15 ديسمبر 2008

إفران، عاصمة الثلج و البرد

شهر ديسمبر + عطلة عيد الأضحى = رحلة إلى إفران!
فرصة لا تعوّض، ذلك أنّ إفران مدينة في عمق جبال الأطلس، ونحن الآن في فصل الشتاء: فصل تساقط الثلوج، لم يتبقّ إلا الزمن المناسب وهو عطلة عيد الأضحى من أجل الإنطلاق، وذلك ما كان.

غادرنا طنجة يوم الجمعة، نحو أصيلة أولا، ثم العرائش، القصر الكبير، سوق الأربعاء، مشرع بلقصيري، سيدي قاسم، فاس، إموزار كندر، وأخيرا إفران :)

مرّ الوقت سريعا مع النكت والطرائف طيلة الطريق، بدأت أمارات الثلج والبرد في الظهور كلّما اقتربنا من وجهتنا النهائية، إفران.
وصلنا ليلا والثلج يكسو المدينة، كان منظرا رائعا بحق لم يعكّره إلّا مشكل في السيارة ظهر في الوقت غير المناسب، لكّنه كان سببا في التعرّف على سكّان المنطقة عن قرب..
ها نحن في إفران، لكن أين هو البيت؟ بحثنا طويلا عنه وبعد مشقّة وعناء وجدناه، ذلك أنّ الوقت كان متأخرا ولا من إنسان يرشدنا للعنوان الصحيح يتجوّل في المدينة!

صباحا، قمت بجولة في الحي المغلق، تساقط الثلج بغزارة ليلا فأصبحت المدينة مكسية بغطاء أبيض ناصع، جميل ولذيذ (لذيذ كأنه قطعة حلوى هههه)، إرتفاعها عن سطح البحر ب 1655 متر يجعلها منطقة ثلجية طيلة شهور فصل الشتاء.
إليكم صورة للبيت:


وهذه لقطة للحي المسمى إقامة الأرز، وهو مخصص لموظّفي مجموعة من المؤسسات المغربية:


بما أن الثلج متوافر بكثرة، فقد كانت فرصة للتراشق به واللعب طويلا :)
لكن هذا لا يتحقّق إلا بعد ارتداء الأطنان من الملابس، حتى أصبحت شبيها ببرميل نفط متحرك هههه:


لقد كان الجو قارسا بالفعل، ومقاومته ليس بالأمر السهل، لكن الحمد لله أخذت ملابس احتياطية بوفرة، وقد أدّت دورها بنجاح!
اتفقنا مساء على التوجه إلى منتجع مشليفن، لكن ما إن هممنا بالإنعطاف نحوه نتلقّى الخبر التالي: "تم إغلاق مشليفن وسائر المناطق المجاورة به لأسباب أمنية، ولتواجد الملك بالمنطقة"، هذا الخبر غير المتوقع غيّر مجرى الرحلة فانطلقنا نحو وجهات أخرى. حاولنا مرّة أخرى الوصول لمشليفن بعد يوم فإذا بالثلوج تغلق الطريق ولا أحد يستطيع الدخول للمنتجع! الثلوج على امتداد البصر، وقد كانت فرصة لاستكشاف المكان والتزلج وسط الغابة، أشجار الأرز مسيطرة وبحيرات شبه متجمدة هنا وهناك، وفوق كل هذا الثلج يتساقط على الجميع، لحظات جميلة و ممتعة..

من الطرائف التي حصلت معي..
توجهت للسوق لشراء بعض الخضر، سألت البائع عن البطاطا فقال لي: "ثمنها 120"، فما كان إلا أن أجبته: "120 من ماذا؟ من الدولار أم من الين الياباني؟"، بعد نقاش فهمت منه أن 120 هي 120 ريال = 6 دراهم، بينما 120 ريال في مناطق أخرى = 60 درهم، وفي الريف هناك 2 دورو = 1 درهم، أما في الشمال فالغالب استخدام الفرنك: 10000 فرنك = 100 درهم! لا أفهم لم كل هذه العملات، بينما هناك الدرهم المغربي عملة موحّدة لكلّ البلاد، لم يتوجّب علي القسمة على 20 لفهم المبلغ المقصود؟ هذا ما يسمى ب تعقيد × تعقيد وكفى!

