طبعا هذا السطر يتكرر بصيغة أو أخرى في حوالي 80% من الفتيان الظاهرة صورهم في زاوية ركن التعارف، ومن أراد التأكد فليتصفح أي مجلة عربية توفر صفحة لهذا!
15% الأخرى تحذف إحدى الهوايات الثلاثية (المطالعة، الإنترنت وكرة القدم) لتعوضها بشيء من هذا: السباحة، الشطرنج، مشاهدة التلفاز!
ومنه ف95% من شباب المستقبل لديهم نفس الهوايات، كلهم يلعبون كرة القدم، يطالعون الكتب، يتصفحون الإنترنت، وبعضهم ممن يقيم في السواحل يجيد السباحة، وأخيرا الشطرنج. أما التلفاز فلا يوجد بيت بدونه في زمننا هذا!
ما هذه الكارثة؟ لم تعرف البشرية هواية غير الهوايات الست المذكورة فوق؟
لنبدأ بكرة القدم، بمجرد ما أن يتعلم الصبي المشي حتى يشتري له أحد المحبين كرة! يا سلام على الإهتمام ^_^ ومع الأيام ترسخ في ذهن الصبي معادلة واحدة: الرياضة = كرة القدم..
أتساءل: كرة اليد، كرة السلة، التنس، الكاراتي، الجيدو ليست رياضة؟ لا تستحق أن تكون هواية لإخوتنا وأخواتنا الصغار، لصغار العائلة، للأبناء؟
أنظروا حولكم ولتحصوا نسبة الصغار التي تهوى التنس مثلا، أجزم أن لن تجدوا واحدا (مليون دولار لمن يجده :P)، لماذا يحصل هذا؟ ألا يستحق مجتمعنا تنوعا في الرياضة، وعوض التفكير في عضلات الساقين فقط، توجد في جسمنا عضلات أخرى تستحق بعض الحركات.
(هنا، أحمد الله أنني لم أحصل على كرة قدم في صغري، وإلا لكانت الكارثة بحق!)
طبعا لم أطالب بتوفير ملعب للكولف أو الكريكت، حصان أو ثلج من أجل عيون الفتيان! فكما أن رياضة كرة القدم لا تحتاج إلا كرة و4 عيدان لصنع شبكتين، فيا ترى ماذا تحتاج كرة السلة؟ كرة + شيء دائري أكبر قليلا من الكرة ليعلق في مكان ما، وها هو الملعب بين أيدينا! والعقل العربي لن يعدم كيفية صناعة حلقة دائرية، ولا ننس علاقة العرب بالصفر والدائرة ^_^
أنتقل للهواية الثانية: المطالعة! المطالعة لا أعتبرها هواية أصلا، تطالع ماذا؟ المطالعة بحد ذاتها ليست هدفا، بل وسيلة لتحقيق أهداف أخرى (بصفة عامة)، فمثلا من يهوى قراءة الروايات فليقل إن هوايته: الروايات (وإن شاء التفصيل، يحدد أي نوع من الروايات)، أما إن كان يقرأ عن الأدب والشعر فهوايته: الأدب العربي مثلا. مطالعة المجلات العلمية والموسوعات فهوايته: العلوم والمعرفة. وهكذا.. يبقى الإحتمال الأخير أن صاحبنا يطالع ما هب ودب، وهذه مشكلة أخرى!
مشاهدة التلفاز، مبروك على هوايتك المبدعة! أسرة هذا الفتى تحتاج لإعادة هيكلة، على سبيل إرسالهم للموزمبيق شهرا ليخرجوا بفائدة مهمة: التلفاز ليس أولوية، التلفاز ليس هواية، التلفاز لا يوضع في غرف الأطفال حتى يصبح هوايتهم الأولى!
ماذا هناك أيضا؟ آه الإنترنت ^_^ حسنا يا حبيبي، ماذا تفعل في الإنترنت؟ الجواب: أدردش، أنا هاكر عظيم (أخفتني يا هذا!)، أحمل آخر الأفلام وجديد الموسيقى، أممم نسيت، أجيد التعامل مع الكراك والكيجين! ينمو الفتى قليلا فيصبح مراهقا، لنكرر نفس السؤال: ماذا تفعل في الإنترنت؟ الجواب: لدي منتدى (منزوع التبليغ وvBulletin طبعا)، مصمم قدير (صار كل من يعرف تثبيت فوتوشوب يعتقد نفسه مصمما!)، مطور ويب كبير (أيضا: من يعرف طريقة تثبيت جملة أو ووردبريس يسمي نفسه مطور ويب)، كفى أرجوك، دع عني كلامك هذا!
