06 أكتوبر 2010

وبدأ الموسم الجامعي.. 2

  • استيقظت باكرا، عليّ أن أجهّز أغراضي لأنطلق بحثا عن تاكسي يقلّني لوسط المدينة، ومن هناك عليّ ترقّب تاكسي آخر لأجري إليه بمجرّد أن ألمحه في الأفق.. يطبّقون علينا مقولة "العقل السليم في الجسم السليم"، لذا، لا بأس لو قلّلوا من عدد التاكسيات المتّجهة للكلية، ولا بأس لو تركونا ننتظر الكثير لأجل أن نجد من يوصلنا لقندهار، عفوا للكلية.
  • سائقوا التاكسي عجيبون بالمناسبة: يا إمّا صاحب ذوق فنّي يثير الغثيان، وتجده منتشيا بالموسيقى تلك، يا إمّا صاحب طريقة سياقة خاصّة به؛ فهو الوحيد المطبّق لقانون السير وما عداه قطيع غنم لا يعرف يمينه من يساره، لذا حقّت عليهم لعناته!
  • أصل للكلية متأخّرا 10 دقائق، دخلت القسم فإذا بالأستاذة ترفض دخولي بحجّة وصولي متأخّرا. حاولت إقناعها أنّني أقيم في منطقة بعيدة، وليس ذنبي ألّا تأتي الحافلة، صدّقيني، ليس ذنبي أن يتأخّر التاكسي، وليس ذنبي أنّ الطريق مغلقة لسبب أو لآخر.
  • الجواب المعتاد: استيقظ باكرا وستصل باكرا، هيا مع السلامة! دكتاتورية دفينة تتراءى..
  • ها هو الصباح قد ضاع سدى.. أتّجه إلى المكتبة وفي الطريق أفكّر: ماذا لو تأخّر أستاذ ما 10 دقائق فقدّمت له إنذارا ما؟ سيمارس ساديته عليّ يوم الإختبار بلا شك! تذكّرت أنّهم يتأخرون نصف ساعة، يوما، يغيبون شهرا، بل دورة كاملة.. ولا من حسيب.
  • ها هي المكتبة أمامي، الطريف أنّها مقفلة!
  • حسن، لننتظر قليلا.. التقيت مجموعة من زملائي في القسم، بدورهم تأخّروا بضع دقائق فلم ينجحوا في الدخول للقسم. تصوّر أن تقطع كلمترات عديدة ولمّا تصل للمتر الأخير تتلقّى نصف نظرة من أحدهم يطلب منك العودة من حيث أتيت، متأفّفا! كأنّك ارتكبت جرما يستحقّ النبذ.
  • ثمّ إنّني أدرس مع جماعة أرانب تأبى إلّا السماح في حقّها؛ طلبت منهم الذهاب للإدارة لتقديم شكوى جماعية، للوصول لحلّ ما.. هل رافقني أحد؟ كلّا! الجميع ينتظر أن يبادر أحدهم فإن ورّط نفسه فهم بريؤون منه، وإلّا فهم كانوا معه قولا، لا فعلا..
  • ها هي المكتبة قد فتحت أبوابها، وأخيرا! دخلت وألهيت نفسي في بعض الأوراق، ريثما يحين موعد الحصّة الثانية..
  • أقلّ من خمس دقائق فإذا بأحد المزعجين يدخل صارخا فينا: "هيّا أخرجوا! هناك اختبار هنا"، أظنّني أتحدّث مع طيوري بأسلوب أكثر لباقة!
  • أتساءل: هي مكتبة، إذن لم حوّلوها لقاعة اختبارات؟ إلى أين يفترض ذهاب الطالب الجامعي وجميع قاعات الكلية مقفلة أو محجوزة؟
  • غادرت المكتبة، المنطقة ككلّ.. كثير من البؤس واللاهتمام هنا وهناك، كثير من اللامبالاة.
  • وصلت مدخل الكلية، هناك حفرة مظلمة وكبيرة، إمدادات أسلاك هاتف أو صرف صحّي، لست أدري.. كأنّني وقعت في ظلمتها يوم دخلت للجامعة! 

هذه بعض تفاصيل اليوم، يتبع..







