إنها أيام توجيه في الجامعة، أي اختيار التخصص الذي يريد الطالب متابعة دراسته فيه، و ليتها كانت كغيرها من الأيام.
التوجيه الحالي مصيري و يحدد المسار التعليمي لكل واحد، و عوض أن يحرص المسؤولين على تيسير الأمور فإنهم لا يأبون إلا تعقيدها، بل و الاستهتار بالطلاب و اللعب بالأوراق..
نحن الآن متأخرون بأسابيع عن التسلسل الجامعي، و سنتأخر أسبوعين إضافيين آخرين على الأقل، ثم فجأة يتم إعلان موعد الإمتحان (غير القابل للتأجيل) و يتهمون الطلاب بالتقصير! و بالمستوى المتردي أيضا!!
أخبرونا المسؤولون في الكلية أن لوائح التخصص ستعرض بعد قليل، "بعد قليل" تنطق بكل ثقة و ثبات فتتصور أنها ستعرض الآن،، كلا! "بعد قليل" تعني بعد 70 ساعة بالحساب القمري.. نتعب من الإنتظار فنعود للإدارة مرة أخرى: "متى ستعرضون اللوائح؟"، يجيبون: "سنعرضها الآن، الآن الآآآآن، إنها تطبع، إطمئنوا!"، تمر 5 ساعات و كلمة "الآن" لم يكتب لها الخروج لحيز الوجود..
السيء في الأمر أنهم لا يخبروننا بالتوقيت المحدد، الخميس المقبل بعد الظهر مثلا، يريدون إلا تركنا ننتظر تحت الشمس من الصباح إلى مغيب الشمس!! يوم الثلاثاء مللت من الإنتظار فصادفت إحدى المسؤولات بالكلية أمامي، "أستاذة متى ستظهر النتائج؟"، "إنهم يجهزونها" أجابت، فرددت: "نحن ننتظر من الصباح.."، أردفت: "إنها فرصة لتتعارفوا"!!!!!
يا دكتورتنا العزيزة نحن نعرف بعضنا البعض جيدا منذ سنين، و لا نحتاج مزيدا من التعارف و مد جسور الصداقة.. نريد أن تقوموا بواجبكم فقط، لا غير..
في إحدى المرات لم نجد ما نفعل فبدأنا بممارسة بعض الألعاب الذهنية، أسئلة ثقافية، نكت، وقوف، جلوس، تحرك، أكل، تنزه، دردشة، قراءة الجرائد... انتهى كل شيء و لم تظهر اللوائح بعد، أوووه.. ذكر أن أحد الحكماء يقول: "أفضل الإنتحار على الإنتظار"..
يوم الأربعاء صباحا علقت اللوائح، و أخيرا! لكن عوض أن يعلقوها في مكان محترم و بطريقة محترمة، تفتق ذكاء أحدهم على لصقها في النافذة الخلفية لأحد المكاتب، النافذة مطلة على مساحة خضراء و الكارثة أنها مسيجة!! حسنا من يريد أن يشاهد اللوائح فعليه أن يمشي فوق المساحات الخضراء ثم يمد عنقه جيدا لكي يقرأ اللوائح المكتوبة بخط صغير و ليبحث عن اسمه، مع الإشارة إلى أن الطلاب و الطالبات بالمئات فتصور المنظر!! و في النهاية لائحتنا غير موجودة، "الله يعطيكم شي تقوقيشة"..
علقت لوائح قسمنا في النهاية، الممتع في الأمر أن أغلب الطلبة تركوهم بدون تخصص!! أمن أجل هذه اللائحة الغبية تركتمونا أربعة أيام و نحن ننتظر؟؟
تخصصي هو Génie waloo كما نتسامر مع بعضنا، أي "بدون تخصص"، معلق بين السماء و الأرض (ممتع أليس كذلك)، لهذا التخصص اسم آخر هو Génie case vide! أي "مهندس المربع الفارغ"، عوض أن يملؤوا المربع الفارغ باسم التخصص كهندسة الإعلاميات، هندسة الكيمياء، هندسة الرياضيات.. فإنهم تركوها فارغة: "هندسة المربع الفارغ"! ربما هذا تخصص جديد، من يدري؟
الطامة الكبرى هي ما بعد هذا الأسبوع، فبما أن الأمور غير منظمة لحد الساعة، فالكثير من الطلاب (و منهم أنا) يخافون من أن يتم توجيههم لتخصص لا يريدونه، تصور أنك تتخصص في الكيمياء قسرا و أنت تحب علوم الحاسب؟ حلوة أليس كذلك :) و يقولون نريد تكوين مهندسين!!
على أي، سأذهب الآن للكلية لأرى ما هم فاعلون بي، فلحد الآن ما زلت "Génie waloo"، أي "هندسة لا شيء" بلغتنا العربية، و لنرى عن ماذا ستتمخض هذه الأيام..
إذا تم توجيهك إلى تخصص لاتريده قدم طلب إعادة توجيه إذا كنت ترى ان معدل الحصول على شهادة البكالوريا يسمح لك بالتوجه إلى الإختصاص الذي تريده
ردحذفبالتوفيق إن شاء الله
--الأخ خير الدين، لقد حصلت على الباكالوريا قبل ثلاث سنوات، أتحدث عن التخصص الثاني بعد التخصص الأول في الكلية: تخصصات الإجازة الجامعية..
ردحذفأعانك الله يا صديقي، هذا حال التعليم في معظم بلداننا. إلا أن وضعه في لبنان أفضل من حيث إختيار التخصص. الطالب لن يكون ملزما بتخصص معين.
ردحذفأتمنى أن يلزموك في مجال التمثيل حتى أجدك يوما تقف أمام الجمهور و تعرض عضلاتك التمثيلية عليهم. بإنتظار تدوينتك الصوتية الأولى، هيا!
مبارك عليك جيني والو خير من والو ههههههههه
ردحذفوفقك الله عزيزي.
هذا حالنا أيضاً..
ردحذفلا نعلم متى يستخدمون اللوائح الإلكترونية عن طريق الإنترنت؟ أم التعارف أجدى؟
ربنا يوفقك ويسهل أمورك..
ردحذف--الأخ عوني، ليتهم يقتبسون شيءا مفيدا من أنظمة الخارج..
ردحذفمجال التمثيل؟ تريد قتلي بكل تأكيد :) حسنا تشجعت لإنجاز تدوينة صوتية لكنني واجهت مشكلة بخصوص تعريف الكاميرا في اللينوكس، و ما زلت أبحث عن حل..
--الأخ سعد الدين، جيني والو خير من والو، صدقت :D (بالمناسبة، أين غبت مؤخرا؟)
--الأخ عادل، قلت "عن طريق الإنترنت"؟ يبدو أننا نحلم فقط! سنشاهدها بعد 15 سنة من الآن، إطمئن :)
--الأخت نجاة، آمين يا رب العالمين، لنا و لجميع المسلمين..