التقيت أحدهم ذات يوم بعد طول غياب، تبادلنا أطراف الحديث ثم طلب مني بريد MSN للتواصل. أجبت: "لا أملك بريد MSN" ومن جوابي فهم أنني شخص لا يستخدم الإنترنت ولا يعرف ما معنى MSN، سمعت محاضرة طويلة (كلها أخطاء بالمناسبة ^_^) حول فائدة MSN وHotmail وما جاورهما.
أحيانا، يبني المرء أحكاما شاملة وموسعة على أحدهم، انطلاقا من معلومات غير كافية بتاتا، ففي حالتي لو أمهلني السائل أكمل جوابي، لعلم أني أستخدم Gmail عوض Hotmail. لا بأس من التروي في الحكم على الآخر، كذلك: ما هو بديهي بالنسبة لي قد لن يكون كذلك للآخر.
ويا ليتها كانت الحكاية بناء أحكام مسبقة عن الآخر فقط، بل قد يطال الأمر افتراض جهله أيضا! أتذكر سفري ذات يوم عبر القطار فإذا بمجموعة تشاركني المكان، أحدهم يتحدث بسوء عن أجنبي معنا مفترضا أن الأخير لا يفهمه، ثم كانت المفاجئة: ذلك الأجنبي ذو العيون الزرقاء ملتزم الصمت من الصباح، يفهم اللهجة المغربية جيدا بل ويتحدث بها! ومع ذلك فقد كان كريم النفس فترك فلان حتى غادر، ثم عبر عن شعوره تجاهه! (حصلت لي حادثة مشابهة ذات يوم مع أحدهم، وفي القطار أيضا). هنا يبقى السؤال: علام يعتمد المجتمع لافتراض جهل المرء بلغة، تعبير، إيحاء، حركة وهلم جرا؟ كثيرا ما يسيء أحدنا للآخر على اعتبار افتراضات لا أساس لها من الصحة، فقط هكذا، الدماغ وما يقول!
ولأتحدث عن العكس: زميل يدرس معي منذ سنتين، كثيرا ما نتحدث عن الكلية وغيرها، المفارقة أنني وطوال سنة ونصف اعتقدته مسيحيا! كيف ذلك؟ الله أعلم ^_^ مرة كان يجلس قربي فأخذت دفتره لأبحث عن أمور دراسية تنقصني فإذا بي أصادف عبارة إسلامية وبالعربية! هنا سألته ساخرا: من أين أحضرت هذه؟ أخبرني أنه هو من كتبها فاستغربت: ومنذ متى أنت تجيد الكتابة بالعربية؟ (نتحدث الفرنسية فيما بيننا)، أجاب: منذ صغري! ذهلت فقلت: وهل تعرف معناها؟ قال: "وهل هناك مسلم لا يعرف معناها؟"
كانت عبارة لها وقع كبير علي، فكيف يعقل أنه مسلم ويتحدث العربية (اسمه غير عربي) وأنا أعتقده غير ذلك لمدة طويلة؟ (للإشارة: لم يكن تعاملي معه مبنيا على دين، فلكل حرية اعتناق ما يؤمن به) فكرت طويلا واستغربت كثيرا، فماذا حصل وعلى ماذا اعتمدت حتى افترضت أمورا لا علاقة لها بالواقع؟ والآن كلما التقينا أتذكر الحكاية وأقول: مسلم!
وعلى سيرة المسلم، كنت في مجلس لبضع أشخاص، ومعنا عسكري عمل بالقوات الجوية الفرنسية، امتد الحديث للفكر الإسلامي فبدأ أحدهم يتفلسف قليلا مفترضا أن العسكري لا يدري شيئا عن تاريخنا، كونه عاش بفرنسا وأمضى حياته في الجيش بين الطائرة والحامية العسكرية! كانت المفاجئة أن الصديق العسكري ذاك على اطلاع واسع حول الفكر الإسلامي، وعلى دراية شاملة بما خلفه علماء المسلمين وفقهاؤهم من كتب، بالكتاب الفلاني والجزء الفلاني والتعبير الفلاني!
