24 مايو 2010

ثرثرة عن الأسماك

عالم ما تحت سطح الماء، عالم خفيّ غريب عن بني البشر..

قد يختلف المقام لو أضفت حوض أسماك إلى زاوية من زوايا بيتك!

تربية أسماك الزينة هواية مختلفة اختلافا جذريا عن تربية بقية الكائنات الأليفة، فلكي تنجح في تربية الأرانب مثلا، نجاحا لا بأس به، لست بحاجة إلى رصيد معلوماتي وعلمي كبير على خلاف هواية أسماك الزينة: مزيج من البيولوجيا (تكاثر الأسماك..) والكيمياء (صلابة الماء، حموضته، تركيز الغازات الذائبة به...)، كذلك إلمام بالتربة والنباتات والكائنات الدقيقة.. عالم آخر بحد ذاته!

ربما هذا ما يجعل الكثير يفشل في هاته الهواية؛ أخطاء تبدو بسيطة واعتباطية لكنها قاتلة بالنسبة للأسماك. على أي: الحكاية ليست صعبة؛ كل شيء متوفر على النت وما عليك إلا الإستعانة بGoogle!

بداية، أود الإشارة إلى أن مصطلح "أسماك الزينة" لا يمثل الهواية كما يجب، ذلك أنها لا تقتصر على الأسماك فقط بل تطالها نحو كائنات أخرى (كالقريدس = الجمبري = الروبيان، الحلزون، السلاحف، النباتات الخضراء المائية..)، لذا فالمصطلح الفرنسي أكثر دقّة هنا: Aquariophilie، ويقابلها بالعربية: هواية الأوساط المائية (هذه ترجمتي فقط، لا يعتمدها أحد حسب علمي بالمناسبة).
كذلك فهذا المجال فقير عربيا لدرجة كبيرة، بل أجزاء منه لم تعرّب بعد أصلا، لذلك فمعظم الهواة يستعملون الأسماء الإنكليزية في الشرق الأوسط، الفرنسية في شمال المغرب العربي. وسأعرضها هنا بالأسماء التي أجدها أقرب للصواب وإن كانت معروفة بأسماء أخرى.

بم أبدأ؟
الأفضل أن أعرض مجموعة من الأسماك، ومع كل سمكة معلومة ما، حتى لا أصيبكم بالنوم العميق ^_^

السمكة المقاتلة: اسمها العلمي Betta splendens، سمكة مثيرة! هذه صورة لها من ويكيبيديا:


ما يميّز هذه السمكة أنها لا تحتاج لحجم كبير، كوسط عيش: يكفيها قاروة ما أو حتى كأس كبير، نعم! لذلك يضعها البعض في أحواض صغيرة جدا، الميزة الثانية لهذه السمكة هي شراستها الكبيرة: لا يمكن لذكرين أن يتشاركا نفس المكان! لذلك سمّيت بالسمكة المقاتلة..

طريقة تكاثر السمكة المقاتلة غير مألوفة، وبالمناسبة فيمكن للهواة رؤية كل التفاصيل بالعين المجرّدة إن كانوا فضوليين مثلي ^_^: يؤدي الذكر العديد من الرقصات الجميلة بزعانفه الكبيرة تلك، وحينما تقع المحبوبة في شباكه يأخذها لعشّ فقاعيّ جهّزه مسبقا، بعد أن تبيض الأنثى يأخذ الذكر البيض ويرتّبه داخل العشّ.. ثم يصبح شرسا بطريقة فجائية: يبدأ في مطاردة الأنثى (زوجته قبل قليل!) ويجب أن تخلي المكان (على الهاوي أن ينقلها لحوض آخر) وإلا فسيقتلها عدوّها، أقصد زوجها!
يعود الذكر لعشه ليحرسه، ويتفانى في العناية بالبيض لدرجة كبيرة (ومرهقة) إلى أن يفقس، وهنا تبدأ المشكلة الثانية: الصغار يحتاجون للأكسجين (على شكل غازي وليس مذاب في الماء كبقية الأسماك)، فيقوم الذكر برفع الصغار غير القادرين على السباحة إلى سطح الماء كل مرة، وبما أنهم لا يستطيعون السباحة بعد فعليه رفعهم لسطح الماء مجددا كلما فقدوا توازنهم وجذبتهم الجاذبية للأسفل..
في الجهة الأخرى فأم الصغار تنعم بالراحة والسباحة، يا سلام على الأمومة!

السمكة المقاتلة مختلفة عن بقية الأسماك، فزيولوجيا (ما معنى فزيولوجيا هذه؟ هو علم الوظائف الحيوية، مثل الكبد المعدة الجهاز العصبي وهلم جرا). على سبيل المثال: تأخذ هذه السمكة حاجتها من الأكسجين من الهواء مباشرة، مما يجبرها على البقاء قريبة من السطح، ويجعل نمو الصغار معقّدا في مرحلة معينة.

نسيت شيئا: بالإضافة إلى أنها سمكة مقاتلة فهي تتمتع بإبصار قوي: ذات يوم رأيتها تقفز خارج الحوض لتمسك بذبابة طائرة وتعود سالمة غانمة! من يصدّق؟ حصل هذا في ظرف ثانية أو ثانيتين.. ولم أر هذا المشهد مرّة أخرى.

هناك الكثير لقوله عن هذه السمكة، لننتقل لسمكة أخرى:

السمكة الذهبية: اسمها العلمي هو Carassius auratus auratus، إحدى أشهر أسماك الزينة بل أشهرها على الإطلاق، وتندرج تحتها الكثير من الأصناف، هذه صورة لها من ويكيبيديا:



رغم أن اسمها السمكة الذهبية فهي متوفرة بكل الألوان، كما أن اللون الذهبي (المحمرّ) ليس لونها الأصلي بل الأخضر الزيتي..
تستحمل برودة المياه، لذلك يمكن تربيتها في أحواض خارجية أو في البرك، تنمو لحجم كبير (15 سنتمر وأكثر). سمكة مسالمة لعوب نشيطة ذات مناعة قوية وهلم جرا مما يؤهّلها لأن تكون سمكة المبتدئين، وهي كذلك!

