30 أكتوبر 2008

نظامي الغذائي

  • الفطور: كأس حليب، خبز و زيت زيتون، ثلاثية ضرورية. و بالخصوص زيت الزيتون، بالنسبة لي و للأهل، لا معنى للفطور بدونها. عموما قد تكون هناك أشياء بسيطة أخرى.
  • الغذاء: وجبة أساسية، قد تكون دجاجا، كسكسا (في الغالب يوم الجمعة)، عدسا، بيصارة (أكلة طنجاوية من الجلبانة)، طاجين سمك (طنجة مدينة ساحلية، لذلك يتواجد السمك الطري بوفرة)، تورتية بالبطاطا...
  • العشاء: يقتصر على شاي و حلويات أو شيء مشابه، فقط.
قد تكون هناك وجبات خفيفة بين الثلاث وجبات الأساسية (الأصح أن أقول وجبتين أساسيتين، فالعشاء ليس وجبة أساسية عندي).
الوجبة الخفيفة عبارة عن فاكهة، بسكويت، أو شيء مشابه.

لا أتناول السكر كثيرا، و كذلك الملح (لمن يستهلك الملح بكثرة، سيعتقد أننا لا نستخدم الملح بتاتا في غذائنا :))، لا أستخدم التوابل الحارة إلا نادرا.

بالنسبة لمشتقات الحليب الصلبة (جبن، زبدة، مارگرين...) فكلها لا أتناولها، مع أنها غنية بكل ما هو ضروري للجسم.
الزبيب، الجلبانة و اللفت لا أستسيغها بتاتا.

هذا هو نظامي الغذائي بصفة مختصرة، و هو شبيه جدا بنظام الأسرة، فقط بعض الاختلافات في تفضيل طعام ما و عدم رغبة بآخر.
حاليا، يناسبني هذا النظام و أحس بالراحة معه.
طبعا هذا لا يناسب الجميع، هناك من يقتصر فطوره على كأس قهوة، لكن بقية الوجبات تكون أكبر حجما. هناك من لا يعترف بنظام الثلاث وجبات، بل لديه ست وجبات صغيرة طوال اليوم، هناك من لا يتناول غذاء بل يشركه مع العشاء..
كل واحد يرتاح في نظام قد لا يكون مناسبا للآخرين بالضرورة.

ما رأيكم في نظامي الغذائي؟
هل تنصحونني بالاستمرار عليه أم بتغييره؟
و ما ملاحظاتكم عليه؟





29 أكتوبر 2008

لا تصدقوا الإعلام!

عودة للحديث عن فيضان طنجة مجددا،
حكايات الفيضان لم تنتهي بعد هنا، و إليكم ما حدث لصديقة العائلة الخالة لطيفة:
كانت قادمة من العاصمة الرباط، عبر القطار، الأمور تسير على ما يرام لولا أن دخلوا منطقة الشمال، ضواحي أصيلة، هنا اكتشفوا أنهم وسط بحر الظلمات، لا فوق سكة الحديد، طمأنهم المسؤولون أن كل الأمور بخير، و لا داع للخوف، لكن اتصالات الأهالي تحذرهم من المجازفة و الاقتراب من طنجة: مركز الفيضان.
و حدث ما لم يكن منتظرا، اضطر القطار للتوقف الإجباري في محطة مغوغة (محطة القطار الأولى بطنجة)، و هنا نزل المسافرون و التجؤوا لبناية المحطة التي دشنت قبل أقل من سنتين..
استمرت الأمطار و الأمطار، فجأة اكتشف الجميع أنهم محاصرون داخل المحطة حيث أن كل الطرق المؤدية لها غمرتها المياه!

مع كل زفير و شهيق تقترب الأمواج من مبنى المحطة، إلى أن جاءت موجة كفيلة باختراق الأبواب الزجاجية فالولوج لداخل المحطة المكتظة، ضيف ثقيل جدا.
تدخل الموظفون الموجودون داخل المحطة و صعد الجميع نحو الطابق العلوي، و بين صياح هذا و عويل ذاك، بين صراخ الأطفال الصغار و نحيب الأمهات، ارتفع منسوب المياه مجددا و تسرب الماء داخل جميع القاعات السفلية، و ليته كان تسربا فقط، بل غطى الماء كل شيء ابتداء من المكاتب و محلات قطع التذاكر إلى المتاجر و المطعم الداخلي، إلى أن امتلء الطابق السفلي و بدأت المياه الشريرة تتطلع نحو الأدرج، حيث اكتظ الكثيرون كسمك السردين، رجالا و نساء..

و حدث شيء لم يفكر فيه الجميع: انقطاع الكهرباء!!
ثم بعده بقليل، غروب الشمس و تسلل الظلام المخيف، المفزع!!

هل تتصورون مشهد المسافرين المتعبين مكدسون في سلالم لا حول لهم و لا قوة؟ بل هل تتصورون سماع أصوات سقوط الخزانات و تراطم المكاتب في ظل ظلام دامس و ثياب مبللة بعيدا عن الجميع، في جزيرة وسط بحر هائج؟ و الأدهى، هل تتصورون بكاء الأطفال الصغار الخائفين و الرضع الجوعى و نحيب الأمهات المذعورات في مكان غريب مخيف؟؟

استمر الوضع هكذا الليل بأكمله، بل و بقي على حاله لما بعد الفجر بساعات، و ما زال الكل كما كان، لولا الدعاء و البكاء لانتقل الجميع لرحمة الله تعالى.

17 ساعة كلها و هم على هذا الوضع،
أين هي القوات المدنية؟
أين هو الإسعاف؟
أين هو الجيش؟
أين هي القوات المساعدة؟
أين هم الوزراء و المسؤولون؟
أين و أين،،
لا أحد.

انصرف كل واحد لبيته مدهوشا، بعد انحسار المياه. بالكاد صدقوا أنهم نجوا.

الآن، ربما تستغربون من عنوان الموضوع: "لا تصدقوا الإعلام"، فما علاقة الإعلام بما جرى؟
حسنا سأوضح،
بعد أن توقفت الأمطار و انحسرت المياه، ثم انصراف الجميع لبيوتهم. جائت السلطات و معها حوالي ثمانية قوارب إغاثة وضعوها في بحيرات المياه قرب المحطة (أو الجزيرة كما كانت وقت الكارثة)، و جائت الكاميرات تصور مشهد إنقاذ لا أساس له من الواقع، ثم نشر الشريط في التلفزة الرسمية لينبهر الجميع بمدى اهتمام السلطات بالمواطنين و يصفقوا لهم كثيرا، لقد قاموا بواجبهم!

لهذا قلت: لا تصدقوا الإعلام، تصور نفسك عشت الليلة بمآسيها بدون ظهور أي منقذ إلى أن أنقذت نفسك بنفسك، ثم يأتي من يدعي أنه أنقذك و يتفاخر بذلك، و الجميع يلوح له، و أنت تتأمل، فقط تصور.