كاميرا التصوير وما أدراك ما كاميرا التصوير، أخذت معي كاميرتي تصوير وثالثة للفيديو، المشكلة أنه أثناء التصوير وبسبب البرد الشديد لا أحسّ بزر التصوير حين الضغط عليه! فكانت النتيجة استمرار الكاميرا في التصوير وأنا أعتقد أنها متوقّفة، لكن في النهاية حصلت على مقاطع رائعة وغير متوقعة :) (هذا حينما أكون خارج البيت والقفازات في يدي).

كرات الثلج، ذلك الخطر الداهم! تلقيت بعضها فاستهدفت الآخرين بكراتي ههههه، إضافة لكثرة المشي فوق الجليد فالنتيجة المتوقعة بكل تأكيد هي تبلل الملابس كلها، وهذا يعني العودة للبيت وتغييرها، يجب توفر احتياطي كبير من الجوارب والسراويل، وإلّا فإحضار ملابس لا تتبلل في المرة المقبلة (وهذا ما لم ننتبه له جميعا).

تحضير الفطور والغداء، إيقاد الفحم، تدفئة البيت، "الداحيسة ف الطونوبيرا"، تساقط المطر الوفير في الطريق وهلمّ جرّا من اللحظات الجميلة..
إفران مدينة رائعة، فقط تحتاج للوازمها حين السفر.
سأعود للحديث عنها وعن الرحلة مستقبلا، أما الآن، فمن أراد الإطّلاع على الصور فوق والبقية فهي في حسابي بFlickr بملف خاصّ: تمثال الأسد، الطريق لمشليفن، الرجل الثلجي، إقامة الصنوبر، شلالات إفران و البقية، فرجة ممتعة! (هذه يقولونها في نشرات الأخبار :) ).








تعليقات فيسبوك:


هناك 22 تعليقًا:

  1. الحمد لله على السلامة، لقد أطلت الغيبة :)

    زيارة ممتعة. الثلج له نكهة خاصة مع الدفأة و الحطب و ... لكن لم أفهم ماذا تعني بـ الداحيسة ف الطونوبيرا ؟؟

    يا رجل .. سلام :)

    ردحذف
  2. بالرغم إنني أسكن في السعودية حيث لا يوجد ثلج هنا، لكن يبدو إنني أحسست بالبرودة الشديدة عند مشاهدة صورك في إفران.

    حمداً لله على سلامتك، ولا تطل الغيبة مرة أخرى - إلا - بعد إشعار خاص!

    ردحذف
    الردود
    1. اخي تعال الى المغرب و اذهب لافران ايها الصادق

      حذف
    2. افران ليست باردة لكن الثلج عندما تحمله بارد

      حذف
  3. برودة تهب من الصور

    احسستنى بأن المغرب مثلجة

    ربنا يعين أهل أفران

    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. f ifrane chofte nass kikhrgo ghire b les jupe a khoya hh :)

      حذف
  4. سبحان الله.. لم أعلم بوجود ثلج في المغرب!!!!

    تبدو رحلة وتجربة جد راائعة.. ^.^

    أيضا نفس الأخ عونيـ.. لم أفهم ما تعني الداحيسة ف الطونوبيرا....!!!

    ردحذف
  5. أهلا اخي محمد

    صور رائعة..

    مبروك الرحلة الجميلة ..

    لم يسبق لي زيارة مدينة افران ..

    الصور تبدو مغرية للتخطيط لرحلة مشابهة ، طبعا عليا أن لا انسى الملابس التي لا تبتل ; )

    ردحذف
    الردود
    1. ah kikhske 2 dial hwayge hite lokhrine tyfsgo

      حذف
  6. "الداحيسا ف الطونوبيرا" هي الضيق وسط السيارة :)
    ذلك أن السيارة لا تسعنا و كل يلبس الكثير من الملابس إضافة للملائات للوقاية من البرد، فكنا نركب كلنا رغما عن ذلك، و كانت هناك مواقف مضحكة.