بخصوص إكثارها فهو متقدم نوعا ما بحكم صعوبة التفريق بين الجنسين والمتطلبات الخاصة لنجاح العملية (تغير درجة حموضة المياه أثناء تخصيب البيض...). لكن في المقابل فعدد الصغار كبير: مئات البيوض التي تصبح أسماكا في كل عملية تكاثر.

كانت لي ذكرى مع إكثار السمكة الذهبية أوّل مرة: نجحت في الحصول على عدد كبير من الصغار من أول عملية إكثار ناجحة لزوج من فصيلة Comète، عزلت السمكات الصغيرة (طولها حوالي ملمتر واحد) ووضعتها في سطل بلاستيكي بالشرفة مؤقتا، سويعة أعود فأجد أحدهم أفرغ كل السطل في المجارير لأنه اعتقدها يرقات بعوض وليس سمكات صغيرة! ثم وكأن الأبوان علما بالمصير المحزن الذي آل إليه صغارهم فوجدتهما ميتان في الصباح..

لننهي هذه التراجيديا وننتقل لنوع آخر:

السمكة الولود: هذه الترجمة خطرت في بالي اللحظة ^_^ اسمها الأصلي هو Guppy، اسم العالم الذي اكتشفها (الإسم العلمي: Poecilia reticulata)، لكن بما أنها سمكة ولود فتسمى بMillion fish لدى الهواة الإنكليز، أي السمكة المليونية، بينما نحن العرب اختصرنا الحكاية فسمّيناها "جيوبي"، تسمية أكرهها وكل واحد كيف ينطقها.. ما رأيكم في "السمكة الولود"؟ تعريب موفٌّق أم نتركها "جيوبي، جوبي، كيبي، كوبي" وزد من عندك!
هذه صورة لها (طبعا هناك مئات الألوان والأشكال المختلفة عن الصورة):



على أي، عودة للموضوع: من الأسماك الشهيرة بين الهواة، في المرتبة الثانية بعد السمكة الذهبية.  هذا عائد إلى سهولة تكاثرها ومناعتها القوية.

أعرضها هنا لأنها سمكة مختلفة عن السمكة المقاتلة والذهبية؛ كلتاهما تضعان بيضا في حين سمكتنا الولود هاته تضع صغارا مباشرة! حسنا، المعروف أن جميع الأسماك تبيض، تماما مثل الطيور، لكن هناك استثناءات: ما يحصل أن الأنثى تحتفظ ببيضها داخل جسمها إلى أن يفقس، ويخرج الصغار كأن أمّهم أنجبتهم بينما أمضوا مرحلة حضانة البيض داخل بطنها.. تسمى هذه الظاهرة Ovoviviparity، أما الترجمة العربية فلم تخلق بعد، شيء مثل "الحضانة الداخلية للبيض" قد يكون مناسبا.

لكن في النهاية: بمجرّد خروج الصغار للحياة فلا أب ولا أم في الإنتظار للإحتفال، بل على السمكة أن تبدأ الكفاح والبحث عن الغذاء مباشرة. وإلا فستصبح وجبة شهية في نظر أبويها! نعم يمكن للأم أن تأكل صغارها في الساعة الأولى إن لم تجد ما تملأ به بطنها.. أحيانا لا يحدث هذا في بعض الدماء.

بالمناسبة فهذه أول سمكة أنجح في تفريخها، أظنني ثرثرت عن هذا الموضوع سابقا.. كانت أول سمكة ولا زلت أحتفظ بأحفاد أحفادها لحدّ اليوم، ذكرى يعني :P

ما السمكة التالية؟
السمكة المرقّطة: حسنا، هذه التسمية من بنات أفكاري! أما التسمية المعتمدة لدى الهواة فهي Ramirezi نسبة لمكتشفها، وأحيانا تختصر لRam. الإسم العلمي هو Mikrogeophagus ramirezi. بالمناسبة هل لاحظتم أن كلّ الأسماء العلمية بها حرف كبير واحد؟ الحرف الكبير يخصّص للأجناس والحرف الصغير يخصص للأنواع، مثلا فالسمكة هاته تنتمي لجنس الMikrogeophagus ونوع الramirezi، وغالبا ما تكون هناك أنواع أخرى تحت نفس الجنس، وأجناس أخرى تحت نفس الفصيلة وهكذا..
لذلك فحينما نكتب Ramirezi فالمقصود هو السمكة، أما ramirezi فنوع السمكة، اختلطت الأمور عليكم أليس كذلك؟ لنعد للسمكة والحمد لله كلّ الحروف العربية صغيرة ^_^

أمّا لماذا "السمكة المرقّطة" فبكل بساطة لأنها مرقّطة بنقط زرقاء (غالبا) تجذب الأنظار، أما Ramirezi فقد ولّى زمنه ولن يتّفق العرب على كتابة اسمه (راميرزي، رمروزي، رميروزاي...).

كلّ هذه الثرثرة ولم أضع صورة للسمكة هاته بعد؟ حسنا ها هي الصورة، من ويكيبيديا كما العادة:



سمكة مسالمة، إلا في موسم التزاوج! وعلى سيرة التزاوج فهي تختلف عمّا سبق ذكره من الأسماك: الأب وحده هو من يعتني بالصغار عند الأسماك المقاتلة، في حين الأبوان كلاهما يعتنيان بالصغار مع هذه السمكة، لكن بدون عشّ (تجويف خشبي أو سطحي على الأرضية، غالبا). يرعى الأبوان الصغار ولا يلتهمونهما كما تفعل السمكة الولود.. حينما يشعر الأبوان بخطر داهم يحصل أن يبتلعا الصغار داخل فمهما فيعتقد الهاوي أنهما أكلا صغارهما، لكن في الواقع هي حيلة لتغيير مكانهم فقط.

