر هذا مجدّدا" (ولو كذبا، على الأقل حفظ سمعة المقهى)، لكن للأسف.
  • يهتمّ صغار المسؤولين بإيجاد أنصاف الحلول، شيء مثل "لا بأس، لا تضيّع وقتك"، أو "إنّهم أشرار، سيلقون جزاءهم وسأحرص على هذا، هيّا اذهب لحال سبيلك".. لنقل إنّهم مساهمون بشكل أساسي في تردّي الوضع كونهم يقفون حاجزا بين المواطن وبين المسؤول الفعلي، فلتر لا يتجاوزه الكثير، احرص على أن تنجح في تجاوز هذه العقبة!
ما أثار إعجابي:
  • مدير مكتب المداومة، كان تعامله جيّدا، مشجّعا، وشاكرا لي ما فعلت! أخبرني أنّ الناس لا يشتكون إليه، أنّ الشكايات لا تصله، وبالتالي "قد" لا يكون على علم بالخروقات التي تحصل في المطار! كذلك تدخّله الآني لحلّ المشكل. هناك أمل :)
شخصيا:
  • نوعا ما أحسّ بالذنب، أنا مسؤول عن طرد موظّفة/نادلة ربّما تعيل أسرة، وربّما لن تجد عملا آخر. لكن على الأقلّ ستكون أكثر مهنية في الفرص التي ستتاح لها مستقبلا. وارد أن يسمع زملاؤها عن الموضوع ممّا سيجعلهم أكثر جدّية تجاه موضوع ممنوع التدخين هذا.
  • بالمناسبة، ليست أوّل شكاية أسجّلها! في رصيدي شكايتين ضدّ فندقين (إحداهما انتهت بإنذار للموظّف ذاك، الأخرى لست أدري)، شكايتين ضدّ سائق تاكسي، ضدّ سفارة، وأخرى ضدّ موظّف عمومي (هذه الأخيرة وصلت للمحكمة ولم تنته أطوارها بعد)...
أنا من الصنف الذي يتنازل عن حقّه بسهولة، إلّا إذا تعرّضت لإهانة!




20 يوليو 2012

فن التهنئة في المناسبات


  • لا داع لأن تكتب رسالة تهنئة فيسبوكية وترسلها - في محادثة جماعية - ل100 صديق! هذا يسمّى إزعاجا، سوء استخدام لفيسبوك وغباء تقنيا.
  • يقتضي الاستخدام السليم لخاصية الإشارة إلى الصور في فيسبوك، Tag، الإشارة لوجه إنسان (بديهي، أليس كذلك؟). لا تنعامل مع عبارة "رمضان سعيد" بنفس المبدأ!
  • كتابة رسالة تهنئة واحدة وإرسالها للجميع سلوك لا ينصح به، أمّا إعادة إرسال التهاني فهذا يترك انطباعا سيئا لدى المتلقّي (أو هكذا أظنّ)، ما فائدة التوصّل بنفس الرسالة حرفيا (وحتى بنفس أخطاء الصياغة والإملاء) من طرف عدّة أشخاص؟ تحسّ أنّك تتعامل مع روبوتات وليس مع بشر.
  • إذا كان ولا بدّ من إرسال تهنئة واحدة للجميع، أضعف الإيمان أن تضيف عناوين البريد في صندوق BCC. كمتلقّي، لا داع لأن أعرف أسماء وعناوين جميع أصدقائك، من جهة أخرى شوية خصوصية!
  • كن "ذوّاقا" وأنت تكتب تهنئة، "عيد مبارك سعيد" أفضل بالنسبة لي من: "قبل تنشغل الخطوط، وتصبح الشبكة أخطبوط، طوط طوط، كل عيد وأنت مبسوط"، ما هذا يا هذا؟
  • عزيزي صاحب هذا النص: "يا رمضان هل هلالڪ ] ~.. والڪُل متشوق لوصالڪ .."، لديك مشكلة في لوحة المفاتيح؟
  • لا يعقل أن ترسل لشخص لا تعرفه (أو بالكاد تعرفه) تهنئة على وزن: "لو كنت لا تهمّني ما سبقت الغير، وقلت لك كل عام وأنت بخير"، هذا اسمه نفاق اجتماعي :) أمّا ونفس الرسالة للجميع فهذه متلازمة متقدّمة تحتاج للعلاج.
رمضان مبارك سعيد على الجميع :)




11 يوليو 2012

زيارتي لمسجد الحسن الثاني، الدار البيضاء

الحكاية أنّه مسجد رأيته من بعيد غير ما مرّة، ولم أزره ولا مرّة! ربّما لأنّه في الدار البيضاء: التجمّع العمراني الذي لا أرتاح له، أو ربّما لأنّه البعد الجغرافي..

