12 يونيو 2009

و أخيرا، انتهت الإنتخابات

"صوتوا على أنبوب الماء "الكريفو"،
يوم قرأت هذه الجملة ضحكت كثيرا :D
الحكاية أنه لدينا حزب لم يجد من بين رموز الكوكب كلها إلا صنبور الماء، كشعار له! و يا ليتهم سموه "حزب الصنبور" بل اختاروا "حزب أنبوب الماء"! كما أن الصنبور مفتوح و يسيل منه الماء!! بكل تأكيد يقصدون أنهم سيسيلون المال العام و يسقوا به شركاتهم و حدائقهم، أما المواطن فبمجرد سماع اسمه يعقبه إصدار أمر بإغلاق أنبوب الماء، عفوا أقصد إغلاق الصنبور. إلى اللقاء أيها المواطن، سنحتاجك بعد 4 سنوات في الإنتخابات المقبلة، كن في الموعد كما عودتنا يا وفي!

أممم، هناك حزب آخر اختار كشعار سيارة نقل جماعي! تصور حزبا شعاره سيارة؟ ماذا يعني هذا ^_^
لكن كما يقال: "اللهم نصف خسارة و لا كل شيء خسارة"، فاللهم سيارة و لا جرار! حزب يختار الجرار رمزا له؟ ليس إهانة لسيادة الجرار حارث أراضينا، بل الرمز يجب أن يمثل الحزب و يعطي صورة رمزية عنه تلخص أهم مبادئه، الحاصل: الرمز من يرمز لشيء، يا ترى إلام يرمز الجرار في الحياة السياسية؟ لا شيء!

  • النحلة، التي رسموها كذبابة سمينة، هي أيضا شعار لحزب، يقصدون أن كل من صوت عليهم سيقرصهم بشوكته و يختفي النحل في الخلية، نوم عميق إلى حين موعد الإنتخابات القادمة لتدب الحياة بالخلية مرة أخرى.
  • الحمامة، رمز السلام و الوئام، هذا حزب مسالم و بالتالي فسينهج السلم مبدأ للدفاع عن الطبقة الشعبية ضد تسلط أصحاب المال و النفوذ. و كما هو معروف، النسور مسيطرة على السماء و يا ويلك يا حمام إن تجرأت و أخرجت رأسك من عشك! قال صوت على الحمامة، لا سأصوت على اللقلاق أفضل فهو لا يهاب النسور :P
  • الغزالة، غزالة و لها قرنان كبيران في الرأس، يذكر عن الغزالة فرارها السريع بمجرد الإحساس بخطر ما. يبدو أن هذا هو مبدأ الحزب بحيث "يفر" و يترك المواطن لحاله في أية أزمة أو إضراب، و ما أكثرها بالمغرب السعيد.
  • الأسد، ما حكاية هذه الأحزاب مع حديقة الحيوان؟ الأسد لا يبحث عن فريسته بل يترك المهمة للبؤة، يملء الغابة ضجيجا فقط. من المؤكد أن الحزب صاحب شعار الأسد يقصد أنه سيملء أسماعنا بضجيج الأسد فقط، أما الصيد فلنتركه للآخرين، لم سنتعب أنفسنا؟ صوتوا على الأسد و إلا فستتكفل بكم اللبؤة :)
  • الباب، باب؟ نعم باب خشبي في جدار اسمنتي :) من مميزات الباب أنه لا يفتح في حال ضياع المفتاح، و هذا حال حزبنا فمفتاحه ضائع دوما، و لسخرية القدر فالمفتاح الإحتياطي يظهر أيام الإنتخابات فقط! مواطنونا الأعزاء، طلباتكم و رغباتكم نسعد بها، سنرميها خلف الباب أيام الإنتخابات، لكن للأسف سنقفل الباب و يضيع المفتاح إلى حين مرور 4 سنوات، حينها سنستخرج طلباتكم و نذكركم بها من باب: و ذكر فإن الذكرى تنفع المواطنين.
  • الباب يعقبه المفتاح، لا أذكر إن كان رمزا حزبيا فتكاثرت الرموز و الشخابيط، هل المفتاح رمز لحزب ما؟ ربما كل شيء متوقع..
  • الدار، دار منيعة حصينة، هذا شعارنا، نؤكد لكم أن منتخبينا و مرشحينا بارزون للعيان أيام الإنتخابات، مؤقتا. لكنهم سيعودون للدار الحصينة و لن تروهم مجددا، اطمئنوا بخصوص هذا، لذلك، ندعوكم للتصويت على الدار حتى لا يزعجكم المرشحون و يظلوا في أمان سالمين غانمين (المسكين المواطن، يخرج من الإنتخابات لا سالما و لا غانما).
  • في المخططات العمرانية يحدث أن يصمموا عمارة قرب دار و بينهما بيت قصديري، قد تكون العمارة و البراكة (=بيت قصديري) شعارات لأحزاب ما، من يدري؟ ها هي حقوقها محفوظة عندي إن احتاجها حزب ما في الإنتخابات المقبلة :P
  • التفاحة، بالتأكيد حزب يتمتع بالدعابة فلم يجد إلا التفاحة رمزا له، ربما يتخذ شركة Apple الأمريكية قدوة له، سوى أن هذه الأخيرة تفاحة من المعدن و تدوم طويلا، بينما تفاحتنا من الورق الهش و لا يصلح إلا لمسح زجاج السيارات..
  • الحصان، حزب الفرسان الشجعان، عدنا لحديقة الحيوانات مرة أخرى :) من الفرسان من لا يمتطي ظهر الحصان إلا أيام الإنتخابات، أما غيرها فأين أنت يا حمار حتى ترفع الأثقال و تحمل الأوزار، أين أنت يا حمار حتى نشبعك شتما وويلك إن نطقت بالكلام.. كأن هناك شبها بين هذا الحمار و الشعــ....
ألم تنتهي قائمة الأحزاب بعد؟ كلا بالطبع، فالمغرب بلد الديموقراطية و التعددية الحزبية، و بالتالي هناك 32 حزبا على الساحة :) (بعدد الأحزاب الموجودة في أوربا كلها ربما هههه، هاته قائمة بالأحزاب المغربية من الموقع الرسمي للحكومة المغربية)، و بالتالي فإن أكملت حكاية الشعارات المخجلة هاته فسيطول بي الحديث. لكن لا بأس من ذكرها على السريع:
  • المظروف البريدي، يا عيني على المظروف البريدي، حتى أنت أدخلوك الإنتخابات؟
  • الوردة، ما علاقة الإشتراكية بالورود؟ اللهم إن ذكرنا الشوك المغروس في الطبقات الكادحة..
  • الجمل، يرمز للصبر و تحمل المشقة، لكنهم بدون شك يقصدون: يرمز للتقدم البطيء في تنفيذ رغبات الشعب و طلباته، ففي عصر السرعة يعود بنا هؤلاء لعصر القوافل التجارية و قطاع الطرق.
  • الهلال، الهلال الحقيقي نراه مرة في الشهر، أما هلالنا هذا فمرة في 4 سنوات تكفيه.
  • الحوت، سنلتهم أموالك أيها الشعب و ستظل في بطننا سنين عددا.
  • الساعة، و ما أدراك ما الساعة، بدون بطارية، + Made in China
  • الفيل، ذو خرطوم طويل يمص به المال العام، و يا ويله من ينتقد فلا لعب مع أصحاب الوزن الثقيل.
  • النخلة، نخلة معمرة، إن نبتت في مكان فلن تغادره إلا بعد 50 سنة، لا لتجديد الأطر فمن وصل لمنصب فلينبت فيه كالنخلة و ليشبث جيدا.
  • بخ بخ بخ.. زهقت مللت من هذه الرموز.
أليست هذه مهزلة؟ الأسد يأكل الغزالة و مع ذلك فهما متحابان تحت قبة البرلمان، أما النحلة و الفيل فمتناسبان للغاية و ينقصهما عقد الزواج فقط، الجمل و الحوت يتسامران قرب قنينة ماء فالأول يفقده و الثاني مله، و هلم جرا من متناقضات و مهازل هذه الإنتخابات..