ماذا هناك أيضا؟ هي سمكة اجتماعية نوعا ما، سأوضّح حكاية "اجتماعية" هذه: بعض الأسماك عدائية ضدّ كل الأسماك (مثل الفهد، يا ويله هذا الغبي الذي يقترب منه!)، بعضها عدائي ضدّ من هو أدنى منه (مثل الضبع، عدائيّ ضد الثعلب ومسالم مع الأسد)، بعضها عدائي ضد الجميع حتى بني جنسه (تعرفون الأرملة السوداء؟ عنكبوت أنثى تلتهم زوجها بُعيد زفافهما، أحم أحم)، بعضها مسالم مع الجميع (مثل الأرانب :P)، بعضها يعيش في أسراب (مثل الذئاب)، بعضها يحتاج زعيما واحدا (مثل الدجاج، ديك واحد يكفي)، وهلم  جرا..
بدون "هلم جرا" هاته فسأمرّ على سيرة حديقة الحيوانات كلّها ^_^

هنا تبدأ المشاكل مع الهواة المبتدئين: يختار من متجر الأسماك مجموعة جميلة ولطيفة (الأصح تبدو لطيفة)، لكن سيفقد نصف المجموعة بعد أسبوع من إدخالهم للبيت، والسبب؟ أسماك من طبقات مختلفة ممّا يؤدي لمطاردة بعضها البعض..

الحلّ سهل طبعا: اسأل كوكل وستجد عنده الجواب اليقين.


السمكة المنظّفة: تسمية من بنات أفكاري مرّة أخرى! اسمها الدارج عربيا هو "الزبّال"، أي جامع القمامة، ألا يوجد مصطلح أفضل للتعبير عن جمع الأزبال؟ ثم إن هاته السمكة لا تجمع أزبالا بل تنظّف، وفرق بين الفعلين.

علي أي، ما حكاية التنظيف هاته؟ تتنقل السمكة وفمها ملتصق بالأرضية، الجدران، النباتات وما جاور، وبالتالي فحركتها شبيهة بحركة أداة مطّاطية لغسل الزجاج، بالإضافة إلى أنها تتغذّى على بقايا الطعام والطحالب، لذلك فهي تساهم بشكل إيجابي في تنظيف الحوض، مجّانا ^_^

اسمها العلمي هو: Pterygoplichthys gibbiceps، في الواقع هناك العديد من الأسماك الشبيهة ظاهريا بسمكتنا هاته لكن تندرج تحت تصنيفات علمية أخرى، هاته أشهرها. هذه صورة لها:


ليست جميلة؟
حسنا، هي تتكامل مع أرضية الحوض.
سمكة خجولة نوعا ما وقليلة الحركة، أو هكذا تبدو في البداية كونها لا تحب الأضواء. ذات نشاط ليلي، تذكّرني بالخفّاش ^_^
قبل سنوات كانت لديّ أوّل واحدة منها، أحضرتها صغيرة وبنيت لها كهفا في الحوض.. مرّت شهور وشهور لم أكن أرها (خجولة أكثر من اللازم) فصارت نسيا منسيّا، إلى أن جاء موعد صيانة الحوض لتفاجئني: صارت ضخمة جدا ومخيفة! بل أفزعتني وأنا أقول: ما هذا الشيء الموجود هناك؟

لننتقل للبقية:
السمكة الزجاجية: اسمها العلمي Kryptopterus minor، أما علاقتها بالزجاج فالصورة تغني عن ألف كلمة:



سمكة شفّافة، والصورة لا تظهرها على حقيقتها لأنها أكثر شفافية! يمكن رؤية كل هيكلها العظمي بل وأمعائها والطعام يسري فيه، سمكة فريدة في بنيتها..
ذات يوم حصلت على مجموعة منها لتختفي في الغد ولم أرها من يومها ذاك: أصارت شفافة أكثر من اللازم أم رحمها الله أم ماذا؟ المهم اختفت! خذوا حذركم معها فهي شفّافة أكثر من اللازم :P
تعيش في أسراب، وتكاثرها معقّد في الأسر: قليلون جدا من نجحوا في ذلك، من الهواة.
هنا قد يقول أحدكم: ومن أين تأتي هاته الأسماك إن كان تكاثرها معقّدا؟ الذي يحصل أن كبار التجار يستوردون كميات كبيرة منها، من بيئتها الأصلية، أو يتم إكثارها في مسابح كبيرة مخصصة لهذا الغرض، بشكل مماثل للطبيعة.
أما التكاثر في الأسر، لدى الهواة، فهو أن يتم داخل أحواض صغيرة مع توثيق (أي معرفة) بكافة تفاصيل العملية، وإمكانية التدخّل فيها.
وبالمناسبة، فالكثير من الأسماك يجهل العلماء كيفية تكاثرها بالضبط فيتركون الأمور على طبيعتها محاولين دراستها على خطوات تدريجية. وكل فترة يتعرّفون على طريقة تكاثر نوع ما. فعلى سبيل المثال سمكة التونة الشهيرة لم يتعرّف العلماء على طريقة تكاثرها إلّا قبل أشهر، حسب ما قرأت في مجلّة علمية متخصّصة، وبالكاد تمت تجربة الإكثار في الأسر مرّة واحدة.

كذلك الأمر مع الطيور وسائر الحيوانات، بعضها يرفض التكاثر بالأسر وبعضها لا يبالي ما دام الطعام متوفّرا..

حسنا، تعبت الآن! (شكلي أتعب بسرعة كما يقول المشارقة :P)
أسماك الزينة، أو كما أسميها هواية الأوساط المائية، بحر كبير لا يمكن اختصاره في تدوينة واحدة، حاولت أن أعرّفكم على بعض الأنواع المختلفة عن بعضها البعض في سلوكها، من أجل تكوين تصوّر شامل متنوع. لم أتطرق للجانب الكيميائي في الموضوع (النيترات، النيتريت، CO2..)، ربما مستقبلا.. ولم أتطرق للنباتات الطبيعية رغم أنها جانب مهم، هناك أيضا الكثير لقوله بخصوص الأوساط المائية المخصّصة مثل الأحواض الأمازونية، الأحواض الإفريقية للسّكليد..