على أيّ، أنا اليوم في رحلة العودة للمغرب، العبور Transit عبر الدار البيضاء كما العادة (أكره هذا الجزء من السفر!)، فترة العبور اليوم طويلة نسبيا فكانت فرصة لاستكشاف الدار البيضاء!

بعد حوالي 5 كيلومترات مشيا من محطّة القطار نحو المسجد، اتّضح أنّها مدينة لا تصلح للمشي! (من كان يتوقّع خلاف هذا؟) لا بأس، هذا أوّل مشهد أصادفه:



أبهرتني هندسة المسجد والمعمار المغربي الأصيل، المكان متخم بفنون الصناعة التقليدية المغربية.

كان المسجد مقفلا لحظة وصولي، لذلك أخذت جولة سياحية مع مرشد. التذكرة من 30 إلى 120 درهم (إن لم تخني الذاكرة) حسب كلّ حالة، الاختلاف الشاسع في ثمن التذكرة أزعج البعض، فعليا المفترض أن تكون هناك تذكرة واحدة ما دامت الخدمة واحدة، لا أميل كثيرا لمنطق رفع الثمن على السياح/الأجانب وتخفيضه على المواطنين.

الملاحظة الأولى هي أنّ إدارة المسجد لا تحترم مواقيت انطلاق الجولات السياحية! 11:50 هي نفسها 12:00 هي نفسها 12:20، أحدهم مستعجل؟

لديهم دليل سياحي يتحدّث الفرنسية، آخر الإسبانية، الإنكليزية، الألمانية ولغات أخرى. غير أنّني لم أجد أيّ مرشد للعربية! تفاجأت من الأمر فعلا. المطويات المتواجدة في عين المكان متوفّرة بعدّة لغات ليس من بينها العربية طبعا، والغريب في الأمر أنّ قائمة أثمنة المنتوجات في متجر المسجد وكذلك نظام الجولة متاحان بالفرنسية فقط! قليل من الاحترام للعربية يا سادة :)

وبدأت الجولة..
المرشد ذاك لديه معلومات وفيرة عن المسجد وتفاصيله. ما الذي يحصل حينما تتلقّى سيلا من المعلومات دفعة واحدة وبرتابة؟ الجواب سهل: ستتذكّر المعلومات الأولى ثم.. ستنسى البقية! ما أذكره هو: طول القاعة الرئيسية للمسجد 200 متر، عرضها 100 متر، ارتفاعها 70 متر والسلام! ذكر معلومات عن كتلة الأبواب وارتفاعاتها والمواد المصنوعة منها (سرد مملّ قليلا)، طبعا نسيت تلك المعلومات!

أكّد المرشد المعلومة القائلة بأنّنا الآن في أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين. مسألة "أكبر" هاته فيها نقاش، ما المقصود بأكبر مسجد؟ الأكبر من حيث المساحة (مساحة المسجد بمرافقه أم بدونها) أم من حيث عدد المصلّين الذي يستوعبهم (داخل المسجد أم نحتسب الساحات الخارجية أيضا). الاختلاف في تفاصيل الحساب هاته تضع مسجد الشيخ زايد في الإمارات في رتبة أكبر مسجد في العالم، الجزائر تقول نفس الشيء بالنسبة لمسجدها (في طور البناء).
بالمناسبة، لم التنافس على "أكبر" هاته؟

انتهت الجولة داخل قاعة الصلاة الرئيسية بالحديث عن مكان إلقاء الدروس الحسنية في رمضان (العلماء/الفقهاء)، المسلك الرسمي الذي كان يعبر منه الحسن الثاني وتفاصيل عن تمازج الديانات التوحيدية الثلاث في تصميم القاعة (في الواقع لم أفهم هذه النقطة جيدا، لا أعرف كيف يصمّم اليهود معابدهم حتّى أقارن!).