قال "صوتوا على أنبوب الماء"، بودي لو ألتقي صاحب هذه الفكرة الإبداعية المتفتقة من ذهن متقد، "صوتوا على أنبوب الماء"..

ملاحظات:
- إن تجاوزت حزبا ما فهذا لا يعني تفضيلي له، كل الأحزاب سواء عندي.
- عذرا للمتحزبين من بين قراء مدونتي، لكنها شعارات أحزابكم و ما باليد حيلة.






تعليقات فيسبوك:


هناك 7 تعليقات:

  1. نسيت الكأس و الجرة و بقية أدوات المطبخ .. عيب عليك :)
    هل تعلم أن رمزي الحزب الديموقراطي و الجمهوري في الولايات المتحدة هما الحمار و الفيل ..

    ردحذف
  2. اليس هناك حزب لوحة المفاتيح او حزب WI-FI او أبونتو ههههههههههههه

    @الحاتمي
    ليس بالضورة أن تبع الامركيين ولو دخلوا جحر ضب.

    ردحذف
  3. Mimoun : أخي أنا لم أقصد أنه يجب أن نقلد الأمريكان ، وهذا ما يمكنك أن تفهمه من خلال لهجة الرد فهوم مجرد رد ساخر من مثل تلك المسميات ..

    ردحذف
  4. الحمار الأمريكي :)
    لكنني متأكد أنهم لا يكتبون في منشوراتهم: "صوتوا على الحمار" أو "ضعوا علامة × على الحمار" :P

    ذكرتني بجمعية دولية لحماية الحيوانات، لها فرع بالمغرب و شعارها هو الحمار، و قصة الشعار طويلة..

    أمممم، الكأس و الجرة؟ هذا سبق علمي :D
    أما حزب لوحة المفاتيح فسأصوت عليه مستقبلا هههه

    الله يكفينا شرهم

    ردحذف
  5. وماقولك في رمز الشمش رمز حزب النهضة والفضيلة :)

    ردحذف
  6. المهم من ربح النتخابات ؟
    ارجوا الصلاح...لبلدكم في حكامه.

    ردحذف
  7. --الأخ أزهار قلبي، شمس كلها؟ ههه لم تصلني منشوراتها ^_^ الشمس، لنبق بعيدين عنها افضل، سياسة "تقريب الإدارة من المواطن" لن تنفع مع الشمس ;-)

    --الأخ سعد الدين، في مدينتي ربحت "الحمامة"! في السنة الأولى ستحتفل الحمامة بفوزها، في السنتين التالتين ستأخذ الحمامة عطلة لتستريح من الإحتفال المتعب، ثم السنة الموالية ستشتغل الحمامة بعشها و بيضها، و أخيرا في السنة الأخيرة ستجهز نفسها لاستحقاق انتخابي جديد! بكري تقدمنا..

    ردحذف

مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)