"الإنترنت"، تلك الكلمة السحرية..
قبل سنين، أيام كان الإنترنت بغير شهرته الحالية، كان بعض الكبار (غفر الله لهم) ينصحوننا -نحن الصغار- بعدم استخدام الإنترنت، إنه وحش مخيف للغاية!!
ما زلت أتذكر نصائح على شاكلة: "أمريكا تسيطر على الإنترنت، إعلموا يا أحبتي الأعزاء أنه بمجرد استخدامكم للإنترنت فأمريكا تحصل على كل شيء موجود في حاسبك! تصوروا أنها ستأخذ صور العائلة و كل الوثائق، ستقرأ ملفاتكم و تستخبر أفكاركم. إحذروا يا أبنائي لكي لا تتورطوا في متابعات قضائية و ستختفون من الوجود!!"
كان كلامه ممزوجا برهبة، و كنا ننصت لكلامه بخشوع و أعين لا ترمش، "إنها أمريكا الشريرة تتسرب إلينا عبر أسلاك الهاتف"، ذاك السلك الجبار الطاغي يتمثل في صورة أفعى شريرة تلتهم الجميع، "لا تقربوا الإنترنت"، "لا تقربوا الإنترنت"..
المسكين، كان ينصحنا بأن نفصل خط الهاتف ليلا و لو كان الحاسب لا يعمل! حسب قوله فأمريكا قادرة على التجسس على الحاسب في أي وقت، و لو كان الجهاز غير مستخدم!!
و قبل هذا، فما أكثر الشباب اليافع الذي تختطفهم أمريكا و تعذبهم، إنها قادرة على الوصول إليهم في ظرف دقائق إذا حاولوا العبث بموقعها، ستكتشف مكاننا بسرعة و ترسل رجالا أشباحا ليختطفوك بهدوء، لن ترى الشمس و لا القمر بعدها، كن مطمئنا!
كنا نسمع قصصا كثيرة عن تواجد عصابات شريرة تسيطر على الحواسيب، عن طريق الإنترنت. إنهم يستطيعون التحكم في حاسبك عن بعد بدون لفت انتباهك! و قادرون أن يغيروا معادلات الكهرباء داخله فيشتعل نارا و سيحترق البيت!!
كما و لا يجب حفظ الصور في الحاسب، هناك أشخاص متجسسون عليك و سيأخذون صور العائلة ثم يدمجوها بأفلام سيئة و ترمى تحت الأبواب!! يجب أن نكون حذرين جدا لدرجة الوسواس القهري..
و لا ننسى، بيل غيتس يهودي، ياهو شركة يهودية و كذلك هوتميل! أما كوكل فلحد ذاتها كلمة يهودية تعني "لا للإسلام" بلغة قديمة!! لا تستخدموا هذه المواقع إلا للضرورة القصوى ف"الضرورات تبيح المحظورات"، ثم ابتعدوا..
يا ما خرافات و خزعبلات سمعنا :) الحمد لله أن أهل البيت لم يأبهوا لهذا الكلام يوما.
ترى صاحبها ينطق بكل ثقة و إصرار، ينصحك بكل مشاعره كأنه تعرض لهجوم من الFBI بسبب تصفحه لموقع ما، كأنه رآى هوتميل بأم عينيه تتبرع لإسرائيل، كأن ابنه اختطف لشبهته بالنت!!
النتيجة؟ تخلف الكثير منا عن ركب التقدم و الحضارة، ما أكثر من ابتلع النصيحة و استقرت في بطنه دهورا..
تجد الجميع يحاول إبراز الجانب السلبي في أي شيء ثوري و مفيد، فبمجرد ما يعرف العالم ابتكارا ما يخرج علينا أصحاب الحسنات محذرين و منفرين: إياك ثم إياك! و الويل لمن خالف الجماعة.. نفرغ المستجدات من مضمونها و نجردها من أي استفادة، و لا ندخر جهدا في تكرار حكاية مؤامرة العالم علينا بوسائله المستحدثة و حيله المنمقة، إنهم ماكرون!
مرت سنون و أصبح الإنترنت واقعا معاشا.. لكن أي أنترنت؟
لنقم بجولة في الشارع و نسأل العامة: ماذا يمثل لك الإنترنت؟
الإنترنت وسيلة ترفيه و تضييع للوقت، بامتياز!
لنستطلع آراء الضفة الأخرى، فقط من باب الفضول: ماذا يمثل لك الأنترنت؟
ملاحظة: سبب كتابتي لهذه التدوينة هو لقائي بشخص يقول إن "كوكل" كلمة قديمة تعني "لا للإسلام" و بكل ثقة! نحن في 2009 و لا تستحي من كلامك؟ بردت من أعصابي ثم كتبت هذا الموضوع..