(حتى لا أكون سلبيا، من الشباب العرب الصاعدين، محترفون ومصممون ومطورون في المستوى، تبارك الله عليهم، لي حديث عن هذا لاحقا.)
نقطة أول السطر..
وقبل الحديث عن الهوايات المقترحة، أذكر بعض الآباء وأولياء الأمور، هداهم الله، يؤمنون أن الهوايات مضيعة للوقت! فإن وجدوا الصبي يلاعب قطة يقولون: "قم لدروسك!"، إن كان يرسم: "إذهب لتدرس!"، إن وجدوه يقرأ قصة: "أنهيت الرياضيات ولم يبق لك إلا القصص؟ والله لن تراها من اليوم! قم لدروسك الآن!"، أما إن صادفوه يخترع هواية خاصة به أو يحاول اكتشاف ما يحصل داخل جهاز كهربائي، فربما يكون يوم الحساب العسير، اليوم الذي سيتعقد فيه الفتى ويكره الدراسة والهواية والحياة بأكملها..
تكلم إبن ربيعة رضي الله عنه يوما فقال: ألا كل شيء ما خلى الله باطل -*- وكل نعيم لا محالة زائل..
بعض الأولياء وكبار السن يرددون: ألا كل شيء ما خلى الدراسة باطل -*- وكل هواية لا محالة مضيعة للوقت! وليعذرني الأدباء على اقتباسي هذا. المضحك المبكي في نفس الوقت أن هؤلاء أنفسهم، لو عدت بهم لأيام الصبا لوجدتهم يمارسون كل أنواع الضجيج، يفتعلون كل المشاكل ويلهون ويمرحون كما شاؤوا، بل وتجدهم "فعلوا الأفاعيل" وشواربهم لم تنموا بعد، طيب حلال عليكم وحرام على أبنائكم؟
الهوايات ليست مضيعة للوقت، والدراسة ليست استثمارا للوقت، الأصح أن الدراسة + الهواية عاملان مكملان لبعضهما، لاكتساب تجربة حياتية وللحصول على تفكير ناضج ومتوازي. كما نحرص على توفير مدارس جيدة لأبنائنا فعلينا توفير هوايات وفضاءات استثمار لوقت فراغه، أن ننظم بين الأمرين ونجيد توزيع أيامه بين الدراسة والهواية، لا بأس أن نمنع الفتى من استخدام الإنترنت أيام الإمتحان، لكن لا ننسى أخذه لصالة كاراتي أو ينضم للكشفية في العطل مثلا (وليس أن نأخذه معنا لمركز تسوق أو مول ^_^).
ولمن أراد توفير هوايات جيدة لمن حوله فلن يعدم خيارا، لو زرت فصلا دراسيا بمدرسة أوربية ثم سألت التلاميذ عن هوايتهم، لحصلت على تنوع كبير في الهوايات، بل قد تصادف هوايات غريبة لم تسمع بها يوما! المفترض أن يكون لشبابنا نفس التنوع والإختلاف في أفكارهم ومشاربهم، ما الفائدة إن كان الجميع يهوى كرة القدم (رغم أن بلادنا تخسر دوما في المباريات الهامة :P). هنا أضيف معلومة هامة، فتنوع الهوايات وأوقات فراغ الشباب هو ما يدفعهم للإختلاف في الكبر، فتحصل على مجتمع زاخر معرفيا، متنوع من حيث الوظائف ومراكز العمل، مجتمع مبدع وثوري.
هنا أدعوكم للقيام بتجربة بسيطة: اذهبوا لأي مدرسة واطلبوا من التلاميذ كتابة مهنة المستقبل في ورقة، بعد إحصاء النتائج أجزم أنكم ستجدون ما يلي: "طبيب، مهندس، طيار" بنسبة 80% أو أكثر! 15% سيضيفون: "محامي، أستاذ، مدير مدرسة"! رغم هذا فدولنا العربية جميعها تعاني من نقص في الأطر الطبية، بناء عشوائي منتشر، شركات طيران خربة (باستثناء الخليج)، نظام قضائي مرتشي، تعليم متردي، ومديروا مدارس ولا في الأحلام!