توجّهنا بعدها لصحن المسجد الداخلي، حيث نوافير الوضوء. المكان يسع كذا شخص (ألم أقل إنّ تذكّر الأرقام مهمّة صعبة؟) ملاحظتي على هذا الجزء من المسجد هو عدم استخدامه فعليا. النوافير هناك ولا يتم تشغيلها إلّا نادرا، وبالتالي لا تتحقّق الفائدة والمتعة الجمالية من تواجدها. حسب المرشد ف"حينما يستقبل المسجد أعدادا وفيرة من الزوّار يتمّ فتح هذا الجزء للعموم، وإلّا فأماكن الوضوء التقليدية تفي بالغرض". على أيّ، حتى أماكن الوضوء تلك تحتاج للمسة "إعادة هيكلة"، نحن في 2012 وعلى المرافق الصحية أن تنتمي لنفس الحقبة الزمنية (لا أريد تفصيل هذه النقطة).

ملاحظة أخرى وهي أنّ المرافق الصحية (والمسجد بشكل عام) لا تعترف بحكاية تسهيل الولوج. التوجّه للحمام يتطلّب نزول عشرات الأدراج، ماذا عن كبار السنّ؟ بل ماذا عن ذوي الحركة المحدودة؟ نحن في موضوع آخر الآن!

بعد النوافير توجّهنا للحمام! لديهم حمّام في المسجد؛ حسب المرشد دوما ف"ليس (أي الحمّام) مكوّنا دينيا بل اجتماعيا، الحمّام أحد المرافق الخمسة الأساسية المتوفّرة في كلّ حيّ شعبي مغربي: المسجد، المدرسة (تحفيظ القرآن)، النافورة، الحمّام وفرن الخبز"، لم أنتبه يوما لنقطة "المرافق الخمسة" تلك! عدت بذاكرتي للوراء: فعلا في كلّ حيّ شعبي (المدن القديمة) تجد المرافق تلك.

الحمّام جميل بالمناسبة، هما حمّامين: مغربي وتركي. لكن مهلا: الحمّامات استعراض للهندسة المغربية وحسب! بمعنى أنّها لا تعمل :)

انتهى دور المرشد هنا..

يفتقد المكان لمساحة توجيه ودعوة للإسلام؛ لاحظت يوم زرت إسطنبول مثلا أنّ معظم مساجدها الكبيرة والسياحية تحتوي على مكتب/غرفة جانبية صغيرة وشخص مستعدّ للإجابة عن أي سؤال/استفسار عن الإسلام، مطويات مجانية عن الإسلام بل وحتى نسخ مجّانية من القرآن الكريم (وبعدّة لغات). الكثير ممّن يزور مسجد الحسن الثاني لديه فضول عن الإسلام/المسلمين ويودّ معرفة المزيد فهل من مجيب؟

هذه صورة للمكتب ذاك في أحد مساجد إسطنبول، هنا على شكل صندوق بلاستيكي كبير وفي مساجد أخرى غرفة مبنية:


نفس الشيء بالنسبة للمرافق/الإرشادات المرئية والمكتوبة، فقر تام! في المقابل ملصق بأحد مساجد إسطنبول:


عودة للمغرب. ملاحظة أخرى عن الحمام المتواجد في المكان: من الجميل أن يرفرف الحمام في المنطقة، لكن قليل من التنظيم لا يضرّ :)
كان هناك بعض الريش داخل المسجد بسبب رفرفة الحمام. الحلّ كما رأيته في مساجد إسطنبول: مسامير صغيرة (وغير واضحة للعيان) حيث يحتمل الاستقرار غير المرغوب فيه للحمام، وانتهت المشكلة!