ليتني كنت أملك كاميرا ذلك اليوم، لأصور لقطات مما حدث، كما فعل الكثير.
الكثيرون من أبناء المدينة لم يتأخروا في نشر لقطاتهم المصورة في الانترنت و على رأسها youtube، إليكم نموذجا لمنطقة لا تبعد إلا عشرات الأمتار عن الحي:



المسجد الظاهر في الصورة يبعد عن البيت حوالي 60 متر فقط، لحسن الحظ الحي يتواجد في تلة مرتفعة لا تظهر في الشريط، لذلك لم يتعرض لأذى.

و هذا موضوع موثق به مقاطع فيديو لطلبة يسبحون في المياه، سيارات غارقة، أناس يستنجدون و يطلبون من ينقذهم، للمدونة Vamprita الطنجاوية.
المدون محمد سعيد أحجيوج تحدث عن الفيضان أيضا، للأسف لا أعرف مدونات أخرى لأبناء مدينة طنجة.

اللهم أعنا على القادم، تشير التوقعات الجوية إلى اقتراب عاصفة أخرى من طنجة بعد يومين، الجميع يترقب ما سيحدث، و الكل يتمنى ألا تتكرر المأساة مرة أخرى.






تجارب و خبرات..

كل يوم نصادف جميعا تجارب جديدة، قد ننجح في تجاوزها و قد نفشل، الأهم أن نستثمرها لغد أفضل.
سأحاول تطبيق هذا الكلام على نفسي..

سابقا، كان تفكيري و تصرفي مبنيا على مبادئ و قرارات اتخذتها سابقا، مع مرور الأيام لم أقم بضم التجربة اليومية المكتسبة لمبادئي، و هذا أوصلني لنتيجة غير مرضية.
لكن ليس من الآن!
أقوم حاليا بإعادة ترتيب حياتي، إعادة صياغة علاقتي مع المجتمع، إعادة هيكلة مبادئي و أساسياتي التي تمثلني.

قمت بمحاولات عدة سابقا، لكنها بائت بالفشل، ذلك لغياب عنصر الحماس و الدافع للتحسن. أما الآن فأجد في نفسي رغبة قوية للتغير للأفضل، للإستفادة من تجارب الماضي و عدم تكرار نفس الأخطاء.

سأتجاوز المنعطف الحالي من حياتي بنجاح بإذن الله، أملا في غد أفضل.




24 أكتوبر 2008

يوم ماطر جدا

لقد كان يوما ماطرا بحق،
  • تسربت كمية كبيرة من مياه الأمطار نحو مدرسة أختي الصغيرة، مما أجبر الوقاية المدنية على التدخل و إخراج جميع التلاميذ من الأقسام، كان يوما ممتعا بالنسبة للصغار :)
  • اضطرت أختي و فريق العمل لتمضية ست ساعات إضافية بالشركة، إلى أن وجدوا لبيوتهم سبيلا.
  • ترك زوج أختي سيارته في مكان عمومي و قامت القوات المساعدة بإيصاله للبيت، ذلك ان المياه المتجمعة كفيلة بتحويله لكائن برمائي هههه.
  • وضعت سطلا كبيرا في السطح (قطره حوالي متر واحد و ارتفاعه حوالي 80 سنتمتر)، امتلء عن آخره بماء المطر المباشر في ظرف ساعتين فقط (من قطرات المطر فقط و ليس من تجمع مياه).
  • انقطع التيار الكهربائي! و بالتالي تحول الحي لما يشبه أحياء القرن 11، يوجد في البيت نظام إضائة للطوارئ لكن للأسف لم يعمل لأننا لم نقم بمراقبته من زمااان.
  • عشاء على ضوء الشموع، دردشة على ضوء الشموع، و أخيرا نوم باكر على ضوء الشموع :)

و كالعادة، حينما يذكرون ما حدث في النشرات الجوية، فلن يعدو ما سيذكر "تساقط زخات مطرية في طنجة، حوالي 10 ملمتر"، زخات مطرية فقط، ربما ينتظرون أن تغرق المدينة بكاملها ليقولوا جملة غيرها، أما عن ال10 ملمتر فلا أدري كيف يحسبونها، ربما يقومون بتغطية المقياس لكي لا يتبلل و بالتالي يعطي مقياسات خاطئة!

تحديث:
  • تم إعلان اليوم الجمعة و غدا السبت عطلة رسمية للطلبة و التلاميذ بسبب الفيضان،
  • توقف جميع معامل المنطقة الصناعية "مغوغة" عن العمل.




21 أكتوبر 2008

يقال إن الطحال..

إليكم سطرا مقتبسا من ويكيبيديا العربية حول صفحة الطحال:

يقال ان الطحال حجه : 1X3X5 انجات ووزنه 7 اونسات ويقع خلف الاضلاع 9 و 10 و 11.

يقال؟؟؟
نتحدث عن حدث تاريخي غامض لا يعرف أحد معلومات مضبوطة عنه، فنقوم بطرح فرضيات!؟
نتحدث عن عضو لكائن حي لم ينجح أحد في تشريحه و أخذ القياسات بالضبط لحد الآن؟

لا بأس،
ماذا عن "انجات" و "اونسات"؟ وحدات قياس جديدة ربما، و ما هي "حجه"؟

حسنا، يمكن كتابة نفس السطر بطريقة تحترم القارئ قليلا:
حجم الطحال هو 1X3X5 إنشات، وزنه 7 أونصات و يقع خلف الأضلاع 9، 10 و 11.

مع ذلك مازال السطر غير جيد. يوجد فرق بين "X" و "×"، الأولى من الحروف و الثانية علامة الضرب، و لكل مكانه الخاص. غير جائز بتاتا استخدام إحداها محل الأخرى خصوصا في الكتابات العلمية و التقنية، كموضوع الطحال هذا.
أيضا، ما حكاية الإنشات و الأونصات؟ هل هي وحدات قياس معتمدة في أي دولة عربية؟ أمر غريب.

ما هي اقتراحاتكم للوصول لسطر أكثر احتراما للقراء الكرام؟



هل تعلم أن "هل تعلم" بها معلومات غير صحيحة؟

يبدو أنه عنوان غريب :)
حسنا، سأوضح: كثيرا ما أصل لصفحات بعنوان هل تعلم فأجد أن الكثير من المعلومات المذكورة غير صحيحة، و مع ذلك يستمر تداولها بين المواقع. ثقافة نسخ-لصق، ثقافة عدم ذكر المراجع، ثقافة عدم التأكد من المعلومة و كذلك ثقافة تصديق كل شيء عوامل تسبب في كثرة الأخطاء ب"هل تعلم؟"

