20 فبراير 2011

عن مظاهرة طنجة، 20 فبراير 2011

  • العاشرة صباحا، بداية توافد مجموعات صغيرة من المشاركين في التظاهرة، هذا أب وابنته وتلك عاملة وصديقاتها.. طلّاب جامعيون، جمعيات محظورة، أستاذ طبيب نجّار وكلّ فئات المجتمع مشاركة. أفترض أنّ متوسّط المستوى الدراسي للمشاركين في التظاهرة هو الباكالوريا، ومتوسّط السن هو 30 سنة. أكثر بقليل من النصف نساء، 60% من الحاضرين هدفهم المشاركة في التظاهرة، و40% هدفها الفرجة!
  • تبدأ المظاهرة: أينما التفتّ إلّا وهناك لافتة، شعار، علم المغرب (أو أعلام أخرى)، بعضهم يتحدّث في مكبّرات (بالمناسبة، معظم المكبّرات لا تعمل جيّدا، كأنّها قاعدة)، الجماهير تهتف بشعارات مفهومة، متناسقة، متناغمة ولها معنى.
  • رجال الأمن بعيدون عن مركز المظاهرة لحدّ الآن، قريبون لكن مختبؤون في الأزقّة الخلفية، لنقل إنّهم غير مبالين بما يجري. وطبعا أفترض وجود عدد كبير منهم بزيّ مدني وسط المتظاهرين.
  • تواجد الأطفال مع آبائهم، محلّات تجارية مفتوحة غير بعيد عن المكان، الإعلام الرسمي بالقرب، بعض الأجانب، كلّها إشارات تؤكّد على الطابع السلمي للمظاهرة.
  • منتصف اليوم، تتوافد جموع قادمة من أطراف المدينة لتنضمّ للمظاهرة، تركيبتها مختلفة قليلا: معظم الوفود شباب مراهقون، 60% منهم لم يكمل تعليمه الإعدادي، قلّة من النساء في المجموعة، والمجموعة ككلّ لا تحمل أيّ لافتة أو شعار يرمز لمطالبها.
  • تصل المظاهرة لذروتها العددية، ثم سريعا جدّا يختفي التنظيم: بدأت المظاهرة بهدف واحد (أو بأهداف واضحة) لتصير لمجموعة أهداف غير مترابطة؛ كلّ مجموعة وهواها. ينحسر دور المنظّمين تدريجيا لينسحب الآباء وكذلك العائلات.
  • سويعة لاحقا: اختفاء النساء، الأطفال المرفقين بأولياء أمورهم، الطبقة المثقّفة (إن صحّت التسمية)، وكذلك ممثّلي الأحزاب وكلّ من يمثّل هيئة أو منظّمة محدّدة. سيارات الأمن وقوات التدخّل السريع التي لم ينتبه لها الجميع في البداية صارت مرئية للمتظاهرين، لكنّها بعيدة عن أيّ تدخّل.
  • فجأة، وطبعا شيء متوقّع: انفلات تنظيمي، كأن يرشق أحدهم سيارة أمن لم تصدر أيّ تصرّف سلبي بالحجارة، الاعتداء على فتاة، رشق واجهة زجاجية لمحلّ تجاري أو وكالة بنكية وهلمّ جرّا. تقترب سيارات الأمن من الجموع لكنّها لا تتدخّل، تحاول الحفاظ على الحياد قدر المستطاع.
  • هذه الوضعية إشارة لكلّ النساء وكبار السن أن انسحبوا من الساحة، معظمهم يستجيب للنداء الخفيّ إلّا من يجرّه الفضول لترصّد الحكاية.