ألم أقل إنه بحر كبير؟
ثم، من منكم يربّي سمكة ما؟





19 مايو 2010

قليل من الأخضر لا يضرّ!

لم يتجاهل الكثير إضافة اللون الأخضر لبيوتهم؟ لست أدري..

أقصد الأخضر الطبيعي، الأخضر البيولوجي: النباتات الطبيعية!
ممّا لا يخفى على أحد حبّ العين وراحتها للون الأخضر بتدرّجاته، لكن طغى الآجر والإسمنت على محيطنا حتى افتقدنا الأخضر، وكان الحل: النباتات البلاستيكية! من هذا الذي اخترعها فجعلها بديلا للنباتات الخضراء، توضع في مزهريات وأصص؟

الحلّ هو تعويض النباتات البلاستيكية الميتة بأخرى طبيعية، وما أكثر الخيارات المتوفرة. هذه بعضها:

الكاردينيا: نبتة مزهرة جميلة، صينية الأصل، زهرتها بيضاء ذات رائحة فوّاحة للغاية. يمكن زراعتها في أصص داخل البيت، عليك بالسقي المتكرر.
هذه صورة لها التقطتها قبل قليل عبر كاميرا ويب تماما كبقية الصور، لذلك فهي غير واضحة كفاية:



آه نسيت: الإسم العلمي للزهرة هو Gardenia jasminoides. يعيبها إزهارها البطيء بصفة عامة (الزهرتين فوق ظهرتا كبرعم يوم 18 يناير ولم تتفتحا إلا البارحة، يا سلام على السرعة ^_^)، لكن طبعا يمكن تسريع الإزهار بطرق متقدمة أتركها لموضوع آخر.

الدهليا: نبتة معمّرة، بمعنى أنك تغرس جذورها (على شكل درنات في هذه الحالة) فتنمو النبتة وتزهر ثم تذبل، لكن اطمئن فستنمو مرّة أخرى في نفس الموعد، السنة القادمة!
أزرع نفس الدرنات منذ مدة، هذه السنة زرعتها يوم 31 مارس كما دوّنتها في تويتر يومها، اقترب موعد إزهارها كما تظهر الصورة التالية:


لم يحن موعد تفتح الزهور بعد، لكن البركة في حسابي بفليكر: هذه صورة من السنة الماضية لنفس النبتة:


يمكن زراعتها داخل الأصص أو في التربة مباشرة، على ألّا تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، تحتاج لريّ كثيف. للدهليا عشرات الأشكال والألوان لزهورها لكنها موحدة داخل النبتة الواحدة، بقيت الإشارة إلى انعدام الرائحة في هذه الزهور + إزهارها الكثيف.

أزاليا: تزهر بكثافة لكنها بدون رائحة، تحتاج للماء فوق المتوسط، يمكن زراعتها داخل أصص، موعد إزهارها اقترب على الإنتهاء، لكن لا زال هناك زهرتين منها لأجل مدوّنتي ^_^




أظنني رفعت صورا لها للموسم الماضي بفليكر، لكن لا أستطيع الوصول إلا لآخر 100 صورة رفعتها (..).

الرودوديندرون: ما هذا الإسم العجيب :P
تسمى أزاليا غالبا، لكن الرودوديندرون هو اسمها العلمي: Rhododendron أما الأزاليا فهي فصيلة منها فقط.. هي مثل النباتات السابقة: يمكن زراعتها داخل أصص داخل البيت، تحتاج لريّ كثيف (ليس لدرجة الإغراق)، ما يميّزها أنها تزهر بكثافة وزهورها تدوم لأشهر.
إزهارها انتهى! لكن البركة في فليكر مرة أخرى؛ هذه صورة لبداية إزهارها هذا الموسم، في مكتبي:


بعدها بأسابيع فالزهور البيضاء تلك تغزو كل النبتة، لكن كبقية النباتات يجب ألا تمسّ الزهور بالماء، من أجل إزهار طويل.
نسيت مرة أخرى: هذا الإسم العلمي Rhododendron simsii. أذكر هذه الأسماء العلمية لأنها المرجع لمن أراد البحث عنها، والوصول للتسمية المحلية المعتمدة في كل دولة.

وبمناسبة تصويري للزهور قبل قليل، كان هناك من يراقبني!
لا بأس لو منحته فرصة لتتعرّفوا عليه (أو عليها، فهي أنثى):



جيّد أنها لم تلتهم كاميرا الويب، وإلّا لما أكملت التدوينة هاته :P (تحدثت عنها يوما؟ ذاكرتي ضعيفة!)
عودة لنباتات الزينة:

الأقحوان: أظنها معروفة لدى الجميع؟
على أي، نبتة معمرة، تزهر بكثافة، لا ينصح بزراعتها في أصص أو داخل البيت.
هذه صورة للأقحوان في بداية إزهاره، زرعتها يوم 2 فبراير وأول طلائع الإزهار كان قبل أسبوعين، ستزهر بكثافة بعد شهر:


الغرنوقي: يستحمل درجات الحرارة المرتفعة، إزهاره بدون رائحة لكنه يدوم لمدة طويلة (غالبا ما تستخدم كنبتة زينة في الطرقات)، من الأفضل ألّا يغرس فرديا بل على تنسيق معين (خطوط، دوائر..)

هذه صورة لزهرته، الأحمر والأبيض هو الموجود لديّ:



الورد: هذا بدوره مشهور ومعروف، منه مئات الألوان والأشكال، هذا ما أزهر اليوم:


أذكّر أن الورد من النباتات المعمرة التي تزهر كل موسم (أي كل سنة)، الورد ذو الحجم الكبير مثل الصورة فوق يكون بدون رائحة غالبا، ولا يخصّص للتسويق كون الأزهار متقاربة جدا، باختصار: هناك الكثير من الأصناف في الورد، عالم بحد ذاته!