إليكم بعض النماذج:
  • هل تعلم أن وزن لتر من الخل في الشتاء أكثر من وزنه في الصيف.
لماذا التركيز على الخل لوحده؟ سعة لتر واحد تتسع لكمية أكبر من أي سائل حين برودته، و بالتالي فستكون كتلته أكبر (الماء هو استناء)، كما أن المعلومة غير صحيحة إلا في الجزء الشمالي للكرة الأرضية.
  • هل تعلم أن مركز ثقل الكرة الأرضية يقع في مكة المكرمة و بالضبط في الكعبة المشرفة، و قد اثبتت ذلك عدة بحوث علمية.
يستحيل تواجد مركز ثقل أي مجسم متجانس ثلاثي الأبعاد (كالكرة الأرضية) على سطحه، أي هي البحوث العلمية؟
  • هل تعلم أن عملة اليورو Euro هي العملة الموحدة بين كل دول أوربا.
حسب هذه المعلومة فسويسرا، الدنمارك و بريطانيا ليست دولا أوربية! 15 دولة أوربية فقط هي التي تستخدم الأورو: منطقة الأورو.
  • هل تعلم أن تونس هي أكبر دولة من حيث إنتاج الزيتون.
هي الأولى عربيا، و ليس عالميا. اسبانيا هي الأولى عالميا.
  • هل تعلم أن الدموع تحتوي على مواد كيميائية مسكنة للألم يفرزها المخ عندما يبكي الإنسان.
منذ متى كان المخ يفرز مواد كيميائية؟ و ما علاقة الدموع بالألم؟ يعني تسقط الدموع على الجرح فيذهب الألم بفضل هاته المادة المسكنة التي أفرزها المخ و وضعها في الدموع؟ أين هو الجراح صاحب هذه النظرية :)، للفائدة، الدموع تفرزها غدة تتموضع فوق العين.
  • هل تعلم أن في خلية النحل ملكة واحدة و ملك واحد و البقية هم الأولاد.
منذ متى كان هناك "ملك" في عالم النحل :)
  • هل تعلم أن هذه المعادلة البسيطة ط = ك ع 2 هي التي أدت لتصنيع القنبلة النووية، و من الخطأ الشائع أن يقال ذرية والصحيح نووية إذ لا يوجد قنبلة ذرية.
و أخيرا اكتشفنا سر القنبلة :)، هل من متقدم ليصنعها؟ بالنسبة للإسم فما ذكر هو الخطأ بعينه، اسمها القنبلة الذرية و ليس النووية (في ويكيبيديا العربية، مرة يكتبونها نووية، مرة ذرية!).
  • هل تعلم أن الحلزون لا يتزوج إلا مرة واحدة في حياته، و أن عملية التزاوج تدوم إثني عشرة ساعة.
المسكين، زواج العمر و لا بلاش، أما حكاية عملية التزاوج التي تدوم 12 ساعة فهذا "شوية مبالغات". على أي، الحلزون يتزوج كباقي الكائنات متى توفرت له الظروف المناسبة، هناك بعض الطقوس قبل التزاوج هي التي تأخذ وقتا ما بين ساعتين لاثني عشرة ساعة و ليس التزاوج بحد ذاته. بالمناسبة، لدي مجموعة من الحزون لم تتوقف عن التكاثر في أحد الأحواض المائية منذ زمن، هل من حل؟
  • هل تعلم أنني لا أعلم هل أستمر في سلسلة معلومات "هل تعلم" الخاطئة أم أتوقف؟




19 أكتوبر 2008

و من شر سارق إذا سرق

أيام المفاجآت الصادمة، هذا ما يمكن قوله عن الأيام الحالية، و لا أدري ما القادم..

تعرض محل تجاري نعمل فيه أنا و أبي لعملية سطو هذا الأسبوع!!
الأصح قول عدة عمليات سطو بطريقة منظمة :(

أولا قام السارق باستخدام طرقه الخاصة لفتح الأقفال و الأبواب، فدخل المحل التجاري و أخذ النقود و بطاقات التعبئة!!
حدث هذا في أقل من 10 دقائق، الوقت بين إقفال المحل لصلاة الظهر و العودة لفتحه بعد الصلاة.

بعدها، قمنا بتغيير كل الأقفال و اتخاذ إجراءات أكثر أمانا، طبعا بعد إخبار الشرطة و القيام بالإجرائات القانونية الضرورية.

مرت ثلاث أيام فإذا بي ألاحظ غياب بعض البطاقات، اعتقدت أن أحدهم من أسرتي أخذها، أو أن أبي غير مكانها،،
مر يوم آخر و لاحظت نفس الأمر يتكرر، مما أثار شكوكي، قررت و أبي إعادة حساب كل شيء بعد الذهاب لصلاة المغرب، ذهبنا و عدنا فإذا بي أجد أن البطاقات التي رأيتها قبل قليل اختفت هي أيضا!!!
ما هذا؟ هل هنا شياطين في هذا المحل؟؟ كل الأبواب مقفلة.
بعد بحث طويل استنتجنا أن هناك شخص آخر يملك مفاتيح المحل كلها (أو على دراية بطريقة فتح كل مفتاح)، يقوم هذا الشخص بالدخول للمحل كأنه صاحبه، يأخذ من كل شيء نسبة ما (لا يأخذ كل شيء) ثم يخرج و يقفل كل شيء مرة أخرى، كأن شيءا لم يحدث!!
كان يتعمد عدم أخذ كل شيء حتى لا يثير انتباهنا، خطة مدروسة جيدا، و الأمر كله يحدث وقت الصلاة (حوالي 5 دقائق فالمسجد قريب جدا).

تكرر السرقة مرة اخرى، لكن هذه المرة لم يترك و لا بطاقة واحدة و لا ورقة نقدية واحدة، فقط بعض القطع النقدية الصغيرة المعدودة.

على أي، قمنا باتباع المسطرة القانونية مرة أخرى، سوى أن البارحة كان يوم عطلة أسبوعية في المغرب مما أخر الوصول لحل،،
اليوم صباحا وجدنا المحل بدون أقفال :O
مباشرة ذهبنا للشرطة، حيث أن الأمر استفحل و يتطلب حلا سريعا،
حضرت الشرطة و الشرطة التقنية و العلمية و شرطة مسرح الجريمة و أعوان السلطة،
تم فتح المحل فاكتشفنا أن السارق كان ينوي سرقة الحواسيب، حيث قام بفسخها و وضعها قرب الباب لكي يخرجها، لكن يبدو أنه حدث شيء ما فترك كل شيء كما هو (لحسن الحظ و لله الحمد).
تم مسح المكان و التقاط صور، أخذ عينات من عين المكان، أخذ البصمات من الحواسيب و الباب و الأوراق إلخ...
كما تم أخذ كل معلومة قد توصلنا لحل للمعضلة.
غدا صباحا سيتم استدعاء المشتبه بهم للشرطة، و بعده بيوم أو يومين سيكون الملف لدى المحكمة للبث فيه.

هذا المساء قمنا بإفراغ المحل من كل تجهيزاته و نقلها للبيت، و كذلك محل مجاور توجد به مكتبة (مشروع مشترك بيني و بين أخي) تعرض هو أيضا لسرقة مشابهة.

خلاصة الأمر، لم نعد نفكر في تلك المحلات مرة أخرى، سنتخلص منا و نرى ما تخفيه الأيام لنا.
و الحمد لله على كل شيء.



