كان يوما ماطرا فغائما في الصباح، على غير عادة باقي أيام هذا الأسبوع،،
و ما لبثت أن تسللت أشعة الشمس تنشر دفئها، فتبدد السحاب تدريجيا.
خرجت للقيام بمهمة عاجلة، و في البال أنها لن تمطر مرة أخرى،، و ذلك ما كان.
أخذت دراجتي الهوائية لأكون سريعا، و أنا في وسط الطريق تبدل الجو بسرعة: عادت السحب من جديد لتملء المكان ظلمة مثيرة.
يدأت أسير بسرعة لعلي أقوم بما أوكلت به قبل أن تتساقط الأمطار، استبشرت خيرا فقد قمت بالمهمة، و علي العودة الآن..
فجأة، و بدون مراحل تدريجية، فتحت السماء عيونها و انهمر المطر بشدة كبيرة، هذا ما لم يكن في الحسبان!
أين المفر، بل أين الأمان؟
في ثواني عديدة وصلت لظل شجرة أحتمي بها من المطر القارس، ريثما أجد مكانا أفضل،
و بما أن مدننا مهيئة لاستقبال الأمطار كما يجب و لله الحمد، فالبحيرات سريعا ما تتكاثر و تملء الدنيا ماء،
ترائى لي مكان يصلح للاختباء ريثما تتوقف الأمطار لأكمل المسير للبيت، بدراجتي المبللة و ملابسي التي تزيدني بردا عوض أن تدفيني،
لكن، قبل أن يصدر المخ أوامره للجسم بالتحرك، مرت شاحنة مسرعة أمامي فما كان إلا أن زادتني بللا من الرأس للقدمين!
و قبل أن أعي مدى تبللي، ابتعدت بسرعة بسبب اقتراب شاحنة أخرى، لكي لا تتكرر المأساة.
لم يكن الحظ بجانبي مرة أخرى، فأثناء ابتعادي السريع كان الرخام الأملس ينتظر فريسة يرديها أرضا، و ذلك ما كان، و يا ليته كان انزلاقا نحو أرضية جافة، بل نحو بحيرة ماء أخرى :(
و اكتملت الحكاية!
كالذي هرب من الوشق فسقط بين كفي الذنب، نجى بأعجوبة أوصلته لأنياب الأسد، فنادى و صرخ: من طلب مني الخروج في يوم مطر مشتد؟
الحمد لله على كل حال، و عوض أن أجد من يوصلني للبيت وجدت نفسي مضطرا لإيصال دراجتي للبيت أولا، و كلما زاد تأخري زاد بللي، فاستنتجت أن خير البر عاجله، و لا يضير الشاة المذبوحة أن تذبح مرة أخرى.
أصبحت غير بعيد من الحي ففرحت باقتراب الفرج، زادت الأمطار قليلا فأمهلت نفسي تحت سقيفة متجر، و إذ هممت بالخروج متجها نحو البيت، سمعت نداء خفيا أتبعه اصطدام دراجة هوائية بدراجتي! هذا ما كان ينقصني لكي أعلن توبة خالصة: لن أخرج مرة أخرى و السماء ملبدة!
تعطلت كوابح الدراجة الأخرى بسبب الأمطار فلم يجد صاحبها بدا من الإصطدام بي و كأنني الوحيد الظاهر من العالمين، سبحان الله.
أسرد علي لائحة من المشاكل التي حصلت له اليوم و اعتذر لي، كانت وجهته نفس وجهتي فقلت له هيا، فكلنا في الهم سواء!
كيفما كان الحال، لست وحدي سيء الحظ :)
استمر في المشي نحو الأمام بينما انعطفت أنا لليسار متجها نحو البيت على وقع قطرات المطر الباردة المتسللة بهدوء و بدون خجل، لم أعد أهتم لها فهي أهون بكثير مما حدث لي اليوم، هناك من يرمقني من بعيد و يستغرب مسيري بلا مبالاة و الأمطار تسقط، أكيد أنه لم يجرب ما حدث لي اليوم، و لا أتمنى له ذلك.
دخلت البيت فكنت كدجاجة منتوفة في يوم برد مقرص، تفرفر من هنا لهناك باحثة عن دفء يعيد لها حيويتها،،
كل خطوة خطوتها نحو الأمام إلا و تشكلت بحيرة في الخلف، ينقص البيت ضفدع و بط ليكتمل المشهد السمعي البصري :)
استحممت سريعا و غيرت ملابسي بأخرى جافة، و كتبت لكم هذا الموضوع،
إذا لم أنشر تدوينات ما في اليومين المقبلين فاعلموا أن الزكام ألم بي و لم يترك لي حراكا،
دعواتكم.
ملاحظات:
- أثناء كتابة هذا الموضوع انقطع التيار الكهربائي بسبب الأمطار المتواصلة، خفت أن أكون فقدت ما كتبت، لحسن حظي وجدت كل ما كتبته محفوظا، و هذا من مزايا Blogger، شكرا Blogger.
- مهما حصل، أستبشر خيرا بالأمطار، أمطار الخير و البركة، أساس الحياة و بها نستمر.
- الصورة من فليكر: رابط الصورة.
احس بالذنب لأنني أنا السبب
ردحذف:'(
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي محمد .
ردحذفالحمدلله على سلامتك .
نفس الأوضاع الجوية نقتسمها معا هذه الايام ولو بدرجة اقل. حيث تعرف مدينة وجدة هي الاخرى تسافط أمطار بين الفينة والأخرى.
مستقبلا عندما ترى السماء ملبدة لاتستخدم الدراجة لانها تصبح عالة على صاحبها في حالة سقوط المطر .
والله الموفق دائما لما فيه الخير
دمت في حفظ الرحمن .
لا تقل هذا يا صديقي cssbit، من قال إنك أنت السبب؟ (بيني و بينك، أنت جزء من السبب ههه :)، لكن اطمئن، الأولوية لك و لسعادتك).
ردحذفأخي أزهار قلبي، تشرفت بزيارتك،
نعم، الدراجة عالة على صاحبها وقت سقوط الأمطار، تزيد الطينة بلة، استعملتها أنا لاقتصار المسافات و اختصار الوقت، فإذا بها تنقلب علي.
ناري شوهتيني
ردحذفباقي غي تحكي اشنو وقع من طق طق للسلام عليكم
تستاهل ديك الطيحة
أعانك الله أخي محمد لقد أشفقت عليك من كثر السقطات التي سقطها. ماذا عسانا نقول عن شوارعنا حينما يبللها المطر!
ردحذف:)
لم أكن أعلم ان المغرب بها امطار غزيرة الا اليوم! اتمنى لك الصحة والعافية.
ردحذفcheap jordans
ردحذفpandora
yeezy 700
canada goose
kevin durant
supreme t shirt
yeezy shoes
yeezy boost 380
pandora bracelet
yeezy shoes