هنا، أمر على قول من التراث لا أضبطه جيدا، لكن المعنى: أي أمرؤ صادفته فهو خير منك، إن كان أصغر منك سنا فقد يموت وذنوبك أكبر من ذنوبه، اما وإن كان أكبر منك فقد يكون جمع من الحسنات أكثر مما جمعت!
أحيانا، يبني المرء أحكاما شاملة وموسعة على أحدهم، انطلاقا من معلومات غير كافية بتاتا، ففي حالتي لو أمهلني السائل أكمل جوابي، لعلم أني أستخدم Gmail عوض Hotmail. لا بأس من التروي في الحكم على الآخر، كذلك: ما هو بديهي بالنسبة لي قد لن يكون كذلك للآخر.
ويا ليتها كانت الحكاية بناء أحكام مسبقة عن الآخر فقط، بل قد يطال الأمر افتراض جهله أيضا! أتذكر سفري ذات يوم عبر القطار فإذا بمجموعة تشاركني المكان، أحدهم يتحدث بسوء عن أجنبي معنا مفترضا أن الأخير لا يفهمه، ثم كانت المفاجئة: ذلك الأجنبي ذو العيون الزرقاء ملتزم الصمت من الصباح، يفهم اللهجة المغربية جيدا بل ويتحدث بها! ومع ذلك فقد كان كريم النفس فترك فلان حتى غادر، ثم عبر عن شعوره تجاهه! (حصلت لي حادثة مشابهة ذات يوم مع أحدهم، وفي القطار أيضا). هنا يبقى السؤال: علام يعتمد المجتمع لافتراض جهل المرء بلغة، تعبير، إيحاء، حركة وهلم جرا؟ كثيرا ما يسيء أحدنا للآخر على اعتبار افتراضات لا أساس لها من الصحة، فقط هكذا، الدماغ وما يقول!
ولأتحدث عن العكس: زميل يدرس معي منذ سنتين، كثيرا ما نتحدث عن الكلية وغيرها، المفارقة أنني وطوال سنة ونصف اعتقدته مسيحيا! كيف ذلك؟ الله أعلم ^_^ مرة كان يجلس قربي فأخذت دفتره لأبحث عن أمور دراسية تنقصني فإذا بي أصادف عبارة إسلامية وبالعربية! هنا سألته ساخرا: من أين أحضرت هذه؟ أخبرني أنه هو من كتبها فاستغربت: ومنذ متى أنت تجيد الكتابة بالعربية؟ (نتحدث الفرنسية فيما بيننا)، أجاب: منذ صغري! ذهلت فقلت: وهل تعرف معناها؟ قال: "وهل هناك مسلم لا يعرف معناها؟"
كانت عبارة لها وقع كبير علي، فكيف يعقل أنه مسلم ويتحدث العربية (اسمه غير عربي) وأنا أعتقده غير ذلك لمدة طويلة؟ (للإشارة: لم يكن تعاملي معه مبنيا على دين، فلكل حرية اعتناق ما يؤمن به) فكرت طويلا واستغربت كثيرا، فماذا حصل وعلى ماذا اعتمدت حتى افترضت أمورا لا علاقة لها بالواقع؟ والآن كلما التقينا أتذكر الحكاية وأقول: مسلم!
وعلى سيرة المسلم، كنت في مجلس لبضع أشخاص، ومعنا عسكري عمل بالقوات الجوية الفرنسية، امتد الحديث للفكر الإسلامي فبدأ أحدهم يتفلسف قليلا مفترضا أن العسكري لا يدري شيئا عن تاريخنا، كونه عاش بفرنسا وأمضى حياته في الجيش بين الطائرة والحامية العسكرية! كانت المفاجئة أن الصديق العسكري ذاك على اطلاع واسع حول الفكر الإسلامي، وعلى دراية شاملة بما خلفه علماء المسلمين وفقهاؤهم من كتب، بالكتاب الفلاني والجزء الفلاني والتعبير الفلاني!
هنا، أمر على قول من التراث لا أضبطه جيدا، لكن المعنى: أي أمرؤ صادفته فهو خير منك، إن كان أصغر منك سنا فقد يموت وذنوبك أكبر من ذنوبه، اما وإن كان أكبر منك فقد يكون جمع من الحسنات أكثر مما جمعت!