18 أكتوبر 2008

يوميات في الجامعة

يقال، من الجامعة يتخرج أصحاب المناصب العليا في الدولة، و كذلك الأطر و المهندسون و هلم جرا..
و الله أعلم :)

البارحة كان يوما كغيره من الأيام في الجامعة، دخل الأستاذ ليلقي درسه، كان الدرس حول "الكيمياء المعدنية" و هي تتطلب بعض التركيز، الطلبة لا يتوقفون عن الدردشة و الثرثرة، طلب الأستاذ من الجميع التزام الصمت و لا من مبالي، تكرر الأمر أكثر من ثلاث أو اربع مرات إلى أن غضب و خرج بدون إكمال الدرس!
منذ تواجدي بالجامعة (ثلاث سنوات) و أنا أصادف الكثير من النماذج الغريبة، بعض الطلاب تجاوزت أعمارهم العشرين بسنين، و مازالوا يلعبون و يمرحون، يقومون بمقالب مع الأساتذة، ينطون كالضفادع، يحبون إظهار أنفسهم أمام الآخرين و أمور أخرى لا أفهمها (؟؟).
لا أعرف السبب، ربما "لم يلعبوا في صغرهم" كما يقال، توجد بهم طاقة للعب و القفز و لم يقوموا بتصريفها بعد، أو أنهم أصحاب مراهقة متأخرة، صراحة الأمر يحتاج لطبيب نفسي ربما :)

قبل أسبوع طلب مني أحد الطلبة Flash memory على أن يعيده لي بعد دقائق، الدقائق أصبحت ساعات و الساعات أصبح أيام و لحد الآن لم تعد الأمانة لصاحبها!

تأتي الحافلة لتوصل الجميع لوسط المدينة، يتدافع "الشداد الغلاظ" و تجدهم أسبق الناس دوما للوصول، ذلك أن عدد الحافلات أقل بكثير من عدد الطلاب. بمجرد دخولهم الحافلة تجدهم يحجزون نصف المقاعد أو أكثر لزملائهم الذين يدخلون و يجلسون بطريقة عادية، بينما الذي ينتظر دوره منذ البداية فعليه أن يعود واقفا، عليه أن يبلع ريقه حينما يرى صديق هذا أو ذاك آخر من يركب و الكرسي الفارغ في انتظاره! طلاب العلم!!

أطلب شهادة مدرسية من الإدارة، تنظيميا علي طلبها يومي الإثنين و الثلاثاء، أخذها يومي الخميس و الجمعة. طيب طلبتها يوم الإثنين على أن أتأخر و آخذها يوم الجمعة، ذهبت يوم الجمعة فوجدتهم أقفلوا قبل الوقت المحدد بكثير! عدت يوم الإثنين فأعادوني خاوي الوفاض لأنه يجب أن أصبر ليوم الخميس، ذهبت يوم الخميس فقالوا لا نعطي الشواهد التي مر عليها أسبوع! و بعد إصرار مني و بحث منهم اكتشفت انهم لم ينجزوها أصلا!!
سمعت وعودا حول توفر شهادتي يوم الإثنين القادم (كأنهم سيرصعونها بالذهب المجوهر)، عدت يوم الإثنين فوجدت الموظف القديم خرج عطلة و هناك موظف آخر، يا حلاوة :) طبعا الموظف الجديد سيسل نفسه من أي مسؤولية فما كان مني إلا الذهاب للمسؤول عن الطلاب الذي أدخل إسمي في الحاسب، ظهرت له بعض المعلومات و طبعها فأعطاها لي، فقط!! (صدق من قال إن الإدارات تهوى التعقيدات).

هذه أربعة نماذج بسيطة و ما خفي أعظم، فلا داع لنشر الغسيل كاملا حتى لا يعتقد أحد أنني ناقم على جامعاتنا العزيزة..




15 أكتوبر 2008

Blog Action Day: لا تيأس


عيروك فقالوا: كل شيء يمشي ضدك،
و زادوك كلابا تكشر أنيابها في وجهك،
ما ذنبي لو كنت فقيرا؟
يرمقونني شرا مستطيرا..

إنه لا ينتج، خطر على بيوتنا،
يتسول، عالة على أمتنا،
و يغطون في نوم عميق، دون تفكير في حل دقيق،
ما ذنبنا؟

خلق فقيرا، ذلك قدره،
دعوا عليه بالهلاك، ذلك مصيره،
أ أوقفوا النزيف المستمر؟
أ وصلوا للجرح المكدر؟
كلا!

لا تبتئس لقولهم،
تفائل بالمستقبل، تسلح بالأمل،
الدنيا دواليك، بينك و بينهم،
قف شامخا، و ارتفع كالجبل،
يقبلون على الدنيا بنهم،
استغل الفرصة، و غير القدر!

تجتاز البلاء بنجاح،
أنت قوي قادر،
لا تيأس، أنت في طريق الفلاح،
إذن استمر،،

لست الوحيد صاحب التغير العجيب،
توكل على الله و لا تتكل،
جسد الأمل،
أوليس هناك شروق بعد مغيب؟


ملاحظات:
- هذه التدوينة بمناسبة يوم التدوين العالمي، موضوع هذه السنة هو الفقر.
- السطور الأولى أقصد بها شعر ابن الأحنف في الفقر.
- شكرا للأخت المدونة سلوى، نبهت جميع التويتريين لهذا اليوم.
- الصورة من فليكر، تم تصويرها فجرا بالمغرب.