  • تركيبة الجموع تتطوّر: 80% شباب ما بين مراهقين طائشين، مخرّبين، أطفال غير ممدرسين، فتيات شوارع وكثير من الهادئين لكن لا رأي لهم. بطريقة أو بأخرى فإنّ القلّة هي صاحبة الشعارات التي لا معنى لها، شعارات خارج موضوع المظاهرة الأصلي، شعارات لا تفيد الهدف الأصلي للمظاهرة في شيء.
  • ويبدأ التخريب!
  • 10% من الشباب يخرّب واجهات المحلّات التجارية، يعتدي على السيارات، يرشق نوافذ المنازل بالحجارة وهلمّ جرا. 90% تتفرّج! متحمّسة ربّما، أو تفرغ مكبوتاتها.. 90% إمّعة لا تدري ما تفعل: إن رأت المخرّبين يهربون هربوا، وإن عاد المخرّبون عادوا، إن رُشقت قوات الأمن بالحجارة صفّقوا وإن مرّ أمامهم رجل شرطة تبسّموا له! نصف الحاضرين لا يدري ما الهدف وراء المظاهرة، حاضر فقط، عرض مسرحي ربّما.
  • وممّا لا شكّ فيه أنّ معظم (خشيت أن أقول كلّ) الحاضرين لم يقرأ الدستور المغربي ولا مرّة، لا يدري لم يتظاهرون في المغرب هذه الأيام ولا ما هي مطالب الشعب، هو حاضر: ببّغاء والسلام.
  • واضح أنّ رجال الأمن تلقّوا تعليمات صارمة، لذا فقد صبروا كثيرا قبل تدخّلهم المخجل، يحاولون تفريق المظاهرة فيزداد هيجان المشاركين، رأيت مشاركا (أو مخرّبا، عيب أن أنسبه للمشاركين) يكسر شجرة ويفرغ عليها غضبه، ينتفها ويدوس عليها، ربّما لو كان شارون أمامه لرؤف به أكثر! رأيت سيارة إمام مسجد (لست متأكّدا منه) كُسر زجاجها الأمامي، ذنبه أنّه مرّ بالجوار. مقهى أجلس فيه أحيانا رُشق بالحجارة. لا أدري ما الذي يفعله أبناء الشعب بممتلكاته..
  • يظهر رجال التدّخل السريع، لديهم هراوات من النوع الجيّد بالمناسبة. لا أنكر أنّهم تساهلوا بشكر كبير مع المخرّبين، كان بوسعهم القضاء عليهم بسرعة، كما عوّدونا سابقا.
  • خلا وسط المدينة من المتظاهرين، لكنّ خطرا آخر لتوّه بدأ: المتظاهرون العائدون للأحياء الهامشية كالسيل الهادر: أيّ شيء وجدوه أمامهم فهو صالح للتخريب، وخلفهم سيارات رجال الأمن تحرص على تفريقهم.
  • مرّت ثلاث ساعات على نهاية المظاهرة، ولا زال صفير سيارات الشرطة يصل لمسامعي، ذهبت أتفقّد فوجدت جماعة مخرّبين يكسرون هاتفا عموميا يملكه أحد الجيران! انتبهت إلى أنّ شوارع الحي اختفت من السيارات، المتاجر مقفلة، والحي هادئ مقارنة مع واجهته.
  • سأضغط على زر "نشر الرسالة"، كلّ أمنيتي أن ينجح رجال الأمن في إيقاف المخرّبين بأقصى سرعة، كلّ أمنيتي ألّا تًربط مطالب الشعب المشروعة بتصرّفات جزء غير متحضّر من الشعب.







