"الجامعة"، جامعة العلوم و المعارف، جامعة الثقافة و الإبداع، جامعة التنوع و حرية التعبير..
حسنا، تلك الجامعة الإفتراضية، الوهمية! أما الحقيقة فشيء آخر.
"الحياة الجامعية"، أي المحاضرات و الندوات العلمية، المسابقات الثقافية و الأنشطة المعرفية، و هلم جرا.. لا شيء من هذا في الواقع! فبالرغم من أنني أدرس بكلية اسمها "كلية العلوم و التقنيات"، تقع بجوار "المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية" و بجوار "كلية الحقوق"، هناك الحي الجامعي أيضا.. بالرغم من كل هذا لا توجد أي حياة جامعية، اللهم نشر ملصقات الندوات و المسابقات بعد فوات أجلها (!!) لا أدري بالضبط ما سبب هذا السلوك؟ حتى تنظم الندوة أو المباراة بمدينة ما و يفض الإجتماع إذ تستيقظ أطرنا العزيزة و تلصق دعوة لحضور النشاط الجامعي! اهتمام فائق ما شاء الله.
و غير بعيد عن الندوات، لم تنظم المؤسسة الجامعية ككل أي نشاط معرفي هذه السنة، لكن الصمت لم يطل، في الأسبوع الماضي لفت انتباهي ملصق بالكلية: "بمناسبة عيد الحب..."، نفتخر بك يا جامعتنا العزيزة، فقد احتفلت بالعلوم و الآداب و البيئة و التكنولوجيا و الديناصورات فلم يبق أمامك إلا عيد الحب! (جامعة تحتفل بعيد الحب؟ لا يدخل هذا عقلي للأسف). لنكمل قراءة الملصق: "مسابقات، حفلة راقصة، الدخول بحوالي 60 درهم للشخص فقط، التتمة: سهرة راقصة بفندق الدوليز".. نعم نعم، إعلان بالجامعة لحفلة راقصة! المساكين يجدون و يتعبون طيلة السنة من كثرة الإختراعات و الإبتكارات التي عكفوا عليها، لذلك يجب أن يستريحوا قليلا و يحضروا حفلة راقصة تروح عنهم، أليس كذلك؟
لنكمل قراءة الملصق: "قنينة (خمر) ب800 درهم (800 أو 600، لا أذكر جيدا، 100 درهم تساوي 13 دولار) الطاولة لستة أشخاص"، نحن في القرن الواحد و العشرين، لقد تقدمنا و لنا حرية شرب الخمر و لصق إعلانات حفلاته وسط الكلية! الثمن ليس مرتفعا كثيرا فقط 100 دولار، الطلاب يجب أن يتفتحوا على العالم الخارجي و يستمتعوا بالحياة.. يا جامعتنا الموقرة ألومك لأنك لم توفري الشيشة و الدخان، لتكتمل المصيبة..
في النهاية هناك جملة: "بدعم من كلية العلوم و التقنيات FST و المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSAT"، سكت دهرا و نطق كفرا، هذا ما أقول للأسف الشديد، بودي لو ألتقط صورة للملصق لتروه بأم أعينكم.
من الندوات ننتقل للغة الفرنسية، نحن الطلاب ندرس كل شيء بالفرنسية كما هو معلوم.. تجد الكثير من الأساتذة ينتقد عدم إجادة الطلاب للغة الفرنسية (و كأنهم يريدون منا أن نكون فرنسيين أكثر من فرنسا). على أي، دخل أحد الطلاب للقاعة و ترك الباب مفتوحا فصرخ الأستاذ: "Qui doit fermer la porte, je?" المعنى هو: "من سيقفل الباب، أنا؟"، الجملة تحوي خطأ فادحا جدا في الفرنسية، الأصح قول "moi" في نهاية الجملة. أستاذ آخر قدم لنا تمرينا لنحله فقال: "Allez , faire sortir l'exercice"، كان يقصد "هيا، قوموا بحل التمرين"، لكنه للأسف الشديد ذكرا كلاما لا أصل له في الفرنسية، بل قام بتعجيم حرفي لجملة "هيا، أخرجوا التمرين"، نخرجه من ماذا يا أستاذنا D: أذكر أن المدرج كان يهتز تحت وقع ضحك الطلاب أجمعين، صدق من قال إن الجمل لا يرى سنمه (بمعنى، يرى الجمل سنم جمل آخر و يعيبه على ظهره المقوس، و نسي أن لديه هو أيضا سنم في ظهره!!).