في الصميم يا محمد باشا ..
ردحذففي الصميم ..
السلام عليكم
ردحذفتحياتي لك :) موضوع جميل ,فدائما نحكم على المظهر وهذا عين الخطأ, فلو تريت المرء قليلا قبل اسقاط أحكام لكان خيرا له.
السلام عليكم أخي محمد و الله دائماً مقالاتك مفيدة و شيقة :)
ردحذفكثيراً ما تحدث مثل هذه الأحكام المسبقة و غالباً ما تكون النتيجة غير محببة للأسف الآن لا اتذكر موقفاً مشابهاً و لكنني مررت به أكيد
بالتوفيق أخي محمد و الله يعينك على طاعته
اهلا اخي محمد
ردحذففي الحقيقة موضوعك اعجبني كثيرا لانه تناول موضوعا ملموسا
وطبعا الاغلبية يحكمون على المظهر وهذا خطأ فضيع المهم أنا لا افعل هذا .. وهذا هو المهم.
دمت سالما
سلام
سبحان الله !! تحدث الكثير من الاحداث من حولي تشابة ما حكيت و ف كل مرة اجاهد نفسي ع الا استبق الاحداث !! سلمت اناملك "
ردحذفحقيقة موضوع في الصميم، دائما نحكم على اناس من منظور اخر، اما القول الاخير فأول مرة اسمع به ولكنه يبدوا صحيحا.
ردحذفتدوينة رائعة تمس الواقع الذي نعيش فيه فالغلبية تطلق أحكام مسبقه بدون الاهتمام بأثرها لدى الاخرين.
ردحذفسلمت يداك اخي محمد
فعلاً مقال بالرغم من ضخامة محور الكلام فيه إلا انك إختصرته في بعض كلمات بسيطة وبأمثله حية صحيحة
ردحذف.. فعلاً لا يجب أن نربط بين إستخدامنا لبعض الأشياء علي أساس أنها هي الصحيحة والآخرون هم المخطئون .. كما قلتها لعل غيرك يموت قبل منك وذنوبك أكبر من ذنوبه .. مقال محترم جداً :)
صباح الخير.
ردحذفاي نعم اتفق معك هذه مشكلة البعض نبني احكام مسبقه من منطلق موقف ونفسر بحريتنا.
مثلا في صباح يوم من الايام يلتقي أحدنا بشخص لأول مرة يكون ذلك الشخص عبوس الوجه متجهم.مباشرة نقوم بتصويره انسان غضوب مكفهر المزاج...لا يجيد لغة اكثر من لغة الشخط والنخط.وربما تبقى هذه الصورة ملاحقة لنا على هذا الشخص طوال حياتنا.
دائما نترك خيالنا يصور ما يشاء من منطلق افتراضات لا أساس لها من الصحة.
المهم المقالة زوينة بزاف.
شكرا لك
رائع يا محمد
ردحذفليتنا نتعلم :)
شكرا لكم جميعا ^_^
ردحذفعلى أمل التحسن إن شاء الله..
في الصميم !
ردحذفسبحان الله
ردحذفهذا ما كنت اتسآئل عنه اليوم ودونته في مدونتي ...
هكذا بلا سبب ... نسقط احكامنا ونلغي عقولنا
والحجة ... احكام مسبقة ... معروف ... هم كدا... دا الاصل ... الناس قالو كدا ... اي حد عامل كدا و لابس كدا واسمو كدا يبقى من الناس دي و لا ديك
عجيب !!!
اسقاط احكام و تعميم غريب
محمد
سعدت جدا بزيارة مدونتك .. واجد هذه المصادفة اليوم
شكرا لك
مممممممم
ردحذفمحمد أنت لا تستعمل المسن
اعتقد انك لا تعرف شيئا في الانترنيت ايضا
ههههههه
عالعموم هذا طبعنا ايها الفاضل ، احكامنا دوما نطلقها وأكيد ان لنا اسبابنا ، لكن الواقع دوما يظهر بعدها
سلاموووووووووو
السلام عليكم
ردحذفموضوع جميل وله معاني كثيرة
شكرا لك