تعليقات فيسبوك:


هناك 16 تعليقًا:

  1. وصف كرونولوجي دقيق يامحمد، تكاد الأمور تكون عامة في باقي المدن، والهدف من الشرذمات التي لتحقت بالمظاهرات واضح وهو دفعها نها لتشويه المسيرات، لعبة مخزنية مخابراتية مللناها

    ردحذف
  2. vous savez que le maroc a un equilibre fragile, ont est 40 millions plusieurs ethnies et geographiquement ont est heterogene, la monarchie c'est le ciment qui soude toutes ces diference, vous voulez du changement c'est votre droit de le demander, mais reflechissez a la maniere de le faire et surtout dans le contexte marocain que j'ai d'expliquer plus haut.
    c'est quoi le rapport entre changement et casse
    voila ou nous a mené votre journee a deux balles!!! les gens ne sont pas totalement mure pour de pareils proposition, on est un peuple ou l'incivilité fait encore des ravages.

    avant de lancer des journee de ce genre reflechissez aux consequence et dites vous qu'il y'a des gens ailleurs qui ne sont pas dacord avec vous et qui veulent aler travailler demain!

    ردحذف
  3. nn fils ce n'est pas le mekhzen qui veut ca, ce sont des gens qui comme au tiercé gagnent dans le desordre. et puis c'est vré on a marre d'un truc, c'est de tout le temps dire que c'est le mkhzen qui controle tout, les manifs et les emeute, le pouvoir et l'oposition.
    on veut entendre autre chose
    na7nu alladine malalna minkome

    ردحذف
  4. يبدو أن المغرب تعلم الدرس من الثورات الراهنة حيث أن الأمن لا يتدخل لقمع المتضاهرين.. وهذه نقطة إيجابية. أما الجهلة الذين ينتهزون الفرصة لتخريب البلاد فعلى الدولة معاقبتهم.
    وكما قالت الصديقةالمدونة مغربية فالمغرب يحتاج إلى ثورة عقول قبل كل شيء .
    شكر لك أخي على هذا النقل الوفي ..تحياتي

    ردحذف
  5. c'est la réalité tel qu'ils veulent qu'on la voit.
    je vais vous dire la réalité moi, de la pauvreté, des gens en colere pour un tat de raison, ca s'embrouille dans leurs tete, ils agressent les gens, le resultat vous alez le voir, ou plutot vous risquez de le sentir.
    c'et gens a tanger qui ont manifester aujourd'hui je suis sur qu'il ne seront pas epargné par les voleurs si jamais ils arrivent dans leurs quartier,. had les manifestant ils ne savent pas ce qu'ils ont reveillé

    ردحذف
  6. je suis de tanger et je sais ce qui se passe, il y a une partie de la population que pour moi sont des sauvages, mal eduquer qui respectent rien et qui en porfite des situation comme celle ci, avec ces gens ( et je le dis par experience ) la seul chose qu'il faut utiliser c'est la matrac!!! la hawla wala 9owata ila billah !!! qu'ils dorment bien les salauds de 20 fevrier

    ردحذف
  7. bien dit!! non ils ne vont pas dormir tranquillement, j'espere que les flics viendront les reveiller a 1 heure du mat pour les mettre devant les manifestant et on verra a ce moment la ce qui va se passer!

    ردحذف
  8. mo7al wach kaybanli anak kont f modahara
    mayen jibti had ma3lomat
    60% lam yokamil ta3limaho i3dadi
    wach dewezti i7sa2 awla
    9alik f ma3a zawla 3aad lta79o nas
    sir akhay chioflik chi 7aja min ghir tadwin

    ردحذف
  9. الله يلطف والسلام
    بصراحة أشيد بتعامل الأمن مع المتظاهرين في مختلف ربوع المملكة

    ردحذف
  10. نفس سيناريو مراكش
    الله ياخذ فيهم الحق

    ردحذف
  11. Merci pour ce compte-rendu exhaustif précis et clair.
    Malheureusement il y a les der des der qui n'ont rien sauf de la violence , qui n'ont plus rien à perdre et avec lesquels il faut compter .
    Il y aussi une classe moyenne instruite qui vit bien et qui a un énorme avantage qu'elle ne veut pas perdre .
    On dit toujours le MAKHZEN ce concept fourre-tout n'est pas seulement composé de ce qu'on pense l'Etat, les institutions, les forces de l'ordre etc Non il a un composante beaucoup plus dificile à combattre, c'est une certaine classe moyenne privillégiée.
    Ce pays est encore loin de la maturité politique, beaucoup trop loin et ce n'est pas Mohamed VI qu'il lui faut mais un Hassan II éclairé. C'est malheureux à dire mais c'est la vérité.

    ردحذف
  12. لك الله يا عاصمة البوغاز و يا عروس الشمال

    كنت و لازلت ضد هذه المظاهرات

    ردحذف
  13. للاسف تطورت للاسوء

    ردحذف
  14. لسوء الحظ كل شئ كان يمر في احسن الاحوال الا ان جاءوا هؤلاء و عاتوا في الارض فسدا للمناسة انا من سكان طنجة لم اكن اتخيل يوما ان الامر سيصل الى هدا الحد

    ردحذف
  15. لا حول ولا قوة إلا بالله..

    في الرباط مرت الأمور جميعها بسلام والحمد لله..

    من يقومون بعمليات التخريب ماهم إلا شرذمة من الطائشين الحاقدين..

    ردحذف
  16. بمناسبة مرور عام على اعتقال المدونة السورية طل الملوحي ، سوف يكون ذكرى اعتقالها 27 كانون أول ديسمبر هو يوم التدوين عن طل وقضيتها ، يوم التدوين لأجل حرية طل . نتمنى من جميع المدونين التفاعل في ذلك اليوم من أجل الكتابة حول طل وقضيتها ونصرتها ولو بكلمة
    http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs760.ash1/165143_179076575443337_166382300046098_539650_3527036_n.jpg

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)