هل أكمل هذا الموضوع أم لا داع :) (ليس ضحك سخرية، بل ضحك حنق لما آلت إليه جامعاتنا و التعليم ككل)..
حسنا، سأضيف حكاية واحدة و أنهي الموضوع،
أثناء تجولك في الكلية تصادفك عبارات من قبيل: "حافظوا على نظافة كليتكم"، "حافظوا على نظافة الممرات كما تحافظون على نظافة بيوتكم" و هلم جرا.. هناك عدة صناديق قمامة منتشرة في زوايا الكلية، لحد الآن كل شيء طبيعي.. حينما تمتلء صناديق القمامة تلك بالأوراق، عبوات المشروبات، أكياس الحلويات و ماشابه يقوم المكلفون بإفراغها، لكن أين؟ إنهم يفرغونها في الساحة الخلفية للجامعة وسط المساحات الخضراء، و على مرآى من أساتذة البيولوجيا و الجيولوجيا و كذلك طلاب تخصص البيئة!!! (لك تصور ما يحدث حينما تهب ريح خفيفة). إذا كان هذا يحدث وسط جامعة علمية تضم مدارس هي الأفضل على صعيد شمال البلاد، و منها يتخرج مهندسوا البلاد و ضابطوا أمورها، فماذا سنقول عن المواطن العادي الذي لم يكمل تعليمه حتى؟ و لم تلك اللافتات التي تدعوا للحفاظ على البيئة؟ منافقون..
حسنا، تلك الجامعة الإفتراضية، الوهمية! أما الحقيقة فشيء آخر.
"الحياة الجامعية"، أي المحاضرات و الندوات العلمية، المسابقات الثقافية و الأنشطة المعرفية، و هلم جرا.. لا شيء من هذا في الواقع! فبالرغم من أنني أدرس بكلية اسمها "كلية العلوم و التقنيات"، تقع بجوار "المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية" و بجوار "كلية الحقوق"، هناك الحي الجامعي أيضا.. بالرغم من كل هذا لا توجد أي حياة جامعية، اللهم نشر ملصقات الندوات و المسابقات بعد فوات أجلها (!!) لا أدري بالضبط ما سبب هذا السلوك؟ حتى تنظم الندوة أو المباراة بمدينة ما و يفض الإجتماع إذ تستيقظ أطرنا العزيزة و تلصق دعوة لحضور النشاط الجامعي! اهتمام فائق ما شاء الله.
و غير بعيد عن الندوات، لم تنظم المؤسسة الجامعية ككل أي نشاط معرفي هذه السنة، لكن الصمت لم يطل، في الأسبوع الماضي لفت انتباهي ملصق بالكلية: "بمناسبة عيد الحب..."، نفتخر بك يا جامعتنا العزيزة، فقد احتفلت بالعلوم و الآداب و البيئة و التكنولوجيا و الديناصورات فلم يبق أمامك إلا عيد الحب! (جامعة تحتفل بعيد الحب؟ لا يدخل هذا عقلي للأسف). لنكمل قراءة الملصق: "مسابقات، حفلة راقصة، الدخول بحوالي 60 درهم للشخص فقط، التتمة: سهرة راقصة بفندق الدوليز".. نعم نعم، إعلان بالجامعة لحفلة راقصة! المساكين يجدون و يتعبون طيلة السنة من كثرة الإختراعات و الإبتكارات التي عكفوا عليها، لذلك يجب أن يستريحوا قليلا و يحضروا حفلة راقصة تروح عنهم، أليس كذلك؟
لنكمل قراءة الملصق: "قنينة (خمر) ب800 درهم (800 أو 600، لا أذكر جيدا، 100 درهم تساوي 13 دولار) الطاولة لستة أشخاص"، نحن في القرن الواحد و العشرين، لقد تقدمنا و لنا حرية شرب الخمر و لصق إعلانات حفلاته وسط الكلية! الثمن ليس مرتفعا كثيرا فقط 100 دولار، الطلاب يجب أن يتفتحوا على العالم الخارجي و يستمتعوا بالحياة.. يا جامعتنا الموقرة ألومك لأنك لم توفري الشيشة و الدخان، لتكتمل المصيبة..