قبل سنين، أيام كان الإنترنت بغير شهرته الحالية، كان بعض الكبار (غفر الله لهم) ينصحوننا -نحن الصغار- بعدم استخدام الإنترنت، إنه وحش مخيف للغاية!!
ما زلت أتذكر نصائح على شاكلة: "أمريكا تسيطر على الإنترنت، إعلموا يا أحبتي الأعزاء أنه بمجرد استخدامكم للإنترنت فأمريكا تحصل على كل شيء موجود في حاسبك! تصوروا أنها ستأخذ صور العائلة و كل الوثائق، ستقرأ ملفاتكم و تستخبر أفكاركم. إحذروا يا أبنائي لكي لا تتورطوا في متابعات قضائية و ستختفون من الوجود!!"
كان كلامه ممزوجا برهبة، و كنا ننصت لكلامه بخشوع و أعين لا ترمش، "إنها أمريكا الشريرة تتسرب إلينا عبر أسلاك الهاتف"، ذاك السلك الجبار الطاغي يتمثل في صورة أفعى شريرة تلتهم الجميع، "لا تقربوا الإنترنت"، "لا تقربوا الإنترنت"..
المسكين، كان ينصحنا بأن نفصل خط الهاتف ليلا و لو كان الحاسب لا يعمل! حسب قوله فأمريكا قادرة على التجسس على الحاسب في أي وقت، و لو كان الجهاز غير مستخدم!!
و قبل هذا، فما أكثر الشباب اليافع الذي تختطفهم أمريكا و تعذبهم، إنها قادرة على الوصول إليهم في ظرف دقائق إذا حاولوا العبث بموقعها، ستكتشف مكاننا بسرعة و ترسل رجالا أشباحا ليختطفوك بهدوء، لن ترى الشمس و لا القمر بعدها، كن مطمئنا!
كنا نسمع قصصا كثيرة عن تواجد عصابات شريرة تسيطر على الحواسيب، عن طريق الإنترنت. إنهم يستطيعون التحكم في حاسبك عن بعد بدون لفت انتباهك! و قادرون أن يغيروا معادلات الكهرباء داخله فيشتعل نارا و سيحترق البيت!!
كما و لا يجب حفظ الصور في الحاسب، هناك أشخاص متجسسون عليك و سيأخذون صور العائلة ثم يدمجوها بأفلام سيئة و ترمى تحت الأبواب!! يجب أن نكون حذرين جدا لدرجة الوسواس القهري..
و لا ننسى، بيل غيتس يهودي، ياهو شركة يهودية و كذلك هوتميل! أما كوكل فلحد ذاتها كلمة يهودية تعني "لا للإسلام" بلغة قديمة!! لا تستخدموا هذه المواقع إلا للضرورة القصوى ف"الضرورات تبيح المحظورات"، ثم ابتعدوا..
يا ما خرافات و خزعبلات سمعنا :) الحمد لله أن أهل البيت لم يأبهوا لهذا الكلام يوما.
ترى صاحبها ينطق بكل ثقة و إصرار، ينصحك بكل مشاعره كأنه تعرض لهجوم من الFBI بسبب تصفحه لموقع ما، كأنه رآى هوتميل بأم عينيه تتبرع لإسرائيل، كأن ابنه اختطف لشبهته بالنت!!
النتيجة؟ تخلف الكثير منا عن ركب التقدم و الحضارة، ما أكثر من ابتلع النصيحة و استقرت في بطنه دهورا..
تجد الجميع يحاول إبراز الجانب السلبي في أي شيء ثوري و مفيد، فبمجرد ما يعرف العالم ابتكارا ما يخرج علينا أصحاب الحسنات محذرين و منفرين: إياك ثم إياك! و الويل لمن خالف الجماعة.. نفرغ المستجدات من مضمونها و نجردها من أي استفادة، و لا ندخر جهدا في تكرار حكاية مؤامرة العالم علينا بوسائله المستحدثة و حيله المنمقة، إنهم ماكرون!
مرت سنون و أصبح الإنترنت واقعا معاشا.. لكن أي أنترنت؟
لنقم بجولة في الشارع و نسأل العامة: ماذا يمثل لك الإنترنت؟
- إنه وسيلة للتعارف و الدردشة :)
- أتحدث به مع أفراد عائلتي المقيمين بالخارج
- أحمل الموسيقى و الأفلام الجديدة، و أشاهد Youtube..
- أشاهد صورا جنسية (هذه سينكرها الجميع بالطبع!)
- أستمتع بجديد الألعاب و قد أنجز بحثا طلبته الأستاذة بسرعة..
- Skyblog, Facebook, MySpace...
- و هلم جرا..
الإنترنت وسيلة ترفيه و تضييع للوقت، بامتياز!
