06 ديسمبر 2008

ما أحلى التجارب :)

الفيزياء و الكيمياء، علوم الحياة و الأرض و سائر العلوم الحية، لا تجذب انتباه الكثير من الدارسين و طلاب العلم بدون تجارب، التجارب شيء مهم بل أساسي لاستيعاب هذه العلوم، و قبل ذلك تحبيبها لكل ذي رغبة بها..

أتذكر أيام الإعدادية، كثيرا ما تهرب الأساتذة من أداء التجارب الموجودة في المقرر، طبعا الأعذار موجودة و تكون صحيحة في بعض الأحيان، و في الغالب لا تكون كذلك:
  • لا توجد المواد اللازمة للقيام بالتجربة! (طبعا لا توجد، لأنهم لم يشتروها أصلا)
  • لا توجد قاعة مخصصة للتجربة (عذر غير كافي، أعتقد أن تجربة الكشف عن غاز ما لا تحتاج لقاعة مخصصة)
  • لا توجد أموال كافية للقيام بالتجربة (يبدو أن البعض يجيد قسمة ضيزى)
  • التجربة تم حذفها من المقرر (حرصا على سلامة الطلاب كما يقولون :))
  • التجربة تأخذ الوقت الكثير (هذا عذر الأستاذ الذي لا يفقه في تنظيم الوقت شيءا)
  • الأدوات كسرها طلاب السنة الماضية (أظن أن الإدارة لم تتنازل عن تعويض مالي محترم من الطلاب، السؤال هو: أين هو ذلك التعويض؟)
  • لا داع للتجارب، هي مرسومة و موضحة في المقرر (على وزن لا داع لاختراع العجلة، لنتفرج فقط و لنستمتع!)
  • التجارب؟ إذهب لتنام فأنت في دولة من العالم الثالث (هذا يحب أن يكون من التابعين في كل شيء، للأسف)
  • كفى!!!
حسنا، حتى لا أكون جاحدا لفضل بعض الأساتذة، كثر الله من خيرهم، فقد كنا نقوم بالعديد من التجارب و كنا نستفيد فعلا، من قام بمعايرة حمض بقاعدة ليس كمن سمع بها (و هذا أبسط مثال)، من رآى الكريات البيضاء و نواة خلايا الجلد و البكتيريات ليس كمن سمع بها بكل تأكيد!

البارحة كنت و فريق من الطلبة في مختبر الكيمياء، التجربة مرتبطة بكبريتات الباريوم، من الطرائف التي حصلت أنني نسيت إحضار ما يسمى بالوزرة، ذلك المعطف الأبيض (و كأننا دكاترة أو أساتذة، آخر زمن)، من أين لي به و لا يسمح لي بدخول المختبر بدونه؟ و الأهم أن البيت بعيد بكلمترات غير قليلة..

يا ما جريت و بحثت، و لم أجد للوزرة سبيلا، إحدى الزميلات اقترحت علي حلا سحريا: البحث عن عاملة نظافة لتعطني وزرتها! و ذلك ما فعلت، فنجحت :) لم تكن وزرة مناسبة لمقاييسي كما أنها للجنس الناعم و ليس للجنس الخشن!! و مع ذلك لبستها درءا ل"ممنوع الدخول يا ذكي"..

دخلت المختبر و أملي ألا يلاحظ أحد الفرق، لكن سرعان ما أخبرت الآخرين الحقيقة حينما ظهرت بقعة لونية عجيبة لم أنتبه لها! و السبب آثار مواد تنظيف العاملة على وزرتها :(
بداية، مرت الأمور بسلام، كنت أقوم بأخذ عينة من حمض مركز، التفت فجأة فإذا بي أسقط كأس اختبار و تفتت أرضا!!! لا أدري من غير مكان ذلك الكأس حتى وضعه في طريقي، المهم أنني حولته لشذرات!
"...sera bien payé" أول جملة خطرت في بالي بعد أن أشار أحدهم لذلك المنشور البعيد! أي كسر لأي من معدات المختبر sera bien payé،، أي يجب أن أدفع ثمنها بكل بساطة، و ما أدراك ما ثمن أدوات المختبر :(

كيفما كان الحال فحالي البارحة أفضل من ذلك الذي رش بعض قطرات من حمض مركز على سرواله سهوا (تعرفون النتيجة بالتأكيد)، و أفضل من تلك التي ركبت دارة كهربائية خطأ فكان أن لعب معها التيار الكهربائي قليلا و أخذها في غيبوبة (هذه حصلت السنة الماضية).

في النهاية، كان من مراحل تحضير مركب كيميائي رفع درجة حرارته ل900 درجة مئوية، تصور أنك وسط صندوق درجة حرارته 900 درجة مؤية؟ هذا ما سماه أحدهم قاعة الانتظار لدخول جهنم!! (هذه قاعة الإنتظار فقط، أما في الداخل فالله أعلم ماذا هناك):


اللهم اجعلني و كافة المسلمين من أهل الجنة، برحمتك يا أرحم الراحمين.








تعليقات فيسبوك:


هناك تعليق واحد:

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)