في النهاية هناك جملة: "بدعم من كلية العلوم و التقنيات FST و المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSAT"، سكت دهرا و نطق كفرا، هذا ما أقول للأسف الشديد، بودي لو ألتقط صورة للملصق لتروه بأم أعينكم.
من الندوات ننتقل للغة الفرنسية، نحن الطلاب ندرس كل شيء بالفرنسية كما هو معلوم.. تجد الكثير من الأساتذة ينتقد عدم إجادة الطلاب للغة الفرنسية (و كأنهم يريدون منا أن نكون فرنسيين أكثر من فرنسا). على أي، دخل أحد الطلاب للقاعة و ترك الباب مفتوحا فصرخ الأستاذ: "Qui doit fermer la porte, je?" المعنى هو: "من سيقفل الباب، أنا؟"، الجملة تحوي خطأ فادحا جدا في الفرنسية، الأصح قول "moi" في نهاية الجملة. أستاذ آخر قدم لنا تمرينا لنحله فقال: "Allez , faire sortir l'exercice"، كان يقصد "هيا، قوموا بحل التمرين"، لكنه للأسف الشديد ذكرا كلاما لا أصل له في الفرنسية، بل قام بتعجيم حرفي لجملة "هيا، أخرجوا التمرين"، نخرجه من ماذا يا أستاذنا D: أذكر أن المدرج كان يهتز تحت وقع ضحك الطلاب أجمعين، صدق من قال إن الجمل لا يرى سنمه (بمعنى، يرى الجمل سنم جمل آخر و يعيبه على ظهره المقوس، و نسي أن لديه هو أيضا سنم في ظهره!!).
هل أكمل هذا الموضوع أم لا داع :) (ليس ضحك سخرية، بل ضحك حنق لما آلت إليه جامعاتنا و التعليم ككل)..
حسنا، سأضيف حكاية واحدة و أنهي الموضوع،
أثناء تجولك في الكلية تصادفك عبارات من قبيل: "حافظوا على نظافة كليتكم"، "حافظوا على نظافة الممرات كما تحافظون على نظافة بيوتكم" و هلم جرا.. هناك عدة صناديق قمامة منتشرة في زوايا الكلية، لحد الآن كل شيء طبيعي.. حينما تمتلء صناديق القمامة تلك بالأوراق، عبوات المشروبات، أكياس الحلويات و ماشابه يقوم المكلفون بإفراغها، لكن أين؟ إنهم يفرغونها في الساحة الخلفية للجامعة وسط المساحات الخضراء، و على مرآى من أساتذة البيولوجيا و الجيولوجيا و كذلك طلاب تخصص البيئة!!! (لك تصور ما يحدث حينما تهب ريح خفيفة). إذا كان هذا يحدث وسط جامعة علمية تضم مدارس هي الأفضل على صعيد شمال البلاد، و منها يتخرج مهندسوا البلاد و ضابطوا أمورها، فماذا سنقول عن المواطن العادي الذي لم يكمل تعليمه حتى؟ و لم تلك اللافتات التي تدعوا للحفاظ على البيئة؟ منافقون..
