07 ديسمبر 2008

أجواء العيد، هل من عيد؟

  • عيد الأضحى و البنوك، علاقة حب وطيدة! إعلانات هنا و هناك تؤكد أن العرض (الربوي طبعا) الذي يقدمه هذا المصرف هو الأفضل على الساحة، فالقروض بسيطة و سهلة التسديد على حد قولهم، و هناك بعض الطرافة في خروف يرقص و آخر يشوي نفسه..
  • عيد الأضحى و محطات المسافرين، التقاء المحبين! بحكم مروري بصفة دورية قرب محطة الحافلات و محطة القطار، فنادرا ما يصدف أن أشاهد جموعا غفيرة تتزاحم للسفر. يتواجد مئات الآلاف من الموظفين و العمال هنا من مدن أخرى، و أغلبهم لا يرضى بالعيد في غير بيته و بين عائلته، فترى الجميع يريد المغادرة و لا يجدون لذلك سبيلا!
  • عيد الأضحى و المصارف الإلكترونية، مشكلة عويصة! تذهب للشباك الإلكتروني لسحب النقود فيخبرك بهدوء: "لا توجد نقود :)"، تدخل للمصرف و تطلب نقودك التي استأمنتها عندهم فيجيبون: "لا توجد نقود"، و إذا عرف السبب بطل العجب، كل الإحتياطي المتواجد تم سحبه و يجب انتظار وصول النقود من المصرف الرئيسي.. الجميع يستخرج نقوده و لا أحد يودع درهما في هذه الأيام، الذكي من استأمن نقوده تحت السرير :)
  • عيد الأضحى و الأسواق، قنبلة نووية! إذا أراد أحد رؤية الشيب الأزرق يغزو رأسي فما عليه إلا إرسالي للتسوق يوما أو يومين قبل العيد :) هذا إذا وافقت على الذهاب أصلا، من قال إنني ذاهب للتسوق قبل العيد؟ اللهم السلامة و لا الندامة.
  • عيد الأضحى و السكاكين، تهديدات خطيرة! هناك من يعرض سكاكين و سواطير قادرة على ذبح فيل و ليس كبش فقط، البيع يتم وسط الشارع العام و لن يمانع لو أردت تجربة إحدى الشفرات الحادة، فقط انتبه لأصابعك ألا تقطعها و أنت تنصت لثمن تلك الشفرات! و لا تنس، إبق حذرا فتغضب أحدهم و يشهر عليك سيفا للساموراي :)
  • عيد الأضحى و المسجد، روحانيات موسمية! الصلاة في المسجد = رمضان + عيد الفطر + عيد الأضحى، انتهت المعادلة :) لا يمتلئ مسجد الحي عن آخره إلا حين تتحقق المعادلة فوق، و هناك من لا يعرفه إلا خلال تلك الأيام، لا أستثني نفسي من التقصير.
  • عيد الأضحى و الخلافات الفقهية، الإختلاف لا يفسد في الود قضية! بحكم تواجد فرق يوم أو يومين بين العيد في السعودية و المغرب كما جرت العادة، يا ترى نذبح مع السعودية أم مع المغرب؟ يا ترى نصوم عرفة مع الحجاج في مكة أم مع ذي حجتنا المختلف عن ذي حجتهم؟ يا ترى نذبح خمس دقائق قبل التاسعة أم خمس دقائق بعد التاسعة؟ يا ترى يجوز الذبح بسكين حديدي أم واجب يكون قصديري؟
  • عيد الأضحى و المظاهر، وهم متكرر! العيد هو أن أشتري ملابس فاخرة جدا (حتى تظهر قيمتي بين الناس)، أتجه للمسجد بسيارتي الفاخرة الملمعة (حتى يعرف الجميع أنني غني)، أتلقى اتصالا وسط المسجد (ليحظى الآخرون برؤية هاتفي الجديد)، أخبر الجميع عن مدى كبر كبشي الذي يلزمه أربعة من الفيلة ليزحزحوه و لا يتزحزح، أعدد للأصحاب عدد لفات قرون الكبش فهي كثيرة لدرجة أنني لم أنجح في عدها (لا أدري هل هو كبش أم ذاك المخلوق الفار من القسورة)، لا داع لذكر المزيد فالحمد لله لمن عرف قيمة نفسه.
  • عيد الأضحى و الكلية، عطلة و سلامة! الله على راحة، لدي 10 أيام عطلة بمناسبة عيد الأضحى، جائت في وقتها فأنا محتاج لإعادة هيكلة ههههه. لو كان هناك ثلاثة أعياد أضحى في السنة لكان أفضل (تفكير الطلاب الذين يحبون النظام التعليمي لحد الجنون :)).
  • عيد الأضحى و اللحوم، إسراف فزيارة طبيب! كبد مشوي في الفطور، لحم مبخر في الغذاء، لحم ممرق في العشاء، غدا صباحا: لحم مشوي في الفطور، لحم مقطع في الغذاء، لحم بالبرقوق في المساء، غدا صباحا مرة أخرى: لحم م... كفى كفــــــــى! لا أريد لحما، سأهاجر لليابان مؤقتا لأحظى ببعض الطعام النباتي :) (الحمد لله أن قاعدة اللحم هذه لا تطبق في بيتنا).
  • عيد الأضحى و المحافظة على البيئة، أمور مؤجلة! لا مانع من قطع الغابات لتوفير الفحم اللازم للشي، لا مانع من رمي أمعاء الكبش وسط الشارع العام فالكل يقوم بالمثل سرا و علانية، لا مانع من قطع قرون الكبش و اللعب بها في الطرقات ثم تركها هناك فكله لعب فقط، لا مانع من شي الرؤوس فوق الأرصفة و حين الإنتهاء الإختفاء و ترك المكان كما هو فالأهم هو جني النقود، لا مانع من التخلص من أكل الكبش المتبقي عن طريق رميه جنب باب الجيران فلديهم قط و ربما يأكل تبنا و برسيما، لا مانع من إفراغ بقايا الطعام مباشرة في الصندوق العمومي فالإقتصاد في شراء الأكياس البلاستيكية توفير للمصروف، لا مانع من تجاهل المحيط الحيوي في العيد فأرض الله كبيرة و لن تتأثر، كما أن الجميع يفعل، و من زمان! (إفادة: "كلوا و اشربوا من رزق الله و لا تعثوا في الأرض مفسدين"[البقرة:60]، صدق الله العظيم).
  • عيد الأضحى و مدونتي، تواجد بإذن الله، و هي فرصة لأقول لكم جميعا: عيدكم مبارك سعيد و كل عام و أنتم بخير، تقبل الله أضاحيكم و جعلها في ميزان حسناتكم، أيام سعادة و فرح، تعاون و تعاضد، وفقني الله و جميع المسلمين لما يحب و يرضى.







تعليقات فيسبوك:


هناك 4 تعليقات:

  1. تشبه الأجواء عندنا كثيراً ولكن للأسف اليوم مضطر للنزول للسوق :(

    كل عام وأنت بخير

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    طريقة رائعةفي التطرق للعيد،فالغالبيةيتناسى ما يجانب هذه المناسبة السعيدة من بؤس، ويصاب بدوار الكبش (دوار جديد يفوق دوار البحر بقليل)..
    شكرا لك على الأفكار الجملية، ومبارك عيدك أخي محمد، وكل عام وأنت ومن تعز بكل خير..
    مني لك أرق تحية..

    ردحذف
  3. كل عام و أنت بخير أخي محمد. أسأل الله أن يعيده عليك و على جميع المسلمين بالخير و البركات.

    سعدت بقراءة ثرثراتك، و إن كان المرء ليأسف لوجودها بيننا و كونها جزء من حياتنا. نسأل الله اللطف و العفو و العافية.

    ردحذف
  4. كل عام وإنت بخير أخي محمد. ما أجمل أن يصفى القلب من كل هذه الأمور وخصوصاً في يوم العيد. لا تقلق كثيراً، فالدنيا بخير.

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)