    --الأخ عوني، للبنان نصيبه من الثلج، فلا تتأخر بعرض بعض الصور!

    --الأخ عادل، حاضر! و كذلك أنا أحس بالحر حينما اشاهد صور الربع الخالي :)

    --الأخ إبراهيم سماحة، أهل إفران معتادين على الثلج، المشكل لدى الزوار الذين لم يجهزوا أنفسهم كفاية.

    --الأخت مسك الحياة، ستجد في المغرب كل ما يخطر على بالك، من صحراء لثلوج لبحار و أنهار و سهول و جبال، تنوع جغرافي كبير و لله الحمد.

    --الأخ أزهار قلبي، فين هذه الغيبة؟ و ما أخبار مدونتك؟ إن شاء الله ستمضي اياما رائعة بإفران، و ما تنسى حقي من الثلج :)

    ردحذف
  7. يا رجل هذه جنّة حقيقية، أتمنى لو سنحت لي الفرصة للزيارة، لا أجمل م مشهد الثلج، بس يكون الواحد لابس سميك منيح :) .

    ردحذف
  8. رائع.. هنيئا لك..

    ردحذف
  9. رائعة

    سمعت كثيرا عن صفاء سماء المغرب


    وأمواج بحرها



    واليوم استمتعت جداً بما قرأت وما رأيت


    من صفحة الثلج المغطية للأرض



    أتمنى فعلا زيارة المغرب



    تبدو الصور رائعة





    متمردة ،، Rebellious

    ردحذف
  10. جبتي ليا البـرد
    هاد العام البرد قاصح


    marocurl.com

    ردحذف
  11. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  12. السلام عليكم.. انا جاى يا محمد جرى من مصر على الطريق الدولى الساحلى لحد المغرب ونفسى اتقطع من الجرى ورجلى وجعتنى من الجرى .. والله البلاد اللى فيها منتجعات شتويه حظها حلو وعيد سعيد وفسحه طيبه .. تحياتى يامحمد من المغرب

    ردحذف
  13. أولاً كل عام وانت بخير اخي محمد
    وحمداً لله على السلامه
    تبدوا أفران من صورك الجميلة رائعه ومنظر الثلج قد زادها جمالاً وروعه..
    أدام الله السرور في قلبك
    وأسعد أيامك
    دمت بخير

    ردحذف
  14. تقرير مميز أخي محمد ..!

    هنيئاَ لكم ..
    من أمنياتي ان أقف تحت الثلوج البيضاء يوماً ما :)

    ردحذف
  15. ازيك يا محمد من المغرب
    تانى مره آجى ازورك برضه ونفسى اتقطع .. خليك معانا عشان نتواصل من المشرق الى المغرب تواصل شعوب .. امال نقدر نعمل ايه غير كده .. تحياتى

    ردحذف
  16. --الأخ علوش، ستزورها مستقبلا إن شاء الله، و ستكون في بلدك الثاني، لكن لا تنس تلبس منيح :)

    --الأخت نجاة، شكرا، عقبالك!

    --الأخت متمردة، مرحبا بك في بلدك الثاني، أي منظر طبيعي لو بحثت عنه ستجدينه هنا بالمغرب، عليك بمرشد سياحي في المستوى فقط.

    --الأخ غير معرف، إنه وقت البرد يا صاح!

    --الأخ فشكول، أين أنت؟ أما زلت في الطريق :)
    هيا الثلج ينتظرك، لا تتأخر!
    سعيد بالتعرف عليك.

    --الأخ مساعد، العفو، إفران مثلجة شتاء، و في الصيف هناك جو آخر، فهواؤها منعش و جوها لطيف. مميزة طوال السنة!

    --الأخ الأهلاوي، الثلج متواجد في المغرب طوال السنة، صيفا شتاء، ستجده في انتظارك!

    ردحذف
  17. لقد ذهبت أيضا إلى مدينة باتنة بالجزائر لرؤية الثلج وعدت إلى مدينتي وأنا مصاب بالزكام

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)