الملاحظة الأخيرة عن هندام المرشد السياحي، كنت لأفضّل لو اختار اللباس المغربي التقليدي عوض البذلة الغربية. قيمة جمالية أخرى للمكان أليس كذلك؟ بعض موظّفي المسجد لا يجيدون فنّ التعامل مع السياح: سائح أجنبي أراد دخول المسجد وقت الصلاة فسأله: "أنت مسلم؟"، أجاب الأخير: "لا"، فلم يدعه يدخل بدون تفاصيل إضافية. المفترض أن يخبره عن المنع المؤقّت وقت الصلاة وحسب تجنّبا لأيّ سوء فهم، هذا مجرّد مثال.

كنت أودّ الوصول للواجهة الأمامية للمسجد، حيث المحيط الأطلسي. للأسف هي مغلقة بدون أدنى إشارة أو تعليل! استكشفت المنطقة فوجدت أنّ هناك معرضا عن الابتكارات/الاختراعات/الاكتشافات/الفلسفات التي ظهرت خلال العهود الإسلامية الغابرة. أعجبني تصميم المعرض، توزيع المعلومات، توفير عروض مرئية مع سمّاعات. المعرض مجّاني.
ولكن! (ضروري من "ولكن" هاته؟)، اللغة يا أعزّائي! جميع المعلومات بالفرنسية حصرا! لست أدري ما السرّ وراء الإصرار العجيب على "فرنسة" المنطقة، أضعف الإيمان أن يكون المعرض بالعربية والفرنسية بالتوازي، وبما أنّ المسجد ومرافقه هي عناصر جذب سياحي للمنطقة فالمفترض أن تكون التفاصيل هاته بأكثر من لغة: الإنكليزية، الإسبانية، الفرنسية والعربية. لمن تحكي زبورك يا داود؟


مرفق آخر أثار إعجابي وهي المكتبة، طابق للأطفال، الثاني للشباب والأخير للكبار. بدت لي مجهّزة بالمرافق الضرورية وتستحقّ الاهتمام. حسب جولتي فثلثي الكتب فرنسية، الثلث الآخر بالعربية، كتاب وحيد بالإسبانية ووحيد آخر بالإنكليزية! رغم أنّ الكثير من الأقسام فقيرة من حيث الكتب فهناك ما يستحقّ القراءة، أمضيت سويعات هناك ولو كان مثلها في طنجة لما تردّدت في الانخراط.. "لو" هذه باب من أبواب الشيطان لذلك لا مكتبات تستحقّ الذكر في طنجة إلى أن يشاء الله. مسكينة وزارة الثقافة عندنا، مشغولة بالمهرجانات!


السؤال المهمّ الآن: تعبت من انتظار رحلتي في هذا المطار الكئيب! سأرفع بعض الصور..






الأبواب ضخمة للغاية (لم أر أبوابا أكبر سابقا)، أحدهم بالقرب:


هنا إرشادات الجولة السياحية، بالإنكليزية، الفرنسية والإسبانية (لا داع للعربية، أليس كذلك؟)


هذه تذكرتي مع ملصق على الصدر للتمييز بين السائح وزائر المسجد:


هذا سقف المسجد، لديهم قبة متحرّكة. مجرى مائي ونافورة في الوسط:


مصلى النساء هو الجزء المرفوع ذاك:


وسط القاعة الرئيسية، في الوسط مجموعة السياح التي كنت معها:


مشهد آخر:


هنا المحراب:


من زاوية أخرى:


حيث تلقى دروس العلم:



هذه قاعدة الصومعة (جرت العادة على تسمية المئذنة صومعة في المغرب)، من هاته النقطة يرتفع البنيان ل200 متر، وبالتالي فهي أعلى معلمة دينية في العالم:


هذا سقف الصومعة من الداخل:


هذا أحد أبواب الصومعة من الداخل، الأبواب ترفع للأعلى عوض أن تفتح بالشكل العادي:


هذا سقف الصومعة من تحت:



هذه نافورات الوضوء، لم تكن أيّ منها تعمل لحظة تواجدي هناك:



هنا الحمام المغربي:





جانب من الحمام التركي، أعجبني الزليج المغربي:


هنا مسبح داخل الحمام، انعكاس جميل للفسيفساء على الماء:




بعض الأبواب من الخارج:



المسجد كما يبدو من ناحية المكتبة:


جانب من المعرض، لم أجد أحدا هناك غير فتاة تستمع لشرح عن تاريخ العلوم في العصور الإسلامية الغابرة:




زاوية داخل المكتبة:


انتهى معرض الصور، تدوينة خلاف الشكل المعتاد قريبا جدّا (حماس هههه).