14 أكتوبر 2008

المنتديات العربية

هذه هيكلتها:
  • المدير العالم (بعض الهدوء رجاء)،
  • نائب المدير العام (طبعا للمدير مهام كثيرة، فيحتاج من ينوب عليه :))،
  • مشرف عام (اليد الأيمن للمدير العام، و تعاونوا على الإشراف و الإدارة)،
  • نائب المشرف العام (يتطلع لتنحية المشرف من منصبه)،
  • مرشح للإشراف العام (يحاول تلميع صورته و إكثار نشاطه، لعله يحظى بنجمة من المدير)،
  • مراقب عام (كثيرا ما تحدث مشاكل هنا و هناك، ضروري من أحد يراقب و ينظم)،
  • نائب المراقب العام (المناوشات لا تتوقف، يلزم شخصان)،
  • مسؤول عن الأعضاء (يتوسط بين الأعلى و الأدنى)،
  • مسؤول مالي (تنظيم المداخيل و المصاريف مهمة لا يجيدها إلا هو)،
  • خبير (و ما أكثر الخبراء في منتدياتنا! )،
  • عضو إداري (وزير بلا حقيبة في الحكومة)،
  • عضو شرفي (أفسحوا المجلس للأعضاء الشرفيين :))،
  • المشرف التقني (في حال حدوث أعطاب و اختراقات لا قدر الله، سيخاف على منصبه أكثر من خوفه على المنتدى)،
  • المشرف (يتلقى اللوم من الإدارة لأنه لا يقوم بعمله، و من الأعضاء لأنه يعتدي على حقوقهم)،
  • مرشح للإشراف (بدأ يخطو خطواته الأولى نحو الاستحقاق الإداري)،
  • عضو ذهبي (كم يساوي الذهب الآن؟)،
  • عضو فضي (فضة، واو!)،
  • عضو برونزي (اللهم البرونز و لا "لا شيء")،
  • عضو قصديري (سيتم اعتماد الميدالية القصديرية في الدورة الأولمبية المقبلة)،
و أخيرا، هناك في أدنى السلم، "البدون"، أقصد بدون ألقاب و لا نجوم:
  • الأعضاء (مساكين، فوقهم جيش من الحراس و مع ذلك يستمرون في المشاركة، لا يكتشفون الخطة إلا بعد فوات الأوان).
القانون الأساسي للمنتدى:
  1. الاحترام واجب مقدس لكل العائلة الإدارية التي تسهر على راحة المنتدى،
  2. مداخيل المنتدى لا تناقش، سر دولة،
  3. للمدير الحق في إقفال المنتدى متى شاء، و لا يحق لأحد الإعتراض،
  4. النجوم علامة التمييز بين الأعضاء، يجب أن يحرص الجميع على جمع النجوم،
  5. المعرفة حق بشري، يحق للجميع نشر المعرفة المأخوذة من أماكن أخرى،
  6. الإنتقاص من شأن المنتدى ممنوع، يدخل في هذا وضع روابط لمنتديات اخرى ولو كانت تحت ذريعة نشر المراجع،
  7. المواضيع المميزة و الحصرية ملك لإدارة المنتدى،
  8. المواضيع الحساسة تتبرأ منها الإدارة اعتمادا على الفصل: جميع المشاركات والمواضيع في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها،
  9. كلما ارتفعت دائرة التخصصات المناقشة داخل المنتدى، كلما زادت المعرفة بين الأعضاء،
  10. يسمح بنقاش المواضيع الطبية بجوار الزراعة و البرمجة و تطوير المنتديات، مرورا بالأعشاب الطبية و النكت و الفوتوشوب و التورنت،
  11. ...
لن أستطيع إكمال الموضوع،
كفى كفى كفى!




13 أكتوبر 2008

أم ألف و ألفين

على وزن أم أربع و أربعين :)
هذه الأخيرة تعرفونها طبعا، فما حكاية أم الألف و الألفين؟

هذه الصورة ستوضح الأمر:


يبدو أنها طويلة إلى ما لا نهاية!
عديدة الأرجل هذه أحتفظ بها منذ خمس سنوات، شاركت بها (مع مجموعة أخرى من الحشرات) في نشاط دراسي سابق، و حصلت على نقطة متميزة :)
لديها 116 زوج من الأرجل بالتمام و الكمال، أي 232 رجل منفردة، هل من منافس؟
يا ترى كيف يستطيع عقلها التحكم في حركة كل هذه الأرجل و التنسيق بينها؟
هذه نظرة عن قرب لسلسلة أرجلها:


الأمر مثير للاهتمام فعلا!

و لمن لا يعرف أم الأربع و الأربعين، فهذه صورة لها:


عدد أرجلها 44 بالضبط، إسم على مسمى :)
و هذه صورة لأم الأربع و الأربعين مع عديدة الأرجل، و بجانبهما حشرات أخرى ليكونوا أنسا لهما :)، وضعت قطعة نقدية قطرها 17 ملمتر للمقارنة:

لم أشأ وضع صور لكامل المجموعة، أفترض أن شريحة من الزوار لا يحبون هذه الصور، و الله أعلم. لمن يريد الإطلاع عليها فيمكنه ذلك من خلال حسابي بFlickr.
بالمناسبة، كل هذه الحشرات أمسكتها بنفسي حية ترزق، و قمت بتحنيطها و تطبيق بعض دروس العلوم الطبيعية.

و بخصوص هذا الموضوع، قمت بتجربة ترجمة "أم أربع و أربعين" و "عديدات الأرجل" في گوگل للترجمة فكانت النتيجة:
  • Or four and forty ترجمة لأم أربع و أربعين!!!
  • Many legs ترجمة لعديدات الأرجل!!!
قولوا مبروك :)

ملاحظة:
علميا، أم أربع و أربعين و عديدات الأرجل ليسوا حشرات (وكذلك العناكب مثلا)، ذكرت في موضوعي أنها "حشرات" لانتشار هذه التسمية العامة لدى الكثيرين، الحشرات هي التي لديها ستة أرجل فقط (و بالتالي إذا زاد العدد فقد خرجنا من عالم الحشرات لعوالم أخرى).




11 أكتوبر 2008

الصديق






هذه مجموعة من الصور احتفظت بها طويلا في حاسبي، كانت مختبئة في ملف عمره أزيد من ثلاث سنوات، أحببت مشاركتها معكم.



انتظرتها تسع سنوات، و أزهرت في غيابي!

وقعت عيني على نبتة صبار صغيرة، جميلة و ذات شكل عجيب، قرأت أنها تزهر زهورا جميلة فقررت شرائها، كان هذا قبل حوالي تسع سنوات، أيام الدراسة الإعدادية :)

اخترت لها مكانا في البيت، كان طولها حوالي ستة سنتيمترات لا غير،
مر الأسبوع الأول، الثاني و الثالث،،
ما زالت النبتة كما هي، جماد لا يتحرك!
ما بها يا ترى؟
أقنعوني أنها بطيئة النمو، و ذلك ما كان،
مرت السنة الأولى و الثانية و الثالثة، معقول مازالت الستة سنتمترات هي ستة سنتمترات؟ لا زيادة و لا نقصان؟ ما هذا النبات العجيب؟

استبشرت خيرا، فقد ظهرت أجزاء صغيرة جديدة، لكن سرعان ما توقفت عن النمو مرة أخرى،
مرت ستة سنوات أخرى، كانت كافية لكي تشعرني بالإحباط كلما مررت بجانبها، فهي أبطأ النباتات نموا بالنسبة لي على الأقل.
لم أعد أهتم بها، بل تكسر أصيصها و لم أغيره، عقابا لها على سباتها العميق.


فجأة!
دبت الحياة فيها من جديد و قررت النمو قليلا، نمت حوالي ثلاث سنتيمترات، هذا يعتبر إنجازا عظيما :)
قامت أمي بتغيير الأصيص بآخر مؤقت، ريثما أحضر واحدا يليق بها.
قبل أسبوعين لاحظت ظهور نتوءات غريبة فيها:


و أخيرا، لقد قررت أن تزهر، و أخيرا!!
بعد انتظار دام تسع سنوات،
بدأت الزهرتان في البروز خارجا، كانتا كبيرتا الحجم، لكن لم تتفتحا بعد،
الأحد الماضي، أشغلتني بعض الأمور عن متابعة نمو الزهرتين، عدت للبيت تعبا و نسيت الأمر. مررت صباحا قرب شوكتي فإذا بي أتفاجئ أنها أزهرت و ذبلت الزهرتان و سقطتا :O
تسع سنوات و أنا أتشوق لرؤية لون زهورك، فإذا بك تزهرين في غيابي؟ يا لك من شوكة قاسية!
الشخص الوحيد الذي رآى زهورها هو أمي، كانت زهرتين صفراوتين جميلتين، و كبيرتين أيضا.
و كأنها قررت أن تجازي الشخص الذي منحها أصيصا جديدا برؤية زهورها، و أصرت أن تعاقب الذي تجاهلها و نساها بانتظار سنين أخرى..
ترى، كم يجب أن أنتظر قبل أن أرى زهورها مرة أخرى؟
ربما سيكون هذا سنة 2017، بعد تسع سنوات أخرى،
اللهم لا حسد.