(طبعا لا أقصد أن تعدد الهوايات يؤدي إلى تعدد الوظائف مباشرة، بل إن تعدد الهوايات يفتح آفاقا متنوعة أمام الشباب وينمي معارفهم في عدة مجالات، مما يساعد على الإكتشاف المبكر لميول كل فتى وبالتالي توجيهه للمستقبل الذي يليه به. باختصار: تعدد الهوايات أحد العوامل التي تؤدي لتعدد الوظائف المرغوبة وتنوع مكتسبات المجتمع.)
يبدو أنني ثرثرت كثيرا ^_^
مع هذا لم أذكر الهوايات المقترحة للفتيان والفتيات، وكذلك لي ولك! (موضوع آخر: من الرجال من لا هواية له أيضا!)..
أنتظر تعقيباتكم واقتراحاتكم، ثم أتمم الجزء الثاني من التدوينة.
في الحقيقة اخ محمد اثرت موضوعا في الصميم كل ما ذكرته صحيح مئة بالمئة .
ردحذفاعتقد يجب اعادة هيكلة تسميات الهوايات ممم ماذا تقترح كهوايات مفيدة ؟
اعتقد ان الهوايات تتغير من سنة لاخرى فسابقا كانت هوايتي الشعر الان لا اكاد افقه فيه شيئا كما اني اقرأ سطر واقفز للسطر الاخير لكن احب قراءة المقالات ممم رغم ان تدوينتك هذه كانت طويلة كفاية لاحس بالقوقة في رأسي ^^ الا اني واصلت لسببن
الاول الاسلوب والثاني موضوع راق لي كثيرا
المهم في المتابعة اخي
سلام
حقيقة سرني هذا الموضوع كثيرا.
ردحذفخصوصا لما حددت الفئة العمرية لخلق الهواية.
فقد ذكرتني بأيام الدراسة حين قفز شبان من الشارع إلى الثانوية لمغازلة البنات (ستتسائل أين مسؤولوا التربية, الثانوية كبيرة جدا ومسؤولوا التربية قليلون)
ودخلوا معنا القسم فلما تعرفنا بالأستاذة قالت كل واحد يكتب ماهي وضيفة الأب (لتعرف كيف تتعامل معه) وهوايته(إضافة لكي لا نشك).
كتب لها الشاب الدخيل وكان أمامي الأب لا عمل والهواية مدمن مخدرات :)
وكما قلت أنت سلفا منعنا في صغرنا من الهوايات ورغم كل ذلك كانت تستهويني قراءة القصص والروايات العالمية مثل البؤساء , أحدب نوتردام , حتى أنني كنت أقلد الأسلوب المتبع في سرد القصص لديهم في محاولاتي (سابقا ليس الآن)إلى درجة أن الشخصيات التي أنشئها كانت أجنبية "جون" , "أماندا".
إحسنت الكلام يا محمد
ردحذفأتذكر في مرحلة دراستي قام بسؤلنا المعلم عن مهنة المستقبل اكثر من النصف بدأ يسأل نفسه ! ماذا سأفعل في حياتي ؟
للاسف لا يوجد تجهيز من قبل الاهل او من قبل المدرسة للشباب لمقابلة الحياة بعد الدراسة
قصة قصيرة
زميل لي قال للمعلم اريد ان اكون لاعب كرة قدم
سأله لماذا ؟
قال لأنه فيها فلوس كثير !
قال المعلم ليس بالضرورة ان تكون مثله - يقصد لاعب كرة القدم-
وضرب مثلا لزميلي
انه بائعة الهوى من الممكن ان تكسب اكثر من لاعب كرة القدم وهذا لا يعني انها مهنه جيدة !!
:)
السلام عليكم
ردحذفو الله ذكرتني بأيام الابتدائي الكل يريد أن يصبح طبيب ، مهندس ، ... ألن يكون في المستقبل تجار و حرفيون ؟ خخخـ
لكن الخطأ ليس خطأهم بل خطأ الوالدين الذين يرسخون هذه الأفكار في أبنائهم مهنة جيدة = مهندس ، المستقبل = الدراسة ، الرياضة = كرة القدم .. أنا لست ضد الدراسة فهي طلب للعلم و أمر ضروري و لكنني ضد فكرة ندرس لكي نحصل على وظيفة ! هل كل الوظائف تتطلب دراسة ؟
أما بالنسبة لكرة القدم فأنا أكرهها ههههه
بالتوفيق أخي محمد
أخى الفاضل: محمد
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك على طرحك المتميز والموضوعى
وأنا معك فى أن القراءة والمطالعة ليست هواية
بل هى فرض على كل مسلم ومسلمة.. قال تعالى فى كتابه الحكيم : اقرأ باسم ربك الأعلى ...