    تعليقات فيسبوك:


    هناك 15 تعليقًا:

    1. أنا من طلبت من ذلك الغبي أن يخرجكم .. لم يصدق عيناه لما رأى شابا صغيرا أمامه، قال لي من أنت ؟ قلت له أنا المسؤول عنهم، وفد كلفتني الادارة بهم. نظر لي نظرة تهديد ودخل ليخرجكم .. المصيبة .. حتى الطلبة الذين كانو بصدد اجتياز الاختبار .. وجدو صعوبة في الامتثال لأوامر شاب لا يملك لحية ولا شوارب .. خاصة أني خجول لا يعرف طريقا للصراخ :) في الختام، لست المسؤول عن اختيار المكان، انما الادارة بالاضافة الى مسؤول الماجستير !

      ردحذف
    2. كنت اظن هذه الاساليب المتخلفه حكرا على جامعتي فقط
      اذا بها عندكم ايضا

      وازيدك من الشعر بيت

      نحن اذا تورطت ودخلت الى حرم المعتقل (اقصدالجامعة ) فلا يسمح لك بالخروج قبل 12 ونصف حتى لو لم يكن لديك سوى محاضرة واحده تنتهي 8 و 45 دقيقة
      بحجة اننا بناااااااااات
      .. وقد تتأخر قليلا لاسباب خارجة عن ارادتك ويكون مزاج الدكتاتور ذلك اليوم معطوبا فيقرر ان يفسد عليك يومك ويحرمك من دخول القاعة فيذهب عليك اليوم سدى

      ردحذف
    3. عدت إلى سوداويتك مرة أخرى.. يبدو أنك اشتقت إليها هههههه

      تحياتي

      ردحذف
    4. حين تتخرج من الكلية، ستتذكرها دون هذه الأشياء

      حين أتذكر الجامعة، مهما كانت الأمور سيئة ومهما قيل لي: هذا ليس مكانك، أنت طائر حبيس هنا!
      رغم كل هذا، حين أتذكرها أشعر أنها كانت جميلة وأشتاق لبعض تفاصيلها..

      ويومًا ما ستكون سعيدًا بكل ما حدث لك اليوم.. قد تنتبه للعلاقة وتتذكر، أو لا تنتبه..
      لكنه خير على أي حال بالتأكيد :)

      ردحذف
    5. أزال المؤلف هذا التعليق.

      ردحذف
    6. على فكرة، أسلوبك جميل كدائمًا :)

      ردحذف
    7. Les memes conditions universitaires qu'en 1987 : rien n'a changé apparement. Merci pour ce témoignage et Bon courage dans ton combat quotidien pour le savoir et le pain...

      ردحذف
    8. تفاصيل محزنة فعلا على واقع التعليم ببلادنا
      كان الله معك..لكن مع كل هذا..ابتسم:)

      ردحذف
    9. دكتاتورية دفينة تتراءى
      معك حق لكن لا للتعميم
      أتسائل عن أي اختبار تتحدث ؟ فهذه بداية السنة
      سلامي

      ردحذف
    10. مفيد، كان هناك اختبار البارحة في المكتبة، اختبار لدخول أحد التخصّصات ما بعد الإجازة.

      ردحذف
    11. الله يصبر
      هههه
      حتى واحد مالقاها كيف بغاها

      ردحذف
    12. بداية ويوم جميل آه ^^

      ردحذف
    13. يا اخي هذه هي حال بلداننا العربية الله يجيب الخير

      بانتظار بقية القصة

      ردحذف
    14. الله اكبر دكتاتورية عريقة ):
      كنت على حل لما قلت لن ادرس الجامعة و سأذهب لعملي الشخصي :)
      ننتظر بقية القصة و اتمنى ان يكون بها قليل من الفاكهة الطازجة اعني قليلا من الازدهار

      ممكن انتظر سماع صوتك بهاتفي :)

      ردحذف
    15. أه لدينا نفس الحالة ولكن أطن ان حالتي أجمل :D
      أقطع 25 كيلومتر وعندما أصل للمعهد أجد أن الأستاذ الكريم لم يحظر إما لسبب أو لأخر :(

      ردحذف

    مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)