04 يوليو 2012

الانتشاء المغربي

صادفت هذه المقالة مؤخرا في مجلة الخطوط الملكية المغربية (عدد يونيو 2012)، أنشر فقرات منها هنا من باب "الإفادة":
بدأت مغامرة إبراهيم زنيبر مع زراعة الكروم وإنتاج النبيذ سنة 1956، على سفوح جبال الأطلس، وها هي سيليي مكناس المجموعة الرائدة في هذا الميدان، قد أصبحت اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن تجسد تميز إنتاج النبيذ المغربي. عودة إلى أسطورة مغربية... في حالة انتشاء دائمة.
كان إبراهيم زنيبر، بشرائه مجالات توجد بهذه المنطقة الجغرافية، تحركه إرادة جامحة تروم إعادة الاعتبار للنبيذ المغربي بعد التراجع الذي عرفته سنوات الستينيات والسبعينيات. ولعل العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه، ولا تزال، بالأرض، ساهم بشكل واسع في تغذية وإنجاح هذه المغامرة البطولية. وتجعل الشمس والارتفاع (حوالي 700 متر) والاعتدال الحراري النسبي من منطقة مكناس عاصمة زراعة وإنتاج النبيذ بالمغرب، بحيث تمثل أكثر من 70% من الإنتاج الوطني. ففي قلب هذه المنطقة استقرت "سييلي مكناس" التي كانت تعرف سابقا ب"سامافان" و"مكناس فيتيكول" "م "مكناس فان".
بفضل إنتاج سنوي يبلغ 30 مليون زجاجة، تطمح سيليي مكناس إلى أن تجد النبيذ المغربي مكانه فوق كل مائدة عبر العالم. وفي هذا الإطار، تراهن على أصالة وخصوصية منتوجاتها، وجودتها. (..)
(..) كما يضم "شاطو غزلان" أقبية لنضج النبيذ (مع التحكم في درجة الحرارة والرطوبة) تتوفر على طاقة استيعابية تقدر ب3000 برميل و3 ملايين زجاجة. (..) كما تتوفر هذه الوحدة التي تصل قدرتها الانتاجية إلى حوالي 200 ألف زجاجة في اليوم، على جميع ضمانات حفظ النظافة وتتبع مسار الإنتاج (..).
يقول إبراهيم زنيبر إن "سيليي مكناس تعرف بفضل زبنائها الأوفياء شهرة متزايدة داخل المغرب وعبر العالم كذلك، والجودة هي هدفنا الأساسي، سنبقى نعمل دائما من أجل تحسينها. في عالم لا ينقطع عن الانفتاح، وبمعية ما يحيط بي من رجال ونساء، أطمح إلى أن يكون النبيذ المغربي، بجودته العالية وقدرته التنافسية، حاضرا على أوسع نطاق ممكن".

بالمناسبة، لدينا نكتة قانونية مغربية أخرى، هاهي:

يمنع على مستغل كل مؤسسة تتوقف على رخصة أن يبيع أو يقدم مجانا مشروبات كحولية أو ممزوجة بالكحول إلى المغاربة المسلمين. ويعاقب عن المخالفات للمقتضيات السابقة بالحبس لمدة تتراوح بين شهر واحد وستة أشهر وبغرامة تتراوح بين 300 و 1.500 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط.
وفي حالة العود إلى المخالفة يمكن أن تضاعف عقوبة الحبس والغرامة المنصوص عليها أعلاه. -- الديوان العام الملكي، 17 يوليوز 1967، الفصل 28. 

وأخيرا:
إتصل بي الحسن الثاني ليخبرني: "إبراهيم (أي إبراهيم زنيبر، المذكور أعلاه)، لقد نسيتك، سأعطيك إذن 1100 هكتار من أراضي الكروم، لن تحتاج لشركاء من المؤسسات العمومية". -- مجلة تيلكيل، عدد 361.