كلاديولوس: Gladiolus نبتة بصلية (أي تزرع بصلتها في التربة ثم تنبت، ويمكن استخدام نفس البصلات لعدة مواسم)، زهورها متجمعة على شكل عناقيد عمودية، الزهرة متوفرة بشكل كثيف لدى بائعي الورود (الزهرة فقط وليس النبتة كاملة).
لم ألتقط صورا! بكل بساطة لأن موعد إزهارها لم يحن بعد ^_^
هذه صورة لها من ويكيبيديا:

ما يعيبها أن إزهارها قصير جدا في الحالة الطبيعية (أسبوع واحد في السنة)، لمن أراد الإستمتاع بها لوقت أطول فعليه قطع الزهرة قبيل تفتّحها والإحتفاظ بها داخل مزهرية.

التوليب: معشوقة الهولنديين ^_^
زهرة تركية جميلة، منها عشرات الأصناف والألوان، وكحال سابقتها فهي نبتة بصلية، لكن إزهارها يدوم لمدة أطول.
بخصوص النباتات العشبية البصلية فهي تزهر مرة واحدة في السنة، غالبا. لذلك إذا أردت الحصول على 10 زهور توليب فعليك زراعة 10 بصلات (أو بصيلات) وهكذا.
لن أحصل على زهور التوليب هذه السنة لأن كل التوليب الذي عندي طاله التعفّن، ولم تنج إلا ثلاث أو أربع، لم تزهر بعد.
هذه صورة من ويكيبيديا، واضح لماذا يعشقها الهولنديون حتى سبّبت لهم أزمة اقتصادية سابقا، حينما انشغلوا بزراعتها وتركوا أشغالهم:


 بروميليا: من النباتات الإستوائية غير الإعتيادية؛ تزهر مرة واحدة وإزهارها يدوم لمدة طويلة، كما أنها تمتص غذاءها من نهاية أوراقها وليس من جذورها كما هو معتاد..
تحتاج لريّ كثيف جدا على الأوراق، هذه المعلومة يطبّقها الهواة بشكل خاطئ فتتسبب في تعفن النبتة سريعا، وبالتالي موتها. الطريقة المثلى للعناية بالبروميليا هي ملء وعائها الأوسط بالماء دوريا، وتسقى التربة مرة كل أسبوعين.

هذه صورة لها، التقطتها نهاية السنة الماضية ولا زال الشمراخ أحمرا لحد الآن (مرت تقريبا 6 أشهر):


هي فعلا ذات إزهار طويل! ونمو سلحفاتي بطيء: هناك ساق زهرة بدأ ينمو مؤخرا، أظنه لن يزهر إلا بعد نصف سنة على الأقل..

هذه عشرة أزهار، أستمر أم يكفي؟
كلّ المجموعة فوق لا تتطلب عناية كبيرة: فقط ضعها في المكان المناسب واسقها من حين لآخر، حسب حاجتها. وتمتع بزهور جميلة ورائحة فوّاحة، على الأقل ننسى ثاني أكسيد الكربون الذي أغرقتنا به السيارات..

أما الزهور التي تتطلب عناية متقدمة فلا أنصح بها كبداية، لذلك لم أذكرها في هذه التدوينة، ربما مستقبلا ^_^
أذكر منها: سيمبيديوم Cymbidium، فالينوبسيس Phalaenopsis، الأوركيد بصفة عامة Orchid، بعض أنواع البروميليا مثل الجوزمانيا Guzmania، الأنثاريوم Anthurium، نيفانتيس Nepenthes، السباثيفيلوم Spathiphyllum إلخ.

طبعا العناية المتقدمة لا تعني القيام بأمور خارقة، فقط قد تحتاج هاته النباتات لعناية مختلفة عن المعتاد. نيفانتيس تحتاج لرطوبة عالية، الأوركيد لتربة خشبية خاصة، السباثيفيلوم لتربة مبلّلة بشكل مستمر، وهكذا.

الآن، وبعد كل هذه الثرثرة، سيأتي أحدهم ويقول:
  • أعيش وسط الصحراء، لا ماء ولا رطوبة ولا برودة!
  • شقتي صغيرة، بالكاد أجد مكانا لنفسي!
  • لا وقت لديّ للعناية بشيء ما، صدّقني!
  • معظم النباتات التي ذكرت غالية الثمن!
  • لديّ طفل صغير، أو حيوان أليف قد يتضرر من هاته النباتات!
  • ...
أوه مشكلة! ما العمل مع هذه الحالة؟

حسنا، جهّز المقادير التالية: كأس ماء + ملعقة + كمية صغيرة من التربة (خذها من غابة، أصيص قديم...) + ورقة A4 حتى لا تحوّل البيت كلّه لتربة ^_^


ليست مقادير صعبة على أي حال!

عليك الآن بالصبّار لتحصل على ما يلي:


 


الصبّار، هذا أضعف الإيمان! وهذه فوائده:
  • يستحمل كل الأجواء، بما فيها صحراء الربع الخالي ^_^
  • لا يحتاج لسقي مستمر.
  • يحمي نفسه بنفسه؛ كمية شوك كبيرة محاطة به.
  • صغير الحجم (منه ما هو ضخم طبعا).
  • متوفر في عدة أشكال وألوان وأحجام.
  • نبتة معمّرة، ازرعها يوم زفافك ليراها أحفادك :P
  • الكثير من أصنافه في المتناول، أقل من دولارين أو ثلاثة.
  • ضعها قرب حاسبك مثلا، أو فوق مكتبك..
  • ماذا تريد بعد هذا؟ يكفي!
 لكن في الجهة الأخرى فالصبّار لا يزهر كثيرا، كانت لديّ صبّارة أزهرت لمرّة واحدة خلال عشر سنوات! وهذه الموجودة في الكأس ذاك تزهر مرّة واحدة كل سنة، لأيّام معدودة فقط! اسمها مامياريا كومباكتيكوليس Mammillaria compacticaulis. من حسن الصّدف أن إزهارها تصادف مع هذه التدوينة ^_^

هيا، لقد تعبت الآن، لكن لا تنسوا: الصبّار أضعف الإيمان!