.. للاسف
ردحذفاود حقا ان اعرف كم سنة نحتاج لتفادي كل هذا
حالكم ليس بأفضل حال في جامعة من جامعات مصر الأجنبية، وصل الأمر بجلب رقاصة معروفة لتحيي بعض من حفلاتهم الخاصة! هي بتهز وحنا بنوز!
ردحذفأما عن النظافة، فقد درست ثلاث شهور في صرف صحي أقصد في كلية تقنية بالدمام؛ لاحظ إسمها تقنية؛ ترش كل صباح على الزرع بماء معاد تكوينه من المجاري! لونه مقبول، مذاقه أعتقد مقبول جداً، ولكن رائحته أجمل ما في الأمر.
أغمض عينيك معي وتخيل بأنك مررت فقط بجانب الكلية في يوم رطب؛ علماً بأن التقنية قريبة من الساحل؛ كيف ستكون قوة الرائحة حينها! هذا وأضف أيضاً بأن بعض الرشاشات متجه صوب المسار البشري@#$%
لو كنت مازلت دارساً فيها، لكتبت مثلك بل أعظم!
غادي نعاود ليكم واحد النكتة
ردحذفواحد المغربي سولوه سمو درتي فحياتك جاوبهم بالفرنسية
'ai coupe des mers et des mers pour photo du pain
et travailler sur ma tete
يعني بالدارجة قطعت لبحر باش نصرو طرف ديال الخبز وباش نخدم على راسي
اخي ابتسم .. فأنت في دولة عربية ..
ردحذفعيبنا كشعوب عربية .. اننا فرداً فرداً لا نرضى بما يحدث .. ولكننا نرضى كمجتمعاً!
يعني مثلي انا في اليمن .. لر سألت أي أحد لقال لك ان الشعب كله غير منظم .. في حين أنه هو سيتصرف نفس التصرف في نفس الموقف ..
والله المستعان
--الأخت زهرة الريف، قد يطول الإنتظار، هذا ما يخشى..
ردحذف--الأخ عادل، كلنا في الظلم و الإجحاف سواء، من الخليج للمحيط..
آآآه، لا أكاد أتصور ذلك المشهد، رغم أنه يوجد هنا أيضا، فليس بالمستحيل في جويمعاتنا!
--الأخ ingaziz، أضحكتني بطرفتك تلك، تلك هي الفرنسية و إلا فلا :D
--الأخ مشتاق، أهلا بك في المدونة، نجيد فن إلقاء اللوم على الآخرين، و ننسى أننا جزء من الآخرين أيضا!!
الحال لا يختلف عندنا في الجزائر لكن في موضوع الرقص و السهرات اذكر انه قبل حوالي ثلاث اسابيع اتى الى جامعتنا وفد من الحان و شباب وهي حصة معروفة في الجزائر تخرج مغنين فاسقين المهم اتوا الى اقامة البنات ولكن احدى المنظمات الطلابية وهي منظمة ايجال منظمة محافظة طردتهم بالقوة , السهرات في الجامعة تشهد حربا بين المحافظين و الخلاعيين و الغلبة و الحمد لله ترجع للمحافظين لكن غير ذلك ... الاوساخ تدني المستوى المعرفي و الثقافي الرشوة التهميش اظننا نشترك فيها
ردحذفأظنك تتحدث عن البوكاري
ردحذفسامح الله كان سبب انتكاستي في تلك الكلية
سامحني إن قلت لك بأننا نحن الطلبة نتحمل جزءا كبيرا مما آلت إليه الأوضاع هناك
و كما قال الأخ مشتاق لا يجب أن نتحرك على مستوى أفراد بل لا بد من تكثلات
تحياتي
المشكلة ان هدا الجيل من الطلبة لم يعد يجد وقتا للانشطة التقافية او الاجتماعية داخل او خارج الكلية او يملا وقت فراغه بالبحت والاختراع نظرا لطغيان بعض الاختراعات الحديته كالانترنيت متلا
ردحذفلقد ولى عهد الشباب الملتزم المتقف الدي يجري وراءالمعرفة الى غير رجعة
اللهم ارحمنا برحمتك