أول آية نزلت من القرآن كما تعلم ونعلم جميعاً أمراً مباشراً بالقراءة ، ليس للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة ولكن للأمة جمعاء.
تقبل أخى تقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك
أخوك
محمد
هذه المشكلة أرى أنها ترتبط بسببين أولهما ضعف المناهج التعليمية والتي تجعل مستوى تفكير الطفل لايتعدى الهوايات التي ذكرت، والسبب التاني غياب دور الأسرة في بناء الطفل.
ردحذفالإهتمام بالطفولة وبالشباب من الأوليات التي ركزت عليها الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية لكن ربما هناك من يريد أن يظل هذا الطفل وهذا الشاب بدون وعي وبدون هدف وبدون هواية.
شكرا لك أخي محمد على هذه التدوينة.
لقد صنعنا لأنفسنا هوايات بسيطة لأننا وبكل بساطة لا نستطيع ان نحقق ما هو افضل منها
ردحذفهوايتي المطالعة ولا استطيع ان احدد لك اي جنس ادبي افضل لأني اقرأ كل شيء من قصص جحا والابراشي للموسوعات العلمية الكبيرة
:)
اتمنى ان اجد في تدوينتك القادمة هواية جديدة لي هههههه
سلامووووووو
السلام عليكم
ردحذفكنت أنضر إلى المهنة المستقبل لأصبح طبيب لاكنها تغيرت في أواخر 2005 لتكون مهندس حاسوب لأني تعرفت إلى الحاسوب وإلى جوجل في تلك الفترة
والهوايات سأتركها لك في الجزء الثاني إذا وجد لها مثيل ^_^
تحياتي
هذه هي عقلية الانسان العربي مقارنة مع الانسان اليباني.
ردحذفاصلا فكرة التعارف عبر المجلة قديمة واعتبرها فيها نوع من الهبل لا أعلم لماذا.
هذا بدل من ان نطور من انفسنا.
موضوع مثير ومشوق
ردحذفللأسف الهواية بنظرنا هي افعال
نقوم بها لتقضيه وقت الفراغ وغالباً ما تكون
غير محدده الهدف
للأسف لا اعرف كيف العب كره القدم
واعتقد ان الاعجاب بهذه الرياضه مقترن بشهرتها عالمياً
حالياً الرقص بدأ ياخذ مكان كره القدم كما ان الاعلام يروج له اكثر ..
اخالفك بقطة واحده وهي الكاراتية
فانا لا اعتبرها رياضه او هواية الكراتيه اسلوب حياة
تمرين للجسد واعداد للنفس والعقل ..
بانتظار الجزء الذي ستتحدث في عن الهوايات المقترحه
شكراً لك
كرة القدم الهواية الأولى عند بلاد العالم الثالث لأنها لا تحتاج إلى مصاريف
ردحذفالأولاد ما عليهم إلا أنهم ينزلون إلى الشارع ويضعون في الطريق حجرين لعمل "جول" وبهذا يكون الملعب قد اكتمل
أما التنس وغيره فلا يمارسه أحد لإرتفاع تكاليفه
والالعاب مثل التنس والمصارعه والالعاب الأخرى وخاصة الفرديه تحتاج إلى تركيز
والرياضي عندنا ليس عنده تركيز يا اخي
فبمجرد أن يظهر -وهو شبل- تبدأ البنات في الالتفاف حوله داخل النادي وبعدها بسنه او اثنان يكون امره انتهى!
ولهذا فالرياضي عندنا عمره قصير
والهوايات حاليا يؤثر فيها المجتمع والجو العام
فلن يترك الطالب الشات والفيس بوك والانترنت والدش ويذهب ليقرأ!!!
ينشأ الأطفال منذ الصغر وهم يلقنون هذه الهوايات التي أثرتها أخي الحبيب .. تحدث بعض الأخوة عن ارتفاع تكاليف بعض الرياضات وقد أشاركه الرأي .. تذكرت احدى الصحابيات الكرام رضي الله عنهن وقد جعلت هواية ابنها رمي الرماح واصلاح القصي .. فما هوايات اطفالنا وشبابنا اليوم .. الهمم على قدر الهموم .. أعلى الله همتنا لما يحب ويرضى
ردحذفكلامك صحيح
ردحذفاوافقك الراي مئه بالمئه
للاسف تتغير الاسماء والوجوه
ويتشابه المحتوى والشخصيات
نحن اناس نعشق التقليد
ونكره الابداعع والتجديد!