تحديث: وجدت في فليكر صورة التقطتها قبل سنة، لمجموعة من البذور:


في أقصى اليمين هناك بصلة التوليب البنفسجي، تحتها بصلة التوليب الوردي، تحتها بصلة الكلاديولوس، البصلة الأخيرة هي بصلة الليلي. البقية هي بذور نباتات لم أذكرها في هذه التدوينة، مستقبلا إن راقت لكم هذه المواضيع، إن شاء الله ^_^




18 مايو 2010

أكرهك يا جامعة

ملاحظة: هذه تدوينة متشائمة، أنفّس بها عن غضبي.. يمكنك تجاوزها وقراءة شيء آخر..
-----

أكره أساتذتك..
  • يلزموننا بالحضور في الموعد المحدّد، وينسون أنفسهم.
  • يسجّلون الحضور وكأننا طلّاب قاصرون، لا نعرف مصلحتنا..
  • يصحّحون الدفاتر! مهزلة بل أم المهازل..
  • يكرّرون نفس الإمتحان كل سنة، منذ عشرات السنين.
  • لم يقوموا بأي بحث علمي منذ وطئت أقدامهم مدرجات الكلية.
  • يتعالون على الطلّاب، ونسوا أنفسهم أيّام شبابهم.
  • لا يكلّفون أنفسهم عناء الشرح، يكفي النقر على زر الفأرة لتمرير صفحات العرض، وكفى!
  • يخصّصون حصصا إضافية مقابل مبالغ مالية!
  • يغيبون دون سابق إنذار.
  • لا يحترمون الجدول المسطّر من قبل الإدارة.
  • يكرّرون نفس التمارين كلّ سنة، منذ 30 سنة! (ألا يملّون؟)
  • يختصرون الحصص التطبيقية في حصة واحدة.
  • ينهرون الطلاب ثقيلو الفهم.
  • يثرثرون عن الإصلاح الجامعي؛ ثرثرة فقط، أما التطبيق فمصطلح لا يفقهونه.
  • يمنعون الطلّاب من الغش، ونسوا أنهم أكبر غشّاشي التاريخ!
  • يعتمدون على سلّم تنقيط عجيب: لا أحد يعرفه بالضبط.
  • يحابون الآباء: ذاك طالب أبوه صديقي فهو من الناجحين..
  • يغيبون أسابيع عددا، ويتركون شهادة طبية في رفّ مكاتبهم.
  • يعودون بعد العطلة السعيدة، أقصد الإجازة المرضية، ليبدؤوا ماراثون الحصص المكدّسة كل يوم!
  • يستولون على موارد الجامعة: لا بأس لو أخذ أقلام سبّورة القسم لتلوّن بها ابنته في البيت، مثلا..
  • يحاسبون الطلّاب على ورقة رموها في أرضية القسم، ثم يرمون أوراق الإختبار من نافذة القسم!
  • يدّعون أن الحاسب مصاب بفيروس، ليذهب كل منّا لحال سبيله.
  • ...

أكره إدارييك:
  • يتأخرّون على بداية الدّوام كل يوم، طيلة السنة!
  • يغادرون قبل الدوام بساعة على الأقل، طيلة السنة!
  • يحدّدون موعدا لدخول مكاتبهم.
  • يتجاهلون صفّ الطلاب الذين ينتظرون جلالته من الصباح، المسكين يلعب السوليتير ولم يربح بعد!
  • يثرثرون في السياسة، الإقتصاد، الإعلام، الفن وكل ما يخطر ببالك، ثم يقولون: نحن مشغولون!
  • يؤخرون طبع ورقة تحتاجها لأسبوع، تعود بعد أسبوع ليطلبوا منك العودة في الأسبوع المقبل؛ لم يحن الدور على ورقتك بعد..
  • يتناولون الحلويات، يشربون كؤوس الشاي والقهوى ثم يغادرون؛ كانوا في اجتماع!
  • يعلنون عن إنطلاق أشغال بناء قسم جديد، سنة سنتين عشر سنين ولم ينته البناء بعد..
  • يرصدون ميزانيات ضخمة لتجديد الحواسيب، حواسيب مكاتبهم وليس حواسيب الطلاب طبعا.
  • يكشّرون في وجه الطالب فاقد السّند؛ الطالب الفقير القادم لطلب العلم..
  • يرسمون ابتسامة صفراء في وجه تلك الطالبة الفاتنة؛ عارية الساقين والبرد قارس (ألا تشعر بالبرد؟ عجبي!)
  • يقولون إنهم يسهرون من أجل مصلحة الطالب، يعرفون أننا نعرف أنهم لكاذبون!
  • يرأسون نوادي بدون أنشطة، يؤسسون جمعيات تحت غطاء قانون الكلّية..
  • يقدّمون خدماتهم خلف الشبّاك الحديدي، كأن الطلاب داء معدي بل وحش كاسر!
  • ينظّمون ندوة علمية واحدة في السنّة، أو شبه ندوة تحرّيا للدقّة، ثم يفتخرون بإنجازهم ذاك بقية السنة.
  • ...