19 يونيو 2012

عن التعليم الجامعي

يحصل أن أصادف أحدهم في مسيري فيسألني عن حال الدراسة والجامعة، الأجوبة المتوقّعة هي:

  • بخير، أنا الآن في السنة الفلانية..
  • لتوّي حصلت على الشهادة الفلانية وأبحث عن عمل...
  • أيّ جامعة يا عزيزي؟ أنا أعمل الآن..
همم، أتهرّب من الجواب غير ما مرّة! تجنّبا لثرثرة لا رغبة لي بها لحظتها. وإلّا فالجواب هو: "لقد ودّعت التعليم الجامعي!"، غالبا ما يكون الجواب مفاجئا فأنا "التلميذ النجيب" و"الأوّل في القسم" لسنوات. يزداد الاستغراب مع بقية التفاصيل.

كان يوما من أيّام يناير الباردة، منتصف السنة الدراسية. كان من المفترض أن أتمشّى حوالي 10 دقائق، أستقلّ التاكسي الذي سيأخذني لوسط المدينة ومن ثمّ تاكسي آخر للجامعة، 5 دقائق مشيا نحو القسم وليبدأ "التحصيل العلمي". حسنا، ما حصل يومها هو أنّني خالفت هذا المفترض! صرخ عقلي الباطن: ما هذا الهراء؟ تبا للتعليم الجامعي! تبا للنظام للأساتذة الجامعيين ولكلّ من يدور في فلكهم، تبا لوزير التربية الوطنية، و"للمعلم الكبير" أيضا.

ومن يومها لم أعد للجامعة :)

بداية، لو كنت أدري المهزلة التي تنتظرني في الجامعة يوم حصلت على الباكالوريا، ما قدّمت طلب تسجيلهم لي أبدا! لكنّها الحياة والحياة تجارب. هي فرصة ليستمع الناجحون في الباكالوريا لرأيي، والعزاء للراسبين:
أمامك عزيزي الناجح ثلاثة مسالك لا غير، إن كنت تنتو متابعة مسيرتك الدراسية نحو الجامعة:
  • الاحتمال الأوّل: إذا الطالب أراد العلم يوما فعليه أن يهاجر فورا! وضحت؟ التعليم الجامعي المغربي يا عزيزي الفرحان بالباكالوريا مضيعة للوقت والمال والفكر والجهد ولكلّ الملكات التي يتميّز بها الإنس عن بقية المخلوقات، وفي أحسن الأحوال فإنّك لن تستفيد الكثير. لذا، فرّ بجلدك نحو أوربا، الولايات المتّحدة وغيرها من بلاد العلم. بالمناسبة فملك المغرب حاصل على الدكتوراه من جامعة فرنسية، "والفاهم يفهم" :)
  • الاحتمال الثاني: إذا الطالب ارتضى لنفسه أحد القوالب الاجتماعية المحلية، يمكنه البقاء. هذا يرتبط بطموحك، هدفك من الدراسة الجامعية، ما الذي تريد أن تكون عليه بعد الجامعة وهلمّ جرا. أمامك المدارس العليا وبعض الجامعات الخاصة المتميّزة محلّيا (والمستهزأ بها عالميا، الأخيرة في الترتيب). عليك أن تكون مجدّا (وإلّا مستمتعا بشبابك، لا حلّ وسط)، ترضى بالواقع، تخيّل نفسك في أجمل بلد في العالم كما يروي الإعلام الرسمي صباح مساء (وإيّاك أن تزور جامعة أوربية ذات يوم، ولو حتى عبر جولة افتراضية إنترنتية. يقال إنّك ستصاب بمتلازمة الاكتئاب اللاإرادي المزمن). أيضا، الاحتمال الثاني ينطبق عليك إذا كنت راغبا في الشهادة فقط، كسول قليلا ولديك مال أو نسب أو جاه أو معارف، تعرف: يمكنك ترغيب/ترهيب/إرشاء المسؤولين عن التعليم الجامعي، بما يضمن لك الحصول على الشهادة (وربّما العمل أيضا) على أيّ حال.
  • الاحتمال الثالث: الصبر مفتاح الفرج يا المسكين! عائلتك لا تملك ما يكفي لإرسالك لما وراء البحار (ماذا قلت؟ منحة؟ إذهب والعب بعيدا يا قليل الحياء!)، لا سند لك في الجامعة/المجتمع ولا نسب (لا تصدّق التصدير الوارد في الدستور المغربي، عن "تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية التي يتمتّع بها الجميع" وبقية النكت).. لديّ لك نصيحتان فقط:
    - اختر التخصّص الذي تحبّ/تهوى فعلا، لا تتّبع القوالب الاجتماعية التي تقول إنّ كلية الطب أفضل من كلية الهندسة، وكلية الهندسة أفضل من كلية العلوم، العلوم أفضل من الاقتصاد، الاقتصاد أفضل من القانون، القانون أفضل من الشريعة وهلمّ جرّا. اختر الطب لأنّك تحبّ الطب فعلا (وليس لأنّ معدّلك يمكّنك من دخول الكلية تلك)، واختر الشريعة لأنّك تهوى الشريعة (وليس لأنّ جميع الكليات رفضتك ولم يتبقّ أمامك إلّا كلّية الشريعة!). المهمّ هو التميّز في التخصّص الذي اخترته أنت عن اقتناع شخصي (وليس عن اقتناع صديقك أو جارك أو حبيبتك). ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالخبر اليقين من لم تصدّق (عذرا يا طرفة على تشويه بيتك الشعري!).
    - إلى جانب اختيار التخصّص الذي ارتضيته أنت، لا تعتمد أبدا على المنظومة التعليمية الجامعية! استغلّ الفرصة واحترف لغات أجنبية (قلت احترف وليس Merci & Hi)، تعلّم جديد التقنيات وابق على اطلاع دوما. أدخل عالم المقاولة وتدبير الشركات، اقرأ في تخصّصات غير تخصّصك وكوّن نفسك في مجال غير ما يلقّنونه لك في الجامعة. مرّة أخرى: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا...