لنستطلع آراء الضفة الأخرى، فقط من باب الفضول: ماذا يمثل لك الأنترنت؟
- أدفع به فواتير الماء و الكهرباء، و أطلع على جديد سوق الإتصالات
- أرسل الأموال و أستلمها بسهولة، و بدون مغادرة شقتي!
- لقد اشتريت سريري الأخير عبر الإنترنت، و كذلك معطفي و حذائي و نظارتي أيضا :)
- على الأقل أدفع به غرامات الشرطة المرورية، يتكرر أن أوقف سيارتي في غير مكانها..
- غدا سيقفل الطريق السيار بسبب الأمطار، سأتأكد من موقع النشرة الجوية و كذلك مصلحة الطرق..
- الإنترنت؟ إنه مصدر رزقي!!
- إلخ...
ملاحظة: سبب كتابتي لهذه التدوينة هو لقائي بشخص يقول إن "كوكل" كلمة قديمة تعني "لا للإسلام" و بكل ثقة! نحن في 2009 و لا تستحي من كلامك؟ بردت من أعصابي ثم كتبت هذا الموضوع..
للأسف جميع الاختراعات الحديثة من أجهزة رقمية وجوالات وأنترنيت ... تستخدمها شعوبنا في شقها السلبي فقط. ومايزيد الطين بلة ان الدول العربية لاتخصص اي ميزاينة لتوفير مواقع عربية قادرة على تأطير مجتمعاتها، حتى المواقع الحكومية تفتقر الى أدنى المواصفات ..لنا مثلا ان نقارن بين مواقع وزارات التعليم في الدول العربية والدول الاجنبية حتى نصاب بالإحباط .
ردحذفاما عن نظرية المؤامرة فهذه النظرية للأسف مترسخة في عقول الكثير منا وهي النظرية الاكثر شيوعا وتكرارا ليس فقط اتجاه العالم الغربي وانما ايضا في يومياتنا.
أيها الكبير، هكذا يكون الإنترنت، و مبروك القالب الجديد. أعجبني كثيرا :)
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفلي ملاحظة أخي العزيز ..
ردحذف"الحمد لله أن أهل البيت لم يأبهوا لهذا الكلام يوما"
+
"أشاهد صورا جنسية (هذه سينكرها الجميع بالطبع!)"
=
؟؟؟؟؟؟؟
---------------------------------------------
الم تسمع بـ (وإذا بليتم فاستتروا) أو بقوله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم)
==============================================
قلتها من باب النصيحة واعتبره عتاب اخ صديق شاهد ما لم يكن يتوقعه من شخصية راقية تظهر في كتاباتك السابقة، سأحذف دري هذا بعد أن تقرأه وتفهم ما كنت اقصده
==============================================
الانترنت .. أعتقد جازماً أن لهذا الكلام سبب .. لا أنكر اني سمعته، لكن ليس من ذوي لكن من اصدقائي ولكن هذا لم يردعني يوماً عن الانترنت. فأهدافي واضحة وجهازي خالي من اي شي شخصي. لكن يظهر هنا ان التسويق بهذه الطريقة فعال جداً.
تقبل مروري اخي العزيز
ههههههه قووقل تعني لا للإسلام ههه هذي نكته جديدة ، ذكرتني بشعار كوكاكولا لما كانو يقولون انه لامحمدلاالله.
ردحذفصحيح، في عالما العربي لدينا حساسية من كل جديد، تشن حرب ضد اي شيء جديد ثم بعد فترة تجده شيء طبيعي والعالم كلها تستخدمه.
شكرا محمد
--الأخ العزيز المشتاق،
ردحذفبداية، أشكرك على نصيحتك و عدم بخلك علي بالتوجيه، و إليك قولي أخي:
- مصطلح "أهل البيت" أقصد به أهل بيتي، أي أبي و أمي و أسرتي الصغيرة، المحيطين بي! هذا اللفظ دارج في ثقافتنا المحلية. و بعيد عن أي تصور ديني.
- أنا مغربي + مسلم! مذهب المغاربة لا جدال عليه..
- لم أقل إنني أنا أشاهد صورا جنسية، بل كان جوابا محتملا لسؤال "ماذا يمثل لك الإنترنت؟" ضمن قائمة من الأجوبة. هذا الكلام ليس تلفيقا مني بقدر ما هو حقائق معروفة و ينكرها الجميع (راجع قائمة أكثر المواقع تصفحا للوطن، و ستجد مواقع جنسية في رتب متقدمة جدا).
أخي المشتاق، سبق و أن أنجزت شخصيا بحثا جامعيا بعنوان "عم يبحث الناس في الإنترنت؟"، و عرضت إحصائيات موثوقة تؤكد أن نسبة كبيرة جدا تبحث عن الجنس و ما جاوره! (لو أردت سأفصل أكثر).