أكره بنايتك..
  • مراحيض تأنف منها الكلاب..
  • للأساتذة دورات مياه مخصّصة لهم، وللطلاب ما دونها، المساواة على الطريقة الجامعية!
  • مصعد وحيد في كل مبنى الكلّية، لم أره يعمل ولا مرة واحدة..
  • نوافذ مكسّرة وزجاج مهمّش منذ بداية السنة، وستظل كذلك طوال السنة.
  • مختبرات خربة؛ لا تحمل من صفة المختبرات إلّا الإسم!
  • جدران متّسخة، وميزانية الصباغة لا أدري أين تصرف؟
  • مصابيح لا تنير، مصابيح مختفية، مصابيح مكسّرة، مصابيح متّسخة..
  • البارحة رأيت مصباحا عشّشت فيه الزنابير، جميل!
  • مسجد مخيف، تحت أرضي، يسع القليل..
  • انقطاع كهرباء متكرر، ولك تصوّر ما يحصل للحواسيب.
  • بوّابة دخول الحيّ الجامعي شبيهة لدرجة كبيرة ببوّابة السجن!
  • وعلى سيرة السجون فأنا أمر قربه في طريقي للكلية، كل يوم!
  • سلال أزبال تتكدّس وتتكدّس إلى أن تفيض، ولا أحد يفرغها.
  • جاء موعد الإفراغ، لكن أين؟ في الحديقة الخلفية للكلّية! وكفى الله العامل ذاك شر التنقّل لأقرب سطل نفايات عمومي..
  • مطاعم رديئة، متّسخة، ملوّثة بكل ما شئت، بعبارة أخرى: موسوعة فيروسات.
  • شقوق في الجدران، شقوق في الأسقف والحيطان، شقوق في الدرج والسلالم والأبواب والنوافذ.. باختصار: شقوق في كل البناية!
  • مقاعد مزعجة: تجلس عليها فتسمع قجّججّج! تحرّكها قجّججّج! تلمسها قجّججّج! تدعها وشأنها قجّججّج! مسكونة بالجن بلا شكّ.
  • ...

أكره الطريق إليك..
  • حافلات خربة، لا تلتزم بموعد الإنطلاق أبدا، فكان حتما ألّا تلتزم بموعد الوصول.
  • إن جلست فالكرسيّ معوجّ، متّسخ، مؤلم..
  • وإن وقفت فالجسد ملتصق بالجسد، وغالبا: كلّنا مكدّسون داخل الحافلة..
  • إن كان الصيف فدخولك للحافلة كدخولك للحمّام التقليدي، السونا على الطريقة التقليدية!
  • وإن كان شتاء فدخولك للحافلة كعدمه؛ مجبر أنت على فتح المظلّة، تمطر في الداخل أيضا!
  • إن ركبت الحافلة باكرا فستتأخّر، وإن ركبتها متأخرا فستتأخر! في كل الحالات ستصل متأخرا..
  • طريق محفرّة، يصلحونها منذ عرفتها ولم ينته الإصلاح بعد، ولن ينتهي يوما!
  • طريق معوجّة، يقوّمونها منذ عرفتها ولم تستقم بعد، متى استقام الظل والعود أعوج؟
  • طريق بدون مجارير، تمطر فتنبت البحيرات والشلالات على طول جنباتها..
  • تاكسيات متعجرفة توصلك للكلية، أحيانا أودّ لو أصنع كارثة بأحدهم!
  • صارت الطريق معشوشبة مزهرة ذات يوم؛ مرّ الملك من هناك ليدشّن مشروعا ما، ثم جفّت كل النباتات في الغد، رهيب!
  • ...

أكرهك يا جامعة، أنت وبنايتك وأساتذتك وكثير من طلبتك وإداريوك وجدرانك ونقلك وأعشابك ومقرّرك وشواهدك وكل ما يرتبط بك!

أكره اليوم الذي سجّلت نفسي هناك!

أودّ لو...




05 مايو 2010

أجنحة المغرب، ما أروعك!

أجنحة المغرب، شعار شركة الخطوط الملكية المغربية. شركة رائعة للغاية! هذه أدلّتي:
  • سعد كان قادما من كندا للمغرب، حلّت الطائرة بمطار طنجة في التوقيت المحدّد. لكن الفرحة لم تكتمل: حقيبته اختفت! معقول؟ أين هي؟ بعد الكثير من الشد والجذب والكثير من المراجعات، توصّل عباقرة الشركة لما يلي: عوض إرسال الحقيبة لطنجة فقد أرسلت لتنزانيا! السبب أن كلتا الوجهتين تحملان الترميز TAN (طنجة = Tanger تنزانيا = Tanzanie)، صديقنا لحدّ الآن لم يستعد حقيبته ولم يتلقّ تعويضا عن اختفائها، رغم حكاية التأمين..
  • يونس كان قادما من مصر للمغرب، وجهته طنجة، مدينتي. وصل إلى العاصمة الدار البيضاء في الوقت المناسب، الآن على طائرة أخرى أن تنقل المسافرين لطنجة. السؤال الآن: أين هي هاته الطائرة؟ انتظروها حوالي 13 ساعة وسط المطار..
  • سلمان كان قادما من ألمانيا، وجهته مدينة مراكش.. لكن الشركة تحب مفاجأة زبنائها: قرّرت ترك كل الركاب بمدينة فاس البعيدة عن مراكش بمئات الكلمترات، وانطح رأسك مع الحائط إن شئت!
  • حاتم وزوجته عائدان لطنجة بعد أداء العمرة بالديار المقدسة، توجّها للمطار في التوقيت المناسب لكنهما لم يجدا الطائرة! الحكاية أن بركانًا انفجر بإيسلندا والأولوية للأوربيين العالقين بمطارات المغرب، طيب.. أخذوا منهما حقائبهم وأكّدوا أن الطائرة ستكون متوفرة في القريب العاجل، القريب العاجل صارت أسبوعا من الإنتظار في جدة! أخيرا ظهر الفرج: هناك طائرة ستقلّهم. لكن الفرحة لم تكتمل: وجدوا أنفسهم في الرياض عاصمة السعودية! يا سلام.. انتظار آخر ثم مطار الدار البيضاء، انتظار آخر وطائرة أخرى ليصلوا مطار طنجة، وأخيرا! لكن المفاجآت أبت إلا أن ترافقهم: أين هي حقائبنا؟ لقد أخذوها منا قبل أسبوع وقالوا إنها أرسلت مسبقا؟ لم تصل لا حقائب ولا هم يحزنون، لا زالت في مطار ما في مكان ما.. أيام بعدها وصلت الحقائب بسلام.
  • أحمد ينوي أداء فريضة الحج، انطلقت الطائرة من مطار طنجة لكنها لم تصل إلى السعودية أبدا: تركته في مصر وأنزلته فندقا قاهريا هناك ريثما تتوفر طائرة أخرى تكمل المسيرة. مرّت الأيام ليستعيد أحمد شريط الحكاية: غادرت طنجة للحج فإذا بي سائح في القاهرة! بعدها بأيام ظهرت طائرة وأوصلتهم للأراضي المقدسة.
  • هشام عائد من لبنان للمغرب، لحسن الحظ فقد وصلوا أحياء يرزقون: كادت الطائرة أن تهوي بهم مع اضطراب جوّي فوق اليونان..
  • أكمل بقية الحكايات؟
حسنا، ليست حكايات من بنات أفكاري، بل لأشخاص حقيقين من أفراد العائلة والأصدقاء، ذكرتها مع تغيير للأسماء.