وطبعا هناك مسلك آخر وهو عدم الولوج للجامعة أصلا! الجامعة ليست هي كلّ شيء (لست أبالغ هنا ^_^). يمكنك النجاح بل والتفوّق على أصحاب الشواهد والألقاب الاجتماعية على سيرة: مهندس، دكتور، أستاذ، طبيب، خروف... طبعا لن يشجّعك المجتمع في البداية ولا المحيطون بك (منذ متى والمجتمع المغربي يشجّع أصلا؟ إذا اعتمدت على تشجيع المجتمع لك فكل تبنا أفضل لك!)، خذ لك جولة في مؤسسات التكوين المهني مثلا، أو ادخل مباشرة مجال التجارة و/أو المقاولة وتأسيس الشركات، تجاوز المراحل كما يقال!

مثال للاستئناس: أحد الأصدقاء رسب في الباكالوريا، عوض أن يعيد السنة قرّر البدأ من الصفر ودخول مجال التجارة وريادة الأعمال. هو الآن مالك لأربع شركات ثلاثة منها خارج المغرب! ما حال أصدقائه الذين أعادوا الباكالوريا؟ لا زالوا يدورون في نفس الحلقة. لا أريد ذكر أمثلة أخرى، إبحث في محيطك وستجد ما يكفي.

طبعا لا أقصد بهذا عدم مواصلة مسيرة التعلّم، بل أدعوك لتلقّن نفسك بنفسك، تعلّم بنفسك ما تريد، خذ لك حصصا مسائية / نهاية الأسبوع في المحاسبة، اللغات الأجنبية، الإعلاميات وهلمّ جرا. الإنترنت بحر لمن يريد التعلّم (وكذلك مضيعة للوقت لمن يهوى الدردشة). في الواقع أنت لا تحتاج لشهادة من السوبرون لتصبح غنيّا و/أو ناجحا و/أو الشخصية التي تحلم بها!

حسنا، انتهى درس اليوم. مستقبلا حصّة أخرى عنّي، عن ما بعد الجامعة :)
لديّ حكايات كثيرة عن فترة الباكالوريا إلى مغادرة الجامعة، هل من استعداد لسماع قصّة حياتي :P





مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)