بخصوص ذكرك لاقتباس من الموروث الإسلامي: "و إذا بليتم فاستتروا"، رغم أنني لا أعلم تفسير أهل الإختصاص فأعتقد أن "الستر" يشمل ما بين العبد و ربه، و يستتر العبد من إخوانه المسلمين حتى لا يشيع المنكر و يصبح هوانا على الناس و مستساغا..
لكن! إذا تجاوز الأمر مداه فيجب الحديث عن الأمر بصراحة و إيجاد حلول له، الصمت لا ينفع هنا بقدر ما ينفع إبراز الحقائق و مقارنتها مع السلوك الأقوم (أبرزت ما نفعل -النون عائدة على المجتمع، و ليس علي-، و ما يفعلون هم -أي العالم المتقدم- في مقارنة بسيطة، لتظهر الحقيقة مقابلة السلوك الأصح -أي الإستغلال الأمثل للإنترنت). إن لم نفعل هذا فأين هو الحل؟
"من رآى منكرا فليغيره.."، أعتقد أن هذا الحديث مر عليك، ألا يدخل في سياق الموضوع؟
كثيرة هي المشاكل و الأزمات التي يعاني منها مجتمعنا الإسلامي، و ليس من مصلحتنا تجنب الحديث عنها و "سترها" بقدر ما يتوجب إظهارها و تعريتها، درس جوانب الصحة و الخطأ فيها و كذلك توجيه العامة إلى السلوك الأقوم كل حسب مقدرته..
على أي، بحثت عن بريدك في مدونتك فلم أجده، أردت توضيح بعض الأمور لك، لكن لا بأس.
(عذرا لبقية التعليقات، لي عودة مساء بعد نهاية الحصص الجامعية).
أجل سمعت كهذه الأمور كثيراً ، لفترة طويلة وربما لا يزال البعض عندنا يؤمن ويصرّح ويتبجح أيضاً أنه لن يتزوج فتاة تدخل انترنت (!!)
ردحذفأحياناً لا أملك إلا أن أضحك !
الجمد لله فاانا لم يسبق لي ان سمعت هدا الكلام من احد افراد عائلتي لان ابي مجرد جندي امي اما اخي الاكبر فكان يتابع كراسته في شعبة علةم الحاسب ولم يقل لي ابدا شيئا من هدا القبيل لانه يعرف ان دلك مجرد خزعبلات
ردحذفهههههههههههه
شكراااااااااا اخبي محمد
عش رجبًا ترى عجبًا!
ردحذفقبلها قالو: الكهرباء من عمل الشيطان..
وبكرة وللأبد.. نفس الاسطوانة حتتكرر مع تغيّر المسميات..
اخي محمد اشكر لك ردك الراقي .. وبرأيي انتهى النقاش وعرفت رقيك واعتذر سوء الظن بك ..
ردحذفكل ما كان في الموضوع هو فراستي بكم مسبقاً بأنك شخص قويم .. استأت من اللفظ الحرفي "أشاهد ... " وابديت استيائي ليس الا ..
مرة اخرى اعذرني اخي الكريم
تقبل تحيتي ومروري
--الأخ أزهار قلبي، هذا إن كان لوزاراتنا مواقع تستحق هاته التسمية!
ردحذفهي البوابات الرسمية للدولة عبر النت مفزعة و لا تمثل الوطن، فما بالك بالبقية :)
--الأخ عوني، شكرا، من القلب.
--الأخ حمد الشايع، مازال هناك من يكرر: كوكاكولا هي "لا محمد لا مكة"، و من يكررها تجد الكولا على مائدته كل عشاء!!
--الأخت نورة، دخول الإنترنت عيب كبير ههههه، غفر الله لهم..
--الأخ عزيز، الأخ أدرى بسر المهنة كما يقال، و تحية تقدير للأب المدافع عن الوطن، شرف الأمة.
--الأخت نجاة، ذكرتني بأحد السفراء الذي زار بلاد العجم قبل وصول الكهرباء إلينا، فكان أن ذكر هذا الشيطان كثيرا في رسائله، لدرجة أنه كاد يجن هههه.
--الأخ مشتاق، حصل خير :) و أنا سعيد جدا باهتمامك و بطرحك لرأيك، فسواء كنت مصيبا أو على خطأ يبقى الأهم أن نتناقش و نتبادل الأفكار..
أنا وأنت نستطيع تغيير الصورة السيئة من استخدام الانترنت ..
ردحذفمع أني اعاني قليلا من محاولة تغيير تلك المفاهيم ..
لكننا بعد 5 سنوات سنجد العالم تغيرت نظرته للافضل بإذن الله ..