ملاحظات:
- توقفت النبتة عن النمو الآن، طولها الحالي تسع سنتيمترات فقط.
- لمن أراد معلومات تقنية حول زراعة الصبار، إليكم مقالة مفيدة من موقع زراعة.نت.



10 أكتوبر 2008

كدجاجة منتوفة أو أبعد


كان يوما ماطرا فغائما في الصباح، على غير عادة باقي أيام هذا الأسبوع،،
و ما لبثت أن تسللت أشعة الشمس تنشر دفئها، فتبدد السحاب تدريجيا.

خرجت للقيام بمهمة عاجلة، و في البال أنها لن تمطر مرة أخرى،، و ذلك ما كان.
أخذت دراجتي الهوائية لأكون سريعا، و أنا في وسط الطريق تبدل الجو بسرعة: عادت السحب من جديد لتملء المكان ظلمة مثيرة.
يدأت أسير بسرعة لعلي أقوم بما أوكلت به قبل أن تتساقط الأمطار، استبشرت خيرا فقد قمت بالمهمة، و علي العودة الآن..
فجأة، و بدون مراحل تدريجية، فتحت السماء عيونها و انهمر المطر بشدة كبيرة، هذا ما لم يكن في الحسبان!
أين المفر، بل أين الأمان؟
في ثواني عديدة وصلت لظل شجرة أحتمي بها من المطر القارس، ريثما أجد مكانا أفضل،
و بما أن مدننا مهيئة لاستقبال الأمطار كما يجب و لله الحمد، فالبحيرات سريعا ما تتكاثر و تملء الدنيا ماء،
ترائى لي مكان يصلح للاختباء ريثما تتوقف الأمطار لأكمل المسير للبيت، بدراجتي المبللة و ملابسي التي تزيدني بردا عوض أن تدفيني،
لكن، قبل أن يصدر المخ أوامره للجسم بالتحرك، مرت شاحنة مسرعة أمامي فما كان إلا أن زادتني بللا من الرأس للقدمين!
و قبل أن أعي مدى تبللي، ابتعدت بسرعة بسبب اقتراب شاحنة أخرى، لكي لا تتكرر المأساة.
لم يكن الحظ بجانبي مرة أخرى، فأثناء ابتعادي السريع كان الرخام الأملس ينتظر فريسة يرديها أرضا، و ذلك ما كان، و يا ليته كان انزلاقا نحو أرضية جافة، بل نحو بحيرة ماء أخرى :(
و اكتملت الحكاية!
كالذي هرب من الوشق فسقط بين كفي الذنب، نجى بأعجوبة أوصلته لأنياب الأسد، فنادى و صرخ: من طلب مني الخروج في يوم مطر مشتد؟
الحمد لله على كل حال، و عوض أن أجد من يوصلني للبيت وجدت نفسي مضطرا لإيصال دراجتي للبيت أولا، و كلما زاد تأخري زاد بللي، فاستنتجت أن خير البر عاجله، و لا يضير الشاة المذبوحة أن تذبح مرة أخرى.
أصبحت غير بعيد من الحي ففرحت باقتراب الفرج، زادت الأمطار قليلا فأمهلت نفسي تحت سقيفة متجر، و إذ هممت بالخروج متجها نحو البيت، سمعت نداء خفيا أتبعه اصطدام دراجة هوائية بدراجتي! هذا ما كان ينقصني لكي أعلن توبة خالصة: لن أخرج مرة أخرى و السماء ملبدة!
تعطلت كوابح الدراجة الأخرى بسبب الأمطار فلم يجد صاحبها بدا من الإصطدام بي و كأنني الوحيد الظاهر من العالمين، سبحان الله.
أسرد علي لائحة من المشاكل التي حصلت له اليوم و اعتذر لي، كانت وجهته نفس وجهتي فقلت له هيا، فكلنا في الهم سواء!
كيفما كان الحال، لست وحدي سيء الحظ :)
استمر في المشي نحو الأمام بينما انعطفت أنا لليسار متجها نحو البيت على وقع قطرات المطر الباردة المتسللة بهدوء و بدون خجل، لم أعد أهتم لها فهي أهون بكثير مما حدث لي اليوم، هناك من يرمقني من بعيد و يستغرب مسيري بلا مبالاة و الأمطار تسقط، أكيد أنه لم يجرب ما حدث لي اليوم، و لا أتمنى له ذلك.
دخلت البيت فكنت كدجاجة منتوفة في يوم برد مقرص، تفرفر من هنا لهناك باحثة عن دفء يعيد لها حيويتها،،
كل خطوة خطوتها نحو الأمام إلا و تشكلت بحيرة في الخلف، ينقص البيت ضفدع و بط ليكتمل المشهد السمعي البصري :)
استحممت سريعا و غيرت ملابسي بأخرى جافة، و كتبت لكم هذا الموضوع،
إذا لم أنشر تدوينات ما في اليومين المقبلين فاعلموا أن الزكام ألم بي و لم يترك لي حراكا،
دعواتكم.

ملاحظات:
- أثناء كتابة هذا الموضوع انقطع التيار الكهربائي بسبب الأمطار المتواصلة، خفت أن أكون فقدت ما كتبت، لحسن حظي وجدت كل ما كتبته محفوظا، و هذا من مزايا Blogger، شكرا Blogger.
- مهما حصل، أستبشر خيرا بالأمطار، أمطار الخير و البركة، أساس الحياة و بها نستمر.
- الصورة من فليكر: رابط الصورة.



09 أكتوبر 2008

الموز، ذلك الطلح المنضود

إليكم لغزا:
ليست شجرة و تنتج مرة واحدة في حياتها، تحب الماء و سريعة التكاثر، اسمها المعروف عالميا أخذ من اسمها العربي، تلقب بفاكهة الحكماء، فما هي؟

الجواب هو شجرة الموز (إن صح التعبير)، فهي ليست شجرة، بل نبات عشبي أحادي الفلقة فقط، و بذلك فهي أكبر نبات عشبي في العالم. تنتج مرة واحدة في حياتها، ذلك أنه بمجرد اكتمال نمو أول عنقود موز يتوقف النبات عن النمو و يذبل تدريجيا، لذلك يستحسن قطعها (و ليس اقتلاعها).

لكن هذه ليست النهاية، بل و أثناء نمو نبات الموز، تظهر حوله نقلات موز صغيرة ما تلبث أن تأخذ مكانها في الساحة بسرعة.