ألم أقل لكم إن أجنحة المغرب شركة رائعة للغاية؟

الحلّ؟

الحلّ أن تتبرّعوا بدرهم واحد كلّ يوم لحسابي البنكي التالي: ×××××، بعد 200 سنة سيكون بين يديّ مبلغ مناسب يكفي لتأسيس شركة منافسة، سأوفر لكم خط أنترنت مجاني في كل الطائرات + وجبات شهية وليست مخيفة كوجبات الخطوط الملكية المغربية..
آه نسيت: أنا منكم وأنتم مني، بمعنى سأرفُق بكم وأجعل أثمنة التذاكر في متناول الشعب، بخلاف أثمنة الخطوط الملكية المغربية الباهظة..

من أول متبرّع؟




مقارنة سريعة

في اليابان، لديهم وزير واحد مختصّ بالتعليم، الثقافة، الرياضة، العلوم والتقنية. تسمى هذه الوزارة مونبوشو، اختصارا.
ممّا لا شك فيه أنه يقوم بعمله على أكمل وجه..

في المغرب، لدينا خمسة وزراء مختصّون في مثل ما اختصّ به وزير ياباني واحد:
  • وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي
  • وزير التشغيل والتكوين المهني
  • وزير الثقافة
  • وزير الشباب والرياضة
  • وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة
ممّا لا شك فيه أنه لا أحد منهم يقوم بعمله على أكمل وجه.. 




03 مايو 2010

مدونات تحت المجهر (2)

عرضت سابقا مجموعة مدونات متميزة، ينقصها تفاعل القراء أو وصول لشريحة الزوار المستهدفة..
ختمت مقالي ذاك بما يلي:
أنت أيها المدون، ما هي المدونات التي تراها متميزة ومفيدة لكنها تشكو من قلة القراء؟ وما هي المدونات القيمة التي تود لو تنشر مقالة كل يوم عوضا عن سباتها الحالي؟ تحدث عنها في مدونتك وساهم في تنمية التدوين العربي!

مدوّنان فقط، حسب علمي، من كتب عن نفس الموضوع:
لا مهلا! هناك ثالث:
حسنا، ثلاثة أفضل من لا أحد! شكرا لكم ^_^

وهذه مدوّنات أخرى؛ على نفس الطريق:
  • مدوّنة ArLinux، أكملت عامها الأول اليوم بالمناسبة! ينشر فيها محمد تدوينات لينوكسية بالدرجة الأولى، أجدها مفيدة.. استمر في نفس الطريق يا محمد، إياك أن تياس فتتوقف عن التدوين!
  • مدوّنة مسارات مهنية، لصاحبها معمّر عامر، أيّ مسار مهني يلائمك ويناسبك؟ الجواب هو الهدف من هاته المدوّنة، الوحيدة عربيا.. تصفّح الأرشيف،هناك مقالات مفيدة. وإن كنت مهتما بتطوير الويب أو تود أن تكون مطور ويب، عليك بقراءة سلسلة: كيف تحصل على مسار مهني ناجح في ميدان تطوير الويب، المبدع أحمد الكثيري ^_^
  • مدوّنة الخطط العفوية، مدونة رائعة بمعنى الكلمة، تحوي مواضيع وأفكار يندر تداولها عربيا: الإبداع، الإنتاج، التخطيط، التفكير وهلم جرا، أرشيف غني.
  • مدوّنة حياتك غير، مدونة شخصية تضم أفكار وتجربة ريم حسن، أسلوب التحرير مميز والمحتوى يحقق الإفادة.
  • مدوّنة حياة وأكثر، لصاحبها عبد الهادي أحمد، أكثر ما يميزها عروض مصوّرة مجتمعة في مكان واحد، كلها عن الأمل، الحب، العطاء، التفاؤل، التعاون والكثير من التعابير الجميعة.. مدونة منعشة يا أبا حسّان.
خمس مدوّنات إذن، علّكم تستفيدون منها..
البقية مستقبلا إن شاء الله ^_^




02 مايو 2010

ما مشكلتنا مع الأسماء؟

أجزم أننا مصابون بداء عجيب؛ داء تفخيم الشخصيات، تضخيم الأسماء، تكبير المعاني..
سأوضح قليلا:
  • معالي الأستاذ الدكتور فلان بن فلان!
  • فضيلة الشيخ فلان الفلاني!
  • سعادة الدكتور فلان العلاني!
  • معالي الوزير السيد فلان بن فلان!
  • صاحب السمو الملكي الأمير فلان بن فلان آل علّان!
  • صاحب الفخامة والسموّ ملك الملوك فلان الفلاني!
  • أمير الشعراء السيد فلان بن فلان!
  • عندليب الغربان الفنّان فلان!
  • المهندس الدكتور علان!
  • الأستاذ القدير فلان!
  • سعادة الباشا المهندس السيد فلان الفلاني!
  • إلخ إلخ..
ما مشكلتنا مع الأسماء؟ هل من العيب أن ننطق إسم الشخص كما هو؟
حسنا، لا بدّ من بعض الإحترام، لكن بدون مبالغة في الموضوع!

بقي لكم أن تسمعوا:
  • سعادة معالي صاحب الفخامة والجلالة والمهابة الدكتور المهندس الأستاذ الباشا الوالي المحترم المقتدر المبجّل محمد، صاحب مدونة محمد!
ها، بالغت قليلا؟ لا بأس: بعضهم يفعلها كل يوم، أنا فعلتها مرّة واحدة فاعذروني ^_^




مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)