18 أغسطس 2008

ضيوف بدون سابق إنذار

اتفق الجميع على صباغة جدران البيت،
ستيل جديد :)
الصباغة تجر معها عدة أمور مثل تغيير ديكور البيت و إصلاح عشرات الأشياء،
طيب،
يجب أن نجمع كل الأثاث في مكان واحد، ريثما تنتهي الصباغة،
كل شيء يمر بسلام إلى هذه اللحظة.
فجأة و بدون سابق إنذار،،
"سرررن، سرررن"، الهاتف يرن، من هناك؟
كان الجواب: "مرحبا، نحن العائلة الفلانية، افتحوا الباب :)" !!!
في ثواني، ينقلب البيت رأسا على عقب،
و يظهر امتعاض كبير على بعض الوجوه،
أين سيجلس هؤلاء "الضيوف المحترمون"؟
البيت مقلوب، و هم جاؤوا من مكان بعيد،،
بمجرد تقدمهم خطوة في البيت سيصابوا بصدمة، لا شيء مركون في مكانه.
صدمة لهم،
و الأهم: إحراج كبير لأصحاب البيت :(
كان يمكن تجنب كل هذا عن طريق اتباع مبادئ بسيطة للغاية:
  1. البحث عن رقم هاتف العائلة المستضيفة.
  2. عرض الفكرة عليهم.
  3. في حالة الموافقة، تحديد موعد مناسب للطرفين.
  4. في حالة الرفض تقدير ظروف العائلة المستضيفة.
الان، لا يوجد إحراج لكلا الطرفين :)
نحن في القرن 21 و مازال البعض لا يطبق هذه الخطوات البسيطة للأسف،
تخيل نفسك مكان العائلة المذكورة فوق، و جاء إليك ضيوف بدون سابق موعد و لا إخطار، طبعا هؤلاء الضيوف جاؤوا ليبقوا معك يومين على الأقل و لا مكان اخر يذهبون إليه في مدينتك.
  • أين سينامون؟ جميع الأسرة مفكوكة و مجموعة.
  • أين سيجلسون و يدردشون؟ وسط البيت تحول لمخزن لصناديق الصباغة.
  • أين سيستحمون؟ جميع تجهيزات الحمام تم فسخها للصيانة الدورية.
  • إلخ.
ألن يسبب لك هذا إحـــــــــراجا؟
كان يمكن تجنب كل الحكاية بمكالمة 1 درهم فقط، هذا إذا كان الضيف ذكيا كفاية.

في يوم اخر،،
ما أحلى السفر :)
تم جمع كل مرفقات البيت، إغلاق جميع الغرف، قطع الماء و الكهرباء عن البيت، فصل الأجهزة الكهربائية و ضبط إجراءات الأمان..
أخذ كل واحد مكانه في السيارة، الأمتعة تم ترتيبها هي الأولى،
في اللحظة التي يقوم فيها الأب بتدوير محرك السيارة للانطلاق، جميع من في السيارة يهفت و يستعد للسفر :)
فجأة، تقترب سيارة أخرى من باب البيت قبل أن تخرج سيارة أهل البيت من الگراج:
"هاي، نحن عائلة فلان فلاني، جئنا نقضي هذا الأسبوع معكم :)" !!!
الأب لا يستطيع بلع ريقه، لم يصدق ماذا سمع،
الأم تحملق جيدا في "الضيوف"، ربما أخطؤوا البيت!
أحدهم لا يصبر فيقوم بلكم سقف السيارة بقوة،
الصغار: تجتمع دموع هنا و هناك مستعدة لتنهمر..
يتم إلغاء الرحلة و التظاهر كأن شيءا لم يكن، كنا نجلس في السيارة فقط :)
"تفضلوا تفضلوا مرحبا بكم"،
في الخفاء أحدهم يقول "#/*(]à^it&+9&*".

كان يمكن تجنب كل هذا الإحبــــــــاط بتحديد موعد مسبق، 1 درهم يكفي،
مرة أخرى،
تصور لو كنت أنت بنفسك في هذا الموقف،
تخيل فقط، و أخبرني النتيجة.

ملاحظة 1: كلتا القصتين حقيقيتان و عن تجربة.
ملاحظة 2: لا تخلطوا الأمر ب"كرم الضيافة" و ماجاوره.
ملاحظة 3: في العالم المتقدم، لن يجد أحد حرجا في عدم استقبال هؤلاء الضيوف، معهم الحق!






تعليقات فيسبوك:


هناك 6 تعليقات:

  1. بصراحة أنت في وضع لا تحسد عليه بتاتاً..
    ولكن مع الحادثة الثانية، فأنا وبكل وقاحة أقولها منذ البداية. حتى على الأقل الناس بتحس.

    ردحذف
  2. يمكن اعتبارها خسارة وضريبة التعايش مع اناس غير واعية بما فيه الكفاية

    صاحب البيت لا يستطيع تجاهلهم والا ستنشأ عداوة ولن تروهم مجددا

    لكن تستحقها عزيزي محمد
    لطالما كنت ارغب بالمجيئ الى طنجة وترفض استقبالي

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    هات لي ناس تفهم ... بالعامية
    اخي الكريم اناس لا تعرف الادب و الاحترام
    لا يراعون لموقف الغير
    ارجوا ان يصل صوتك اليهم
    كان الله في عون كل مبتلى
    دمت بود

    ردحذف
  4. أخي عادل،
    نعم، أعرف أنه لا يحسدني أحد على هذه المواقف!
    من سيقدر عذرك؟ سيقولون عنك أنك بخيل و لا تحب الضيوف و إلخ :(
    أخي cssbit،
    الامور بالعكس، من تريد استقباله يرفض، و من ترفض استقباله يأتي بدون سابق إنذار.
    أخي أيمن عبد الحميد،
    اه لو كان الجميع يراعي مواقف الغير،
    لكنا تقدمنا من زمان،
    شرفتني زيارتك.

    ردحذف
  5. الصراحة راحة!
    تعامل معهم بصراحة، سيصفعون هذه المرة، ولن يعادوا الخطأ في المرات القادمة، أنا متأكد أن العوائل التي ستُزار فيما بعد من قِبل هذه العائلة، سيكنّون لكم عظيم الإمتنان.

    ردحذف
  6. ذلك ما سأفعله في المرة القادمة أخي تركي الفصام، سأقوم بعرض استيائي بطريقة غير مباشرة، و إن لم تصل سأوضح أكثر.
    ياريت لو يختفي هذا السلوك، و يطبق الجميع مبادئ و أساسيات التعامل مع الآخر.

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)