زراعة الموز من أسهل ما يكون، فقط ابحث عن مساحة مشمسة، كثيرة التصريف، و الأهم تواجد المياه بها، ثم أحضر شتلة موز من المشاتل و اغرسها، فقط :)
لن تنتظر طويلا، إذا اعتنيت بها جيدا فاستمتع بإنتاجك الشخصي من الموز بعد سنة واحدة فقط!
حسنا، إليكم صورتين لعنقود موز صورته اليوم صباحا:


هذا ليس موزا عاديا بالنسبة لي، إنه ألذ و أطيب و أحلى موز في العالم، هل تعرفون السبب؟
ببساطة لأن الموز هذا من انتاجي الشخصي، شتلة الموز هذه غرستها بنفسي و اعتنيت بها، طبيعي أن أحب ثمارها :)
لم أحضرها من مشتل، بل ظهرت قرب مجموعة أخرى من نبات الموز، اضررت لإزالته عند إعادة تنسيق الحديقة و أبقيت على شتلة واحدة هي صاحبة هذا الإنتاج الحالي.
و الآن، بعد ان اقتربت نهاية شتلة الموز الحالية، ظهرت نباتات موز صغيرة حول النبتة الأم:

في الأعلى هناك النبتة الأكبر، صاحبة الإنتاج الحالي، و على اليمين هناك إبنة ظهرت قبل أسابيع، و في الوسط ابنة أخرى ما زالت صغيرة و تتطلع نحو الأعلى.
سأقوم بتقليل عدد الشتلات الصغيرة منعا للإكتظاظ، و لكي لا تؤثر أوراق الموز وارفة الظل على النباتات المجاورة، الموز يكتسح المجال بسرعة إذا وجد الظروف المناسبة.

بقيت الإشارة إلى أن أزهار الموز مختلفة نوعا ما عن بقية الزهور، هناك من يقول إن الموز ينتج بلا أزهار لكن هذا خطأ، فقط شكل الأزهار مختلف عما هو رائج في تصورنا، إليكم صورة لزهور الموز التي ستعطينا موزا شهيا لذيذا، هذه الزهور توجد في نهاية العنقود الذي وضعت صوره فوق:

اللون البنفسجي هو غطاء لطبقة أخرى من الزهور، كل طبقة تكون محمية بغطاء مشابه، يذبل و يسقط بعد تفتح الزهور.

أخيرا،
لماذا ثمار الموز غير مستقيمة، بل معوجة قليلا؟
صاحب الإجابة الصحيحة تنتظره بعض حبات الموز من إنتاجي، حبات معوجة و ليست مستقيمة طبعا :)
(أمزح معكم فقط).



07 أكتوبر 2008

الشراء عبر الانترنت، إلى متى يطول الانتظار؟

قبل قليل وصلت لتدوينة للأخ عوني يذكر فيها قصته حول شراء كاميرا عن طريق الويب.

إلى متى يجب أن أنتظر لكي أحصل على فرصة مشابهة؟
كم أغبط سكان العالم لقدرتهم على الاستفادة من كامل خدمات الويب و منها الشراء و البيع عبر الانترنت، حجز دومين أو استضافة، إرسال و استقبال الأموال و هلم جرا..

كل ما في الأمر أن القوانين (التي أنشئت لخدمة المواطن كما يقولون) لا تسمح للمواطن العادي بتحويل أي مبلغ مالي خارج الوطن، و بالتالي لا يمكن شراء أي شيء عبر الويب.
قد تقولون يمكنك الحصول على حساب بنكي و بطاقة دفع إلكترونية، ثم استخدمها في الويب!
لكن للأسف، للأسف الشديد، و إن كانت بطاقتي البنكية تحمل شعار visa فهي كحال بقية البطاقات الإلكترونية المغربية تحمل الجملة المشؤومة: Valid only in Morocco !! أي هذه البطاقة لا محل لها من الإعراب في الويب.

و مع ذلك، جربت استخدام بطاقتي في عدة مواقع، و لم اتلقى إلا عبارات على شكل "رقمك تم رفضه من مصرفك، رجاء اتصل بأقرب وكالة تابعة لمصرفك"، ألف مبروك!

ما العمل؟
قمت بجولة مفاوضات طويلة لمعرفة الطريق القانونية لتحويل الأموال للخارج، علي الاتصال ب"مكتب الصرف" (الذي لا يوجد بمدينتي بالمناسبة)، ثم تقديم حجج و براهين لسبب تحويلي للأموال خارج البلد، و كأنني سأحول 100 ترليون دولار، و كأنني سأسبب في انهيار قيمة الدرهم المغربي بسبب عملية تحويل 10 دولارات لحجز دومين، سبحان الله! (طبعا طلبي سيرفض لأن حجتي غير مقبولة).

بعد حديث طويل مع المصرف بحثت فيه عن كل الطرق الممكنة لتحويل الدريهمات (و ليس الدراهم، فقط دريهمات) لشركات معروفة، توصلت لحيلة أحصل بموجبها على بطاقة بنكية غير كاملة الخصائص. لكن! لا يحق أن يتجاوز المبلغ 20000 درهم طوال السنة (حوالي 2400 دولار)، طيب إلى الآن الأمور على ما يرام، حتى أعلم أن من شروط الحصول على هذه البطاقة التوفر على جواز سفر، و أثناء إضافة أي درهم للبطاقة يقوم موظفوا البنك بالطبع في الجواز بما يفيد تسلمك للنقود بالعملة الأجنبية، طبعا أنا لا أملك أي تأشيرة لأي دولة، و بالتالي حينما سأجدد الجواز بعد نفاذ صلاحيته سأقع في ورطة مع السلطات :(

لم كل هذا التعقيد؟؟
لذلك لحد الآن لم أنجح في حجز ولا دومين واحد بإسمي، كل الشركات الدولية التي اتصلت بها لا تملك فرعا في المغرب.
لذلك لحد الآن لم أنجح في الحصول على مدونة شخصية على استضافة خاصة، فقررت استخدام Blogger بعد تردد طويل.
لذلك لحد الآن لم أنجح في الحصول ولا على كتاب تقني واحد، أضطر للبحث عن نسخ مقرصنة ثم طبعها، طبعا التكلفة أكثر من شراء الكتاب و الجودة أقل، و الطباعة بالأبيض و الأسود فقط.
لذلك لحد الآن لم أتصفح أمازون منذ شهور، حتى لا أمتع عيني بالنظر لكتب و أدوات لن تصلني يوما، فما فائدة التعرف على اسمها إن لم أحصل على محتواها.
لذلك لحد الآن كل برامجي التجارية هي نسخ مقرصنة 100%، بدون استثناء.
لذلك لحد الآن لم أنجح في القيام بأي تعامل مادي و لم يتم تفعيل حسابي Paypal و لا أستطيع الحصول على حساب flickr pro و لا مساحة إضافية من Google و لا مستخدم متقدم من Rapidshare...
لذلك لحد الآن أحس أنني في مجرة أخرى غير التي تتواجد بها شبكة الويب.




06 أكتوبر 2008

ستختفي من البرية قريبا، ستختفي

إنها طيور الحساسين،
أجمل المخلوقات و أعذبها صوتا،
تتعرض لتهديد خطير،
ستنقرض عما قريب، و لا من مبالي،
الإنسان الشرير،
أبحث عن رزقي و مورد دخلي،
عذر مشين..



عن طائر الحسون أتحدث اليوم، اقترب أجلها و لا أحد يهتم،
البارحة قام أحدهم بصيد 90 فردا منها لبيعها في الأسواق، في تهديد خطير للحياة البرية،
هذا أمر هين لو قارناه بمن يصيد ستة آلاف طائر يوميا من أجل تهريبها للدول المجاورة بأثمنة بخسة،
أحد الصيادين أمسك ب 12 ألف طائر في يوم واحد و تم تهريبها للخارج، بطريقة أدت إلى وفاة تسعة أعشار الطيور في الطريق.
كم عدد الصيادين؟ لنفترض عشرة فقط، كل واحد يصيد من 100 إلى الآلاف كل يوم، يوم على يوم على يوم...
بالله عليكم ألن تنقرض هذه الطيور؟

المصيبة أن يأتي الأوربيون للمغرب من أجل صيد طيور الحساسين ثم تهريبها لبلادهم للمتاجرة فيها، أين المراقبة و السلطات؟ أين وزارة البيئة و المياه و الغابات؟ أين الرأي العام و الجمعيات؟

تتوالى المصائب ليغتصب الحسون و هو في البيضة، يقتلعون الأعشاش بأكملها من الأشجار، العش و ما فيه للبيع، كلما ارتفع عدد البيض ارتفع الثمن، و ها هي عشرات الأعشاش التي ذهب أصحابها للبحث عن غذاء لصغارهم فإذا بها في أيدي التجار البشعين بلا رحمة و لا حنين..

أحدهم لو يوفق لصيد الذكور طيلة يومه، بل تسقط فقط الإناث في قفصه، فغضب و زمجر، و عاقب الطيور التي لا حول لها و لا قوة بأن ذبحها كلها و صنع بها أكلة يأكلها بتلذذ، منتشيا بعقابه للإناث التي لم تجلب الذكور لتأكل معها، أخطأت لأنها تركت الآباء تراقب العش الدافئ و الصغار تنتظر الغذاء المشبع، و يطول الانتظار و شبح الأم لا يلوح في الأفق..

هل هؤلاء بشر أم ماذا؟
هل يملكون قلبا داخل قفصهم الصدري؟ أم قطعة صخر صلد تلمع بدماء الطيور الصغيرة؟
هل يملكون عقلا؟ مخا؟ دماغا؟ سموه ما شئتم، ماذا يوجد داخل جمجمتهم؟



بعض الأصدقاء أعضاء جمعية مهتمة بالطيور قاموا بجولة استكشافية داخل إحدى الغابات فإذا بهم يكتشفون عشرات الأعشاش المهجورة، لا يوجد بها إلا جماجم مهترئة لعصافير صغيرة: لقد مر صياد من هنا فحصد الآباء و ترك الصغار تنتظر،،
خمس دقائق و هي تنتظر، عشر دقائق، ساعة من الزمن و هي ما زالت صابرة،،
مرت ساعتان فاشتد بها الجوع، مخلوقات الغابة تسمع ندائها المدوي، تنادي أبويها،
الفم مفتوح يصرخ و نصف اليوم مر، ينتظر قطرة ماء في يوم حر،،
أما آن لخيال الأب الحارس و ظل الأم الحنون أن يظهر؟
مرت ليلة طويلة، على العش غير مريحة،
تكاد الشجرة تتحرك من شدة الأنين الخافت المستمر، طوال الليل،
كانت تنتظر اليوم الأول، يوم تنط الصغار من العش و تتوازن بين فروعها،
لتنطلق في أول يوم، في الفضاء الرحب..
فإذا بها مقبرة جماعية للصغار،،
حيث لا مراسيم دفن و لا احترام،،
تصور كيف تخرج الروح من تلك القطعة الصغيرة،
تصور كم ظل العصفور الصغير جائعا،
كم تعذب،
كم صبر، كم نادى، كم تألم..
كم رآى الحياة حوله تدب و هو ينتظر،
حتى إذا ضمرت بطنه و جف فمه و تحجرت أعضاؤه،،
كان لا يزال حيا، يتعذب،،
مرت الأيام فإذا بقايا أسرة صغيرة تشهد على الجريمة،
أن يتكرر المشهد في ربوة بأكملها،
أن ترهف السمع فترى صمتا رهيبا، مخيفا،
أن تمد عيناك فلا ترى عصفورا واحدا يرزق،
أن تلمس الشجر فيتنحى عنك ألما لما عاش و أحس،
أن يسود صوت الموت البطيء المعذب،
فاعلم أن وحشا مر من هنا،
يحمل شبكة، قفصا و سنبلا،
يسمي نفسه إنسانا!

ملاحظة:
قصة الصياد الذي أكل الحساسين حقيقية، و كذلك الذي صاد الآلاف و الأعشاش ذات الصغار الميتة، كل شيء واقعي.
ملاحظة 2:
الصور من فليكر: الصورة الأولى، الثانية و الثالثة.




أسبوعياتي 7

حسنا،
لقد غبت طوال الأسبوع الماضي، هذا أمر غير جيد..
لكن لدي بعض الأعذار (ما أسهل إيجاد الأعذار :) )..
  • العيد، "عيكم مبارك سعيد"، المدونون قالوها قبل أيام و أنا أقولها اليوم، حسنا، أن تقولها متأخرا خير من ألا تقولها أبدا (اقتباسا من "أن تصل لهدفك متأخرا خير من ألا تصل أبدا).
  • زيارة صديق عزيز، لقد أمضيت و إياه أياما رائعة، سأضع التفاصيل في تدوينة مفردة إن شاء الله.
  • سفر جمعوي، اتجهت للقصر الكبير لحضور ندوة علمية حول الطفرات في طائر الحسون.
  • حضرت اجتماعين لجمعية اتحاد طنجة للطيور المغردة.
  • بداية الدروس الأساسية بالكلية، و التي هي أساس السنة الدراسية ككل.
بالمناسبة، قبل يومين و أثناء حضوري بالندوة التي حدثتكم عنها فوق، فاجئني أحد الأصدقاء من مدينة الرباط العاصمة بعبارة: "مبروك المدونة"، قلت في نفسي كيف عرف بمدونتي و أنا لم أخبر أحدا بها؟ أمر غريب فعلا، لربما يقصد شيءا آخر..
لكنني كنت على خطأ، لقد وصل صدفة إلى مدونتي عن طريق محرك البحث گوگل فتصفح المدونة، و بعد رؤيته لبعض الصور عرف أنها لي :)
مذهل أنت يا گوگل، لم تترك شيءا مستورا إلا و نشرته أمام العالم :)




مدونة محمد أعمروشا مدوّنة شخصية في قالب مغربي، عن السفر، الهوايات وتجارب الحياة. أنشر فيها آرائي فيما يخصّ المنطقة العربية، التقنية وأحيانا تفاصيل حياتي الشخصية :)