المواعيد، عبر الانترنت

كم أكره المواعيد !

لكن ليس بعد الان :)

استخدام تقنيات الويب بدأ يطغى على كل أوجه النشاط البشري، حتى الموعد يجب أخذه من الانترنت، جيد جدا..
البارحة كنت في مهمة مع السفارة الهولندية بالمغرب، خدمة لأحد الجيران :)
لا يمكنك أخذ موعد عبر الهاتف أو الفاكس أو أي وسيلة أخرى، فقط عبر الانرنت. و بالتالي فمسؤوليهم يشجعون الجميع على استخدام تقنيات الانترنت، يوفرون وقتهم و مالهم، و كذلك وقت و مال زبنائهم.
جربت دخول موقعهم لأخذ موعد :
سفارة مملكة الأراضي المنخفضة بالرباط
موقع بسيط، و مع ذلك يفي بالغرض المطلوب منه، و هذا هو الأهم.
قمت بإرسال رسالة أشرح لهم فيها رغبتي في الحصول على موعد بسرعة مع تعليل الأمر،
و كما كنت أتوقع، تلقيت إجابة سريعا، و كانت الرسالة بلغة مهذبة و جيدة التنسيق مع بساطتها.
أعطوني إرشادات لصفحة خاصة بموقعهم لحجز المواعيد، شيء جيد جدا :

صفحة حجز المواعيد على الانترنت.

يمكنني اختيار اليوم الذي أريد، الساعة التي أريد، شيء رائع بالفعل !
المربعات الحمراء تعني أن الموعد محجوز، و المربعات الخضراء تعني إمكانية الحصول على موعد.
طبعا كل المربعات حمراء، لأنه تم حجز كل المواعيد،
قبل يومين كانت هناك مربعات خضراء، لكن لم أكن أملك بعض الوثائق المهمة بعد :(
ما العمل الان ؟
لا مفر من الاتصال بمحامي ما ليجد حلا، قام الجار بالاتصال بمحامي هولندي في هولندا، على اعتبار أنه هولندي، حصل على موعد بعد يومين :) صدق من قال إن الهولنديين يفهمون بعضهم.
بين قوسين، أرى أن الأمور الإدارية معقدة كثيرا، مع أن جاري يعتبر هولنديا في نظر القانون، لكن لديه ابنة صغيرة مغربية و تعيش في هولندا، أراد إصدار جواز هولندي لها فطلبوا منه 10 وثائق أو يزيد ! (كلها من بلدها الأصل، أي المغرب)، بعد أن حضرها كلها أخذوا واحدة منها وقالوا : "هذه تكفي". الحمد لله أن الجار ما زال يحتفظ بعقله، لو كنت مكانه لجننت :)

على أي،
ماذا لو كان كل باحث عن موعد يستطيع أخذه عبر الانترنت ؟ تصوروا صفوف الناس التي تقف في أبواب السفارات و القنصليات مثلا، ماذا لو اتبعوا جميعهم نظام سفارة هولندا ؟ لأراحوا نفسهم أولا من اكتظاظ الحضور (الذي يجلب مشاكل و خلافات طبعا)، و لعرفوا بالضبط المجموعة التي سيتعاملون معها كل يوم، بل ولأراحوا المواطن قبل كل شيء من كثرة التنقل و "عد إلى الغد إذا أردت" !
ذكرني هذا بواقعة حدثت قبل سنة،
كنت ذهبت للعاصمة الرباط، بالضبط لسفارة مصر بالمغرب. و ذلك من أجل الحصول على تأشيرة دخول لمصر لأبواي (يمكن دخول مصر بدون تأشيرة للمغاربة، لكن بتأشيرة أفضل). المهم، تعرفت في السفارة على شاب من طنجة كان يجلس أمامي في الطريق إلى الرباط، دخلت للسفارة فوجدته هناك أيضا،، تجاذبنا أطراف الحديث فسألته عن جدوى زيارته لمصر (سياحة، عمل، دراسة، عائلة...). كانت الإجابة غريبة فعلا، سيذهب لمصر من أجل الذهاب لسفارة أستراليا ! لا توجد سفارة لأستراليا بالمغرب، و بالتالي فالمغاربة الراغبون في زيارة أستراليا يجب أن يذهبوا لسفارتها بمصر :) واااااو، شيء رائع بالفعل هههههه.
تصوروا معي الأمر : الحصول على تأشيرة من أجل الذهاب إلى دولة أخرى من أجل الحصول على تأشيرة لدولة ثالثة، قمة التطور في القرن الحادي و العشرين.
المصيبة الأعظم هي عندما يصل هناك، أي لمصر، ثم يقولون له : "أنت لم تأخذ موعدا بعد، عد بعد شهرين"، ربما سيقرر ذلك الشاب أن يأكل شعره قرب الأهرام، مشهد شاعري فعلا !

محمد أعمروشا

الأربعاء, أغسطس 06, 2008

تغريد

تعليقات فيسبوك: