02 مارس 2009

يوم طردت من الكلية!

من يصدق أنني طردت ذات يوم من الجامعة؟
حسنا، أنا بنفسي لا أصدق الحكاية، ربما يمزحون معي فقط :)
وقفة صدق: طردت من الجامعة مرتين و ليس مرة واحدة فقط!!
مشكلة..

هذا لا يعني أنني طالب ذو مستوى "ضعيف" كما يحلو لنائب عميد الكلية تكراره على مسامعي، بقدر ما يعني عدم تقبلي للنظام الجامعي، لحظة: منذ متى كان هناك "نظام جامعي" أصلا؟ كل و هواه.
بعض الأساتذة يقولون أنني طالب مجد و مجتهد، حصولي على نقط جيدة دليل منطقي، و منهم من يؤمن بكسلي المتجذر فلا أمل في صاحب الأصفار و الآحاد، كلهم في وادي الأحلام يهيمون!

"أبو المتناقضات"، هكذا يصفني أحد الزملاء في الكلية، صدق قولا و أحسن وصفا..
فمن الأولاد، كنت الوحيد الذي حصل على الباكالوريا في الفصل، بل و صاحب أعلى نقطة في الفصل. و سبق أن كنت الأول في المدرسة.. في نفس الوقت ما زلت أتذكر بعض الأصفار التي جمعتها، كم أكد لي واضعه أنني راسب بدون نقاش، "يا واضع الصفر تمهل في وضعه -- إن الصفر آت بنفسه"، من كان يفهمني؟ لا أحد..

آه كم أمقت نظامنا التعليمي، ذلك النظام الذي صنفه خبراء البنك الدولي في الترتيب ال126 (تقرير التنمية البشرية، 2008)، تقدم المغرب على ثلاث دول عربية هي اليمن و جيبوتي و العراق، فإن كان هذان الأخيران معذوران و كذلك العراق بسبب الحرب، فما عذر وطننا العزيز أن وصلنا للدرك الأسفل دون العالمين؟

أتذكر يوم تلقيت طلبا لولوج مدرسة عسكرية لتكوين ربابنة الطائرات، رفضت :) بكل بساطة لأنني لا أحب الجيش و ما حوى.. بعدها تلقيت طلبا للدراسة بالولايات المتحدة على نفقتها، طبعا ضيعت الفرصة لسبب لا أتذكره!!

لطالما آمنت بأحقية الدراسة داخل الوطن، لطالما سخرت ممن يقصدون الجامعات الأوربية قائلا: ألم تكفكم جامعات الوطن؟ ألا تؤمنون بفضل الوطن عليكم و أحقيته لخبرتكم؟ تالله أنتم قوم لا تعقلون! تبين مؤخرا أنني هو الذي لا يعقل واقعا و لا يدرك منطقا (أفضل جامعة بالمغرب صنفت في حدود ال4700 في سلم أفضلية الجامعات عالميا، يا لها من رتبة مشرفة! في أرض احتضنت أول جامعة في العالم، في أرض إبن خلدون و الإدريسي و إبن بطوطة و المراكشي..).
حسنا، بعض الأفكار أقر بتغيرها في جمجمتي.. ذكر أحد حكماء ما وراء النهر قولا فأجاده: لو اصطدم رأسك ببرميل على حين غرة فسمعت تردد صوت، ففراغ البرميل ليس مؤكدا!!

لنعد للب الموضوع،
ذكرت أنني طردت من الجامعة، قولوا مبروك! (سرك في بئر، و قد أعذر من أنذر..)
ما السبب يا ترى؟ لنتركه للحلقة القادمة (مسلسل كرتوني أم ماذا؟)، لنقل أنني حينما طردت في المرة الأولى لم أخبر أحدا و استطعت تعديل التوازن لوحدي، هذه المرة أردت مشاركتكم بعض أسراي (قلت أسرار؟ ههههه نكتة جميلة)..
هذا لا يعني نهاية العالم، قبل ساعات كنت مع حبيب القلب أستاذنا العزيز لتصحيح الوضع (اطمئنوا، لا أحبه لهذه الدرجة، فقط مبالغات نحوية ^_^)، لعل و عسى يعود القطار لسكته، و إلا فالعاقبة لمن اتقى.

يبدو أنني أكثرت من ال :) في موضوعي هذا، إليك قول الشاعر:

لا يؤنسنك أن تراني ضاحكا --*-- كم ضحكة فيها عبوس كامن

لعلي أجد حلا في الأيام القليلة المقبلة، إن شاء الله..
و رب يوم يكون الغم أوله --*-- و عند آخره روحا و ريحانا
ما ضقت ذرعا بغم عند نائبة --*-- إلا و لي فرج قد حل أو حانا

  • تحديث: هناك تحسن على الساحة..









تعليقات فيسبوك:


هناك 6 تعليقات:

  1. عذراً...
    عندما أكون مستاءاً من شيء، تتلاطم أفكاري حتى تأتي نزوة الضحك، عندها أصبح مجنونا أو علمياً تسمى بالهيستيرية.

    أما أنت فالحالة واحدة لكن تسمى بـ أبو المتناقضات!

    ردحذف
  2. السلام عليكم صديقي محمد

    أولا ابد بقوله تعالى:
    (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا)

    و يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم:
    "لن يغلب عسر يسرين"

    و قول الشاعر:
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

    في هذه التدونة وجدت جملا كأنها تتحث عني فأنا ايضا مررت بتجارب في حياتي الدراسية اقل ما يمكن القول عنها انها متناقضة, لكني امن بالفكرة التي تقول بأن اي مشكلة لن تتركك في المكان الذي و جدتك فيه إما ان تجعلك تتقدم او تتخلف و السبب يكمن في كيفية تعامكل معها.
    اما بالنسبة للضحك عند نزول المشاكل فيصدق عليه المثل "كترة الهم كضحك"

    البيت الشعري الذي قلت ذكرني بالقولة :
    إذا رأيت انياب الليث بارة فلا تظن أن اليث يبتسم

    ردحذف
  3. السلام عليكم اخي محمد
    انت طردت من الجامعة مرتين وانا طردت من التانوية مرتين
    لكني اتمنى ان لا يحدت معي دلك في الجامعة

    لا تقلق ستعود الى المدرجات اخي محمد فدوام الحال من لمحال كما يقول ناس الغيوان

    ردحذف
  4. مبروك الطرد أخي محمد :)
    أتمنى أن تدوم هذه النعمة عليك P:
    بإنتظار معرفة الجزء الثاني من هذا الفيلم الكرتوني.

    ردحذف
  5. الله المستعان ..

    ردحذف
  6. لا بأس ، لا شيء يدعو للحسرة في أنظمتنا التعليمية .. يمكنك تطوير مهاراتك ومعرفتك أسرع وأفضل مرتين وربما ثلاث من ملاحقة الأنظمة البدائية في جامعاتنا ... ومع ذلك لا يمكنني إنكار أهمية الحصول على الشهادات أبداً وللأسف ..!

    أتمنى لك التوفيق والخير أينما كان
    وننتظر